
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
هَــل مَـن يُجِيـبُ إِذا دَعَـوتُ الـدَّاعِي
وَيَعـي الخطَـابَ وأَيـنَ مِنِّـي الـوَاعِي
ذَهَــبَ الرِّجــالُ وَخَلَّفُــوا أَشـبالَهُم
وَالمَـــاءُ يَخلُفُــهُ ســَرَابُ القــاعِ
كَـم ذا أُنـادِي غَيـرَ مَسـمُوعِ النِّـدا
وَأَحُــــثُّ للإِصـــلاحِ غيـــرَ مُطـــاعِ
أَبَنـي الكِـرام السابقِينَ إِلى العُلا
هَـــل فِيكُـــمُ مُســـتَجمِعٌ لِـــدِفَاعِ
هَــل فيكُــمُ مَـن يُختَشـَى أَو يُرتَجَـى
لجلادِ ســــَيفٍ أَو جِــــدالِ يَـــرَاعِ
ضـــَيَّعتُمُ الإِســـلامَ شـــَرَّ إِضـــاعةٍ
عُلِمَــت فَضــِعتُم بَعــدُ شــَرَّ ضــَيَاعِ
يــا أُمَّــةً ذَهَــبَ الخُمـولُ بِمَجـدِها
هَــل بَعــدَ ذا الإِخفــاقِ ذِكـرٌ سـَاعِ
مــاتَت طَبــائِعُكُم فلَـم تَحسـُس بـدا
وَالمَيـــتُ لَيـــسَ يُحِــسُّ بالأَوجــاعِ
وَعَلـــى البلادَةِ والجُمــودِ طُبِعتُــمُ
وَمِـــنَ المُحَـــالِ تَغَيُّــرُ الأَطبــاعِ
كَــم ذا تَهَضــَّمُنا العِـدا وَتَسـُومُنا
ســـَومَ العَـــذابِ مُلَــوَّنَ الأَنــواعِ
وإِلــى مَتَــى نُمسـِي لأغـراضِ العِـدا
غَرَضـــاً ونُصـــبِحُ عُرضــَةَ الأَطمــاعِ
فكأنَّنـــا ســـَرحٌ بِقَفـــر ســـائِبٌ
مــا فيــهِ مــن جَنــبٍ وَلا مـن رَاعِ
يَرعَــى ويكــرَعُ كيــفَ شـَاءَ وَلَحمُـهُ
مَرعَـــى ومكـــرَعُ أكلُـــبٍ وَضــِبَاعِ
قـد ضـاعَ سـُوقُ المجـدِ حـتى مـا لَهُ
مِــن ســائمٍ فَضــلاً عَــنِ المُبتــاعِ
القَـــومُ همُّهُـــمُ الرقِــيُّ وَهمُّنــا
فـــي فُرقَـــةٍ وَقَطيعَـــةٍ وَنِـــزَاعِ
ســـادَ الخِلافُ بِرأينـــا وَتَغَلَّبَـــت
فــي جَمعِنـا الفَوضـَى فَمـا مـن رَاعِ
فَبِكُــــلِّ دارٍ مِنبَــــرٌ وخليفــــةٌ
يَـــدعُو لِبَيعَتِـــهِ عَلَـــى أَوضــَاعِ
أَوَ لَيــسَ مغزانــا جَميعــاً واحِـداً
فعَلامَ هَــذا الخُلــفُ فــي الأَتبــاعِ
فإِلهُنــــا وكتابُنــــا ونبيُّنـــا
وبلادُنـــا والأَصـــلُ غَيـــرُ مُشــاعِ
لِلَّـــهِ دَرُّ عصـــابةٍ قــد أَحــرَزُوا
قصـــبَ الســِّباقِ بِحَلبَــةِ الإِبــدَاعِ
دَانَــت لأَمــرِ اللَّــهِ أَنفُسـُها لِـذا
دانَــت لَهــا الـدُّنيا بلا اسـتِمناعِ
مَلكـوا جميـعَ المَشرِقَينِ وأَخضَعُوا ال
بَـــاغِينَ فِيهـــا أَيَّمـــا إِخضــاعِ
وَمَشوا عَلى البَحرِ الخِضَمِّ فَما اشتَكوا
بَلَلاً بأَقـــــــــــــدامٍ ولا أَدراعِ
مَلأى الصـُّدورِ مِـنَ المَكـارِمِ وَالتُّقَـى
وَمِـــنَ الحُطـــامِ فَــوَارغُ الأَضــلاعِ
فمِـنَ الطَّعـامِ بتَمـرَةٍ سـَودا اجتَزَوا
وبشــــَملَةٍ شــــَهبَا مِـــنَ الأَدراعِ
لَـم يكتُبُـوا رقّـاً بغَيـرِ شَبا الظُّبا
فـــوقَ الطُّلا بِنَجِيعِهـــا الهمَّـــاعِ
شــادُوا مِــنَ التَقـوى أَصـَحَّ مَـدافعٍ
وَبَنَــوا مِــنَ الحســناتِ خيــرَ قِلاعِ
