
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مُنـىً لحـنَ لـي ثم انثنينَ عجالا
وزايلــنَ آمـالَ الشـبابِ فـزالا
شـموسٌ أضـاءَت فـي سـماءِ شبيبتي
هــوادٍ وإذا زالـت طلبـنَ زوالا
مباســمِ سـعد فـي ثغـورٍ غضيضـةٍ
محــاهنَّ ليــلٌ بـالخطوب تـوالى
تركـنَ بأَحشائي قنوطاً على المدى
تحــوَّل داءً فـي الفـؤاد عضـالا
فمـن كـان تغريـه الحياةُ فإِنني
تحملــتُ أَعبـاءَ الحيـاة ثقـالا
إذا طمحـت نفسي إلى السعد أنها
لتَعلــم أَن الســعدَ عـز منـالا
وكنـتُ أظـن العمـرَ تسعده النهى
ولكـن هـذا العقـلَ صـار عقـالا
فيـا لشـقاءِ العلـم ذل تواضـعاً
ويالهنــاءِ الجهـل حيـن تعـالى
إذا صـحب البـؤسُ العقـولَ فإنما
على السعد يبقى الجاهلون عيالا
عــذرتُ أخـا علـم يهـاجر علمـه
وينســى مبــاديه لنعَــمَ بـالا
فمـا زال هـذا النـاس ضربةَ لازبٍ
يعيــدون مبسـوط الأديـم جبـالا
ومـن لم يساير عيشَهُ في اعوجاجه
فتقــويمه يمســي عليـه وبـالا
صــحبتُ زمــاني لاهيــاً متلقيـاً
نعيمـي وبؤسـي منـه كيـف أنالا
ليـالي أسلو الدهر في وجه غادةٍ
هـي الـدهرُ تعطـي يمنـةً وشمالا
عشـقتُك صـدقاً يـا سعادُ ولم أكن
أشــُكَّ بـأنَّ العشـقَ يكـذب فـالا
إلــى أن تخطتنـي إليـك عواطـفٌ
رمتهـا بقلـبي الحادثـاتُ نبالا
من الناس من لا يدخل العشقُ قلبه
فيفنـــي ليــاليه ونــىً وملالا
لأن غــذاء النفــس قـربُ حبيبـةٍ
تعيــنُ علىنهــب الزمــان حلالا
هو الحبُّ نور العمر إمّا خبا فقد
خبـا بعـده نـورُ الحيـاة وحالا
فـإن يـكُ مـن تهـواه غيرَ مسالمٍ
تُصـِب فـي التصـابي جنَّـةً وخبالا
ســبا مهجـتي قـدٌّ رشـيقٌ ومبسـمٌ
عقيــقٌ ووجــه يســتهل جمــالا
وشـَعرٌ كـأَنَّ الشـمسَ مَـدَّت شعاعها
شـباكاً علـى متـن الضحى وحبالا
وعينـان زرقـاوان يجلـو سناهما
ســـماءَ ربيـــعٍ فيهمــا تتلالا
تعشـَّقتُ خلقـاً لـم تزنـه خليقـةٌ
فتوجـد فـي شـخص الحـبيب كمالا
فلم تمتزج روحي وروحُكِ في الهوى
فصــار علـيَّ الحـبُّ فيـك محـالا
تُفــاخرني بالحسـن أَنـي أسـيره
وإن لهــا عرشــاً بــه يتعـالى
إذا وجـدت حسـناءُ فخـراً بحسنها
فمـذ كـنَّ تستصـبي النساءُ رجالا
وأي افتخــار للشــراب بكاســه
إذا لـم يكـن ذاك الشـرابُ زلالا
هيوتـكِ حـتى لا نهايـة في الهوى
وأَتعبــتُ فيـك النـازلات نـزالا
وأعملـتُ قلـبي فـي غرامك خالصاً
فكــان نصــيبي فجعــة ونكـالا
وأصـبحتُ أضـني مـا أكـون حشاشةً
وأضــيَعَ آمــالاً وأســوأَ حــالا
وأَدمـي فؤاداً حيثما جرَّني الهوى
جــررت ذيـولَ الحادثـات طـوالا
زجـرتُ فـؤادي عـن مصانعه الورى
فــإنهم قــد ضــايقوه مجــالا
وقلــت لآمـالي ردي العيـشَ إنـه
لأَظمـــأَ حـــيٍّ مــن تــورَّد آلا
ومتعـتُ جسـمي باللـذاذات برهـةً
أبــدد أخلاقــاً وأبــذل مــالا
فعــدتُ وقلــبي كــارهٌ متجنــبٌ
ومـــا نلـــتُ إلا حطـــةً وكلالا
إلا بئس عيـش الصابرين على الأذى
يوالـون دهـراً بالمصـائب وإلـى
لقـد ثكلـوا الآمـال هل عجبٌ إذا
غـدوا ولهـم حزنـاً وجـوهُ ثكالى
فلا تنتظـر عَـودَ السـرورِ وإنمـا
خـذ العمـر نهباً والحياةَ قتالا
تلـقَّ المنى كيف استهلت وإن تكن
منـاك علـى مـا ترتجيـه ضـئالا
فهـا أنـا لاقيـتُ الشـقاءَ متمماً
لـه فـي ديـاجي النائباتِ وصالا
أعيــش لأن المــوتَ عنــي غافـلٌ
وأضــحكُ حــتى لا أنــوحَ خبـالا
حملـتُ همـوم الحـبِ حـتى تخرَّمَـت
قــواي عــواديه فصــرتُ خيـالا
وأصـبحتُ عنـوان الشـقاءِ مجسـماً
وأصـبحت للبـؤس الصـميم مثـالا
ومــن أنـا أهـواه يظـلُّ منعمـاً
سـعيداً علـى الـدنيا يتيه دلالا
إذا قمـتُ أشـكو لا أرى لي مؤسياً
بــه ويقـول النـاسُ زاد وغـالى
فبُـدِّلتُ شـوكَ الحـب من بعد زهره
وبُــدِّلتُ مـن نـور الحيـاة ظلالا
وأصــبح ذاك الصـبحُ ليلاً مخيمـاً
وصـارت بـه تلـك الريـاضُ رمالا
أأبقـى كـذا حـتى أمـوتَ وربمـا
إذا مــتُّ لـم أفجـع بمـوتي آلا
خليل بن إبراهيم بن عبد الخالق شيبوب.شاعر من أدباء الكتاب، من طائفة الروم الأرثوذكس.سوري الأصل، ولد بالاذقية، واشتهر وتوفي بالإسكندرية.له (الفجر الأول-ط) وهو الجزء الأول من ديوان شعره.له: (المعجم القضائي - ط) عربي فرنسي، و(عبد الرحمن الجبرتي - ط) رسالة، و(قبس من الشرق-ط) مقتطفات من شعر تاغور وغيره.