
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
كــذب المســمي والمســمى أنهـم
ذروا الرماد على العيون ولو حوا
مــا أنصـفوا لمـا دعـوك عفيفـةً
لكنهــم شـتموا العفـاف وقَبَّحـوا
للَــه حســنك والعفــافُ حجــابه
مــا كــان أوضـَحَه لمـن يستوضـح
أيــامَ ترتــد القلــوبُ خواشـعاً
ولهــا إلـى عليـا جمالـك مطمـع
أيــام ترمقــك العيـون حواسـراً
ولهـا احـترامُ الطهـر فـرضٌ أرجح
أيــام قــدك إن تثنــي خــاطراً
فالغصـن مـن مَـرَحِ الصـبا يترنـح
أيــام لحظُـك إن رمـى وإذا رنـا
فالنبــلُ يرشــق والمهنـد يذبـح
أيــام ثغـرُك لؤلـؤٌ كَنَـزَ اللمـى
مكنــونَهُ كــالزهر حيــن يفتــح
أيـــام جيـــدك فَضــةٌ مســبوكه
بـالنور تسـبي الزاهـراتِ وتفضـح
أيــام وجهــك كالصــباح تزينـه
ضـــُفُرٌ مجعـــدةٌ تــتيه وتمــرح
أيـــام جســـمك هيكــلٌ لجلالــه
سـجد الأولـى عبـدوا الإله وسبحوا
يـا بنـتَ مـن عميـت بصائرهُم فما
فهمــوا جمـالَكش وهـو حـقٌ أفصـح
قــذفوا بـه مـن حـالقٍ فـي هـوَّةٍ
هَجَـرَت معالِمَهـا الغـوادي الـرُوَّح
قـــد زوَّجـــوك ولا ملامَ وإنمـــا
ذاك التهـــوُّر منهـــم مســتقبح
مــا كــان بينهــم محــبٌّ مخلـصٌ
يصــف الــدواءَ ولا حكيــم ينصـح
ومــن النســاءِ مليحـة لا بـد أن
تــتزوَّجَ الرجــل الــذي تسـتملح
تــأبى طباعــك حمـل قيـدٍ متعـبٍ
والجســم رخــصٌ والسلاســل تـرزح
فكسـرتها وسـلكتِ مـا نهـج الهوى
للعـــاثرات كــأَن ذلــك أربــح
الــذنبُ ذنبهــم صــدقتِ وإنمــا
للقلـــب حَــدٌّ عنــه لا يــتزحزح
يـا ليتهـم دفنـوكِ فـي قـبرٍ بـه
ســـكن الظلامُ فشـــيَّعتك النُــوَّح
وذهبـــتِ خطبُــكِ فــادحٌ لكنمــا
مـوتُ العفـاف اليـومَ خطـبٌ أفـدح
اليــوم قَـدُّكِ ذابـلٌ واليـوم لـح
ظــك ذاهـلٌ واليـوم ثغـرك أكلـح
واليـوم جيـدك عاطـلٌ واليـوم وج
هــك باطـلٌ واليـوم جسـمُك مسـرح
مــات الجمـالُ بمقلتيـك وأذبلـت
خـــدَّيكِ محرقـــةٌ تهــبُّ وتلفــح
إن المعاصــي كالســموم فحرَّهــا
أبــداً بــه زهـر الجمـال مصـوَّح
قـالوا بأَنـكِ تُبـتِ قلتُ لك الهنا
أَلـــذنبُ تغســله دمــوعٌ تســفح
وإذا المـدامعُ طهَّـرت حسـناً غـدا
كالصـبح أصـبى مـا يكـونُ وأصـبح
إنــي يشــقُّ علــيَّ طرفـك فاتنـاً
يرمــي القلــوبَ بنــاره ويطـوِّح
وأراكِ ســـاهيةً فيقلــق مهجــتي
وجـــدٌ يهـــزُّ صــبابتي ويُبَــرِّح
وأنـا الـذي بَغَـضَ الريـاضَ لأنهـا
مســرى لكــل العــالمين ومسـرح
لــولا نضــارتُها ولــولا طهرُهــا
لرأيــتِ كـلَّ النـاس عنهـا ينـزح
فـإذا نهضـتِ مـن العثـار عفيفـةً
أصــبحتُ أَوَّلَ مــن يَغُــضُّ ويصــفح
إن تُبــتِ فـالربُّ الكريـمُ مسـامحٌ
لكنمــا هــذا الــورى لا يســمح
النـــاسُ بعـــضُ خلائقٍ ممزوجـــةٍ
هـــذا يُخطِّـــئُ ذا وذاكِ يصـــحِّح
لا يُبصـرون النـورَ يهبـط مـن عـلٍ
مترقرقــاً يهـدي الصـدورَ ويشـرح
كــم مصــلحٍ بَعَــثَ الإلـهُ وإنمـا
بقيــت خلائقهــم ومــات المصـلح
خليل بن إبراهيم بن عبد الخالق شيبوب.شاعر من أدباء الكتاب، من طائفة الروم الأرثوذكس.سوري الأصل، ولد بالاذقية، واشتهر وتوفي بالإسكندرية.له (الفجر الأول-ط) وهو الجزء الأول من ديوان شعره.له: (المعجم القضائي - ط) عربي فرنسي، و(عبد الرحمن الجبرتي - ط) رسالة، و(قبس من الشرق-ط) مقتطفات من شعر تاغور وغيره.