هَاتِيــكَ فُرســَانُ الحُــروبِ وإنَّمــا
نحـــنُ فَـــوارسُ أَلســـُنٍ وَقِصـــَاعِ
سـِيرُوا كمـا ساروا لِتَجنُوا ما جَنَوا
لا يَحصـــُدُ الحَـــبَّ ســِوَى الــزُّرَّاعِ
وَتيَقَّظُـوا فالسـَّيلُ قـد بَلَـغَ الزُّبَـى
يــا أَيُّهــا النَّـومى عَلـى الأَنطـاعِ
واسـتَرجِعُوا مـا فـاتَ مِـن غايـاتِكُم
مــا دُمتُــمُ فــي مُكنَــةِ اسـتِرجاعِ
قُومـوا اقرَعُـوا بالجِدِّ أَبوابَ العُلا
لا تُقصـــِرُوا عـــن هِمَّــةِ القُــرّاعِ
إِنَّ المَعــالي مــا عَلــى أَبوابِهـا
غَيــرُ الــوَنَى وَالعَجــزِ مِـن قَـرَّاعِ
واسـتَعذِبوا شـَوكَ المَنَايا في اجتِنا
وَردِ الأَمـــــاني رائِقَ الإِينـــــاعِ
إِن قلتــمُ نَخشــَى المَجاعَـةَ فالـذي
بكُـــمُ أَشـــَدُّ أَذىً مِـــنَ الإِدقــاعِ
وَتَعلَّمــوا فــالعِلمُ معــراجُ العُلا
ومفاتــــحُ الإِخصــــابِ والإِمـــراعِ
العِلـــمُ ليـــسَ لِنَفعِــهِ حــدٌّ وَلا
حَـــدٌّ لضـــرِّ الجَهـــلِ بالإِجمـــاعِ
فَخــذوا مِــنَ الغَربِـيِّ خَيـرَ عُلـومِهِ
وَذَرُوا قبيــــــحَ خَلائِقٍ وَطِبـــــاعِ
وإِذا عَلِمتُــم فـاعملوا فـالعِلمُ لا
يُجـــدِي بلا عَمَـــلٍ بِحُســـنِ زَمَــاعِ
فــالمَرءُ غُصــنٌ والعُلــومُ زهــورُهُ
وثمــــارُهُ الأَعمـــالُ بالمُصـــطَاعِ
وابنُـوا عَلـى التَّقـوى قواعِدَكُم فمَا
يُبنــى عَلــى غيــر التُّقـى مُتَـدَاعِ
واحمُــوا حِمــاكُم بالأسـِنَّةِ والظُّبـا
مِـــن كـــلِّ عـــادٍ مُعتَــدٍ طَمّــاعِ
وَتَحَفَّظُـــوا وَاللَّــهُ خَيــرٌ حافِظــاً
مِـــن كـــلِّ صــِلٍّ نحــوَكُم مُنبَــاعِ
هَيُّــوا لِطَـردِ الفَقـرِ عـن أَوطَـانِكُم
جيشـــاً مِـــنَ الــزُّرَّاعِ والصــُّنَّاعِ
يـا أَيُّهـا النَّومـانُ بيـنَ مخالِبِ ال
لَيــــثِ الهَصـــُورِ ونَـــابِهِ القَلاعِ
ارحَـم شـبابَكَ وانتَبِـه مـن قبـلِ أن
تُضــــحِي ضــــَحِيَّةَ حَلقِــــهِ البلاعِ
لا تَرجُـــوَنَّ مِـــنَ العِــدَاةِ مَــوَدَّةً
إِنَّ الأَعــــادِي فاحــــذَرَنَّ أَفَـــاعِ
فـــاخشَ العَــدُوَّ وإِن أَراكَ تَلَطُّفــاً
فلــهُ بــذاكَ اللُّطــفِ نَهــشُ شـُجَاعِ
لا تَحســـَبَنَّ وِفَـــاقَ شـــَعبٍ أَجنَــبٍ
شــَعباً ضــَعيفاً غيــرَ مَحــضِ خِـدَاعِ
يــا خــاطِبَ العَليَــاءِ إِنَّ صـَدَاقَها
صــَعبُ المَنَــالِ عَلـى قَصـِيرِ البَـاعِ
مَهــرُ العُلا جُــردُ الجِيَـادِ تَقُودُهـا
مُــردُ الكُمــاةِ تمِيــسُ فـي الأَدراعِ
أَوَ كـــلَّ يـــومٍ للعَـــدُوِّ إِغــارَةٌ
مَشـــنُونَةٌ فـــي هـــذه الأَربـــاعِ
طمـــعٌ طـــبيعيٌّ أَمـــاطَ مُجَــاهِراً
عــن وَجهِــهِ المُربَــدِّ كــلَّ قِنَــاعِ
حَمَلــوا علينــا بالــدَراهمِ حَملَـةً
لــم نســتطع فــي وَجهِهــا لِـدِفاعِ
وتَلاعَبَـــت فِتيَـــانُ أُورُبّــا بِنــا
كَتَلاعُــــبِ الصـــِبيانِ بالمِرصـــاعِ
