
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لِلّـهِ فـي الخَلـقِ مُـراد عجيـب
فـي سـِرِّ مَعنَـاهُ يَحـارُ اللَبيب
فَســـَلِّمِ الأمـــرَ لــهُ وَحــدَهُ
تَسـلَم فمـا أنـتَ عليـهِ رَقيـب
وَوَطِّــنِ النَفــسَ لِمُــرِّ القَضـا
واصبِر عَلى رَيبِ الزَمانِ المُرِيب
أَقــولُ والــدمعُ علـى وَجنَتِـي
يَهمِــي وَلِلحُـزنِ بصـدرِي وَجِيـب
الحمــدُ لِلّــه علـى مـا جَـرى
وَحسـبُنا اللَّـهُ وَنِعـمَ الحَسـيب
إِنَّ النَصـارى مـن بَنـي كِلـترا
جـاءوا مـنَ الأمـرِ بـأمرٍ عَجيب
قـد نَقَضـُوا مِيثـاقَ عيسـى كما
قـد نَقضوا ميثاقَ عيسى النَقيب
عــابُوهُ بالشــَيبِ ضــَلالاً ومِـن
أَدهى الدَوَاهِي أَن يَعيبَ المَعيب
أَلَيـسَ قـد شابَت بريطانيا فما
لهــا فــي المُلـكِ لا تَسـتَنِيب
بـل فَغَـرَت فاهَـا لِبَلـعِ الوَرى
واستعملَت في الخُبثِ كلَّ الضُرُوب
سياســــةٌ نفّـــذَها لُطفُهـــا
فكــلِّ قُطـرٍ فيـهِ منهـا دَبِيـب
قـد لبسـت للنّـاسِ مِـن لِينهـا
مكـراً جلـودَ الضَّأنِ صُنعَ الأَريب
هُـم أفتنـوا بينَ الرَعايا إلى
أن نَشـَبَت بينَ الرعايا الحُروب
حَـتى إذا الـزَرعُ نَمَـا أَقبلوا
ليجتَنُـوا أَثمـارَ تلـكَ الحُبوب
وقــامَ مِنهــم آمــراً ناهيـاً
بقُــوَّةِ المِــدفعِ منهـم خَطيـب
وظـــلَّ يـــدعوهُم بأســمائِهم
فلــم يُجِبـهُ غيـرُ دَمـعٍ صـَبيب
مــا بَيــنَ تــأنيبٍ وذَمٍّ لَهُـم
وَبيــنَ إيعَــادٍ ووعــدٍ كَـذُوب
نــادَاهُمُ بـالطُوبِ فاسـتَجمَعُوا
ولـو بغَيـرِ الطُـوبِ نادَى أُجِيب
واهــاً لهــا مِـن نكبـةٍ حَـرَّةٍ
تكـادُ أن تَنشـَقَّ مِنهـا القلُوب
يـا مُقلَـةَ البَحرَيـنِ سـحِّي دماً
وانتَحِـبي إن كانَ يُغني النَحِيب
فَــإِنَّ يومـاً عـزلُ عِيسـى جَـرى
فيـهِ عَلـى الإِسـلامِ يـومٌ عصـِيب
هل بَعدَ عيسى المُرتَضى المُرتَجى
وآلــهِ العيــشُ لِحُــرٍّ يطِيــب
فــتىً حِمـاهُ الرَحـبُ لِلمُلتجـى
حِصــنٌ وللعـافينَ مرعـىً خَصـيب
مـازالَ فـي جمـعِ ضـُروبِ العُلا
حَتّـى غـدا فَـرداً عديمَ الضَريب
عمَّــت أَيـادِيهِ الجِـزالُ المَلا
فكُــلُّ قُطـرٍ فيـهِ مِنهـا نَصـِيب
فَضـــائِلٌ لَيســـَت بِمَحصـــُورَةٍ
وَمَـن يُطِـق عـدَّ رِمـالِ الكَثِيـب
وَمـــا عَلَيــهِ أن ذوَى جلــدُهُ
وخُلقُــه المَرضــِيُّ غُصـنٌ رطِيـب
يـا أيُّهـا المَعـزولُ ظُلماً ولا
ذنــبَ لــهُ إِلّا بيـاضُ المَشـِيب
لا تَبتَئِس فالــدَهرُ مُنــذُ نَشـا
حــربٌ إلــى كــلِّ عَلِـيٍّ نَجيـب
فَسـُلَّ مـن حُسـنِ العـزا صـارِماً
واضـرِب بـهِ الهمَّ إِلى أن يُنيب
واصــبِر قَليلاً صــَبرَ مُســتجمِعٍ
فسـَوفَ يَومـاً تَنجَلي ذِي الكرُوب
لا بُـــدَّ لِلشــَّرقِيِّ مِــن كــرَّةٍ
تَقضـِي عَلـى الغربـيِّ عَمّا قَرِيب
فقَـد أَفـاقَ الشـَرقُ مِـن سـُكرِهِ
وجَــدَّ ذاكَ المُســتَغِرُّ اللَعُـوب
وهَـــبَّ مِــن نــومَتِهِ ثــائِراً
وكــادَ منـهُ يسـتَحِيلُ الهُبُـوب
فليتَقَـــاضَ كـــلَّ حَـــقٍّ لــهُ
مُضــيَّعاً فـي سـالِفاتِ الحُقـوب
وَليَســتَرِدَّ الشــَرقُ مِـن مجـدِهِ
يــا عَــرَبَ الإِســلامِ أدعُــوكُمُ
لِخُطَّـةِ الرُشـدِ فَهـل مِـن مُجِيـب
العِلــمَ العِلــمَ تسـودُوا بِـهِ
فــإِنَّ بـالعلمِ حَيـاةَ الشـُعوب
إِلَـى مَتى في الجَهلِ هَذا الثَوا
وفـي حَضـيضِ الجَهلِ هَذا الرُسُوب
لا خَيــرَ فــي زَهـوِ قَضـيبٍ إِذا
خَلا مِــن الأَثمَـارِ ذاكَ القَضـيب
ادلُـج إِلـى العلم بليلِ الصِبا
لِتَحمِــدَ الإِدلاجَ صــُبحَ المشـيب
فــالعِلمُ مفتـاحٌ لِكُـلِّ المُنَـى
وَســُلَّمٌ يَرقــى عَليـهِ الطَّلُـوب
فَمَــا عَلــى بـابِ العُلا حـاجِبٌ
وَلا عَلـى غِيـدِ المَسـاعِي رقِيـب
عبد العزيز بن عبد اللطيف بن إبراهيم بن عبد اللطيف آل مبارك.ولد في مدينة الأحساء، ونشأ بين أسرته وأهله مولعاً بالعلم والأدب ومكارم الأخلاق.قرأ القرآن والفقه والحديث والتفسير، وأخذ النحو وعلوم العربية.كانت حصيلته الشعرية كبيرة، حيث كان يهبط عليه الشعر متى أراد.وقد تنقل بين البحرين وعمان والهند.