عجبــاً تُبـاعُ وَتُشـتَرى البَحرَيـنِ لا
مِـــن ثــائِرٍ فَضــلاً عَــنِ المنَّــاعِ
قَطَعـت حمـاةُ الشـَّرقِ أَبطـالُ الـوَغَى
آمــــالَهُم بــــالأبيَضِ القَطَّــــاعِ
فــأَتَوا بلادَ العُـربِ كَـي يسـتَدرِكوا
مـــا فـــاتَهُم بالأَصــفَرِ الخَــدَّاعِ
بــدأُوا بِســَلبِ حِمَــي أَوالَ لأنَّهــا
مِفتـــاحُ ســـائرِ هـــذهِ الأَصــقاعِ
نَقَضـُوا عُهُـودَ حَليفِهِـم عِيسـى الـذي
لِــذِمامِهِم قــد كــانَ خيــرَ مُـرَاعِ
قَــد ضــَيَّعوا مِيثـاقَ عِيسـَى مِثلَمـا
قَــد ضـيَّعُوا مِيثـاقَ عيسـى الـدَاعِي
وَدَعَـوا لـهُ ابنـاً مُشرِكينَ كما دَعَوا
لِلّــهِ جَــلَّ ابنــاً فخــابَ السـَاعِي
قـالوا ضـَعُفتَ عَـنِ الإِمـارَةِ فـانعَزِل
دَعــوى خَصــِيمٍ مــا لَــدَيهِ مــدَاعِ
إِن يَســتطيعوا عَـزلِ عِيسـَى فـانعِزَا
لُ عَلاءِ عَيســـى ليـــسَ بالمُصـــطاعِ
مَلِـكٌ أَشـادَ لـهُ النَـدى ذكراً مَلا ال
آفــــاقَ بالأضــــواءِ والأَضــــواعِ
فتـــذمَّرَت عُـــربُ البُــدَيِّعِ غَيــرَةً
عربيَّـــةً مَـــعَ ســـائِرِ الأتبـــاعِ
وتَرَحَّلـــوا عنــهُ ولــم يَتَلفَّتُــوا
كرمـــاً لِطِيـــبِ مَســـاكِنٍ وضــِياعِ
ســَنُّوا لنـا سـنَن الكـرامِ إذا هُـمُ
ضــِيمُوا فهــل لِلقَــومِ مِــن تُبَّـاعِ
لَــم يَقبَلــوا هَـذا الهَـوانَ لأنَّهُـم
مِــن عُــربِ نَجــدِ الفِتيــةِ الأَروَاعِ
أَنعِــم بهــا مـن رِحلَـةٍ قـد شـَيَّدَت
مجـــداً ومَكرُمـــةً وطِيـــبَ ســَماعِ
رَحَلُـوا عَـنِ الأَوطـانِ فـي طَلَبِ العُلا
فاســـتبدَلُوا مِنهُــنَّ خيــرَ رِبــاعِ
نَزَلــوا بِسـاحَةِ ماجِـدٍ رَحـبِ الفَنـا
صـــَعبِ المَــرامِ مِــنَ الأَذى مَنّــاعِ
فــأَوَوا إِلــى كهــفٍ عظيــمٍ شـامخٍ
صـــَعبِ المَراقــي مُمــرِعِ الأَجــرَاعِ
ملــكٌ بــه عَـرشُ الإِمامَـةِ قـد سـَمَا
ورَســا وكــانَ عَــرَاهُ قبــلُ تـداعِ
مَبســُوطتانِ يَــداهُ لِلعــانِي وِلــل
جــاني بِوَبــلِ نَــدىً ونــارِ مِصـَاعِ
فزمـــانُهُ للمُجتَـــدِي وَالمُعتَـــدِي
يومــانِ يــومُ قِــرىً ويــومُ قِـراعِ
لَيـــثٌ فَرائِســُهُ الملــوكُ وصــَيدُهُ
غُـــرُّ الممالِـــكِ لا ظِبَــا الأَســلاعِ
يــا لَيـتَ عُـربَ المسـلمينَ وعجمِهـم
عَقَـــدُوا عليـــهِ عُقــدَةَ الإِجمــاعِ
واســـتَخلفوهُ فهــوَ خيــرُ خليفــةٍ
فــي نُصــرَةِ الــدِينِ المُطَهَّـرِ سـاعِ
لا زالَ كــــوكَبُ جُـــودِهِ وَســـُعُودِهِ
يَنمُــو بطيــبِ نَــدىً وَحُســنِ شـُعاعِ
عبد العزيز بن عبد اللطيف بن إبراهيم بن عبد اللطيف آل مبارك.ولد في مدينة الأحساء، ونشأ بين أسرته وأهله مولعاً بالعلم والأدب ومكارم الأخلاق.قرأ القرآن والفقه والحديث والتفسير، وأخذ النحو وعلوم العربية.كانت حصيلته الشعرية كبيرة، حيث كان يهبط عليه الشعر متى أراد.وقد تنقل بين البحرين وعمان والهند.