
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
نعـم نعمـت روحـي بحـي أحبـتي
ومــا حجـدت آرام مصـر محبـتي
ومنيلهـا السـامي وكوثر نيلها
جنــان مســراتي وراح سـريرتي
هي البلد الرحب المعجل بالقرى
لكــل غريــبٍ زارهــا وغريبـة
وعاصـمة الدنيا السخية بالثرى
لكــل عــديمٍ كـالثرى وعديمـة
مقـر يـواقيت الخدود وملعب ال
قــدود ومـرج الأعيـن الحوريـة
ومسـرح أربـاب الملاحـة والبها
ومسـحب أذيـال المهـا البشرية
مـروج سروري ما يروج من الصفا
بهــا ويواسـيني بريـق غريـرة
وقـاب حبـوري والكـواكب حـوله
مكعّــب غـابٍ تحـت ذيـل عريشـة
نسـيت يمينـي إن نسـيت مدينـةً
تكــاد تواسـيني بـرد شـبيبتي
تــتيه علـى كـل البلاد بنضـرةٍ
وتنعـش ألبـاب العبـاد بنظـرة
كواعبهـا الحور الحسان كواكبي
وفتيتهـا الصـيد الكرام أيمتي
كـــأن نـــدماها ملــوك ملائكٍ
تُســبِّح فــي جناتهـا العدنيّـة
كــأن غوانيهــا بلابــل جنــةٍ
تئنُّ علــى عيــدانها الوتريـة
يـبيت بهـا الإنسـان آمـن دهره
كمـا أمنـت عِيـن الحجـاز بمكة
ويصــبح مســروراً بكـل ممـاجنٍ
يفــوه بــأحلى نكتــةٍ أدبيـة
إذا لمـح الرمـان تحـت خميلـةٍ
يقــول أذا نهـدٌ يلـوح بغرفـة
وإن شكت الورقاء خاف من النوى
وقـال ألا حجـلٌ يقـول لها اسكت
نعمـت بهـا يوماً تهيل لذي طوى
وتجنــح يومـاً للثنيـة مقلـتي
بـأحور كالـدينار يسـطع نـوره
عليـه سـطوع الـوردة السـحرية
نفاســـته روض وفــي نفثــاته
فصــاحة حســان وصــوت نفيسـة
يعاهــدني أن لا أميــل لفتنـةٍ
إذا لمحـت عينـاه حامـل فتنـة
ويبعــد عـن نمـام كـل حديقـةٍ
كراهــة نمــامٍ وذكــر نميمـة
خلــوت بـه عامـاً تمـر شـهوره
علــي مـرور اللمحـة الفلكيـة
نقـات بـراحٍ مـن ثنـاه كأنهـا
رضـــاب ملاحٍ أو رضــاب أدنــة
وغانيــةٍ آمنــت حيـن رأيتهـا
بـأن عيـون العيـن علـة علـتي
يصـور بيـن السـالفين جبينهـا
حمامــة ورقٍ فـي مخـالب لَقـوة
وصـفت لهـا بنت الكروم فأقبلت
بهـا كخـدود الشـادن المتبكّـت
تضــم بيمناهـا نجـوم نهودهـا
وتحمـل باليسـرى نجـوم مـبرتي
وقلـت لهـا جودي علي وجوِّدي ال
شــراب بمعسـول الرضـاب فلبـت
فبـت كـأني مـا فقدت من الصبا
ســوى حلـكٍ ولَّـى وفـارق لمـتي
أقبـل منهـا البـدر تحت خميلةٍ
واعتنــق اليعفـور فـوق حشـية
وأضـرب هامـات الهمـوم بصـارمٍ
يجــرد مـن ألحاظهـا اليمنيـة
وهــب نســيمٌ مــد آس عـذارها
علــي ووشــاها بسوسـن بردتـي
فخلـت أكاليـل الملـوك بهامتي
وخلـت علـى هـام السماك أكلتي
وقلـت لأوصـابي الشـقيقة إننـي
حللــت بجنــات النعيـم فـولت
أحبـة قلـبي فـي الشآم وددتكم
بمصـر يُـرى عيشي الهني وعيشتي
ليعجبكـم عـود الرقـاد لناظري
فـإن كـرى عينـي عيـون أحبـتي
وحــق هواهـا والكـؤوس كأنهـا
ثغـور دماهـا أو حـدائق شـبرة
لَمِـن بـردى أحلـى وأبردُ ماؤُها
وأملـح مـن أبرادهـا البرديـة
وأطــرب مـن سـنطير كـل مغـردٍ
حنيــن سـواقيها بجـانب ترعـة
أبعــد حسـان الأزبكيـة أشـتهي
منادمـة الأكـراد فـي الصالحية
وبعـد نضـار النيـل يحمد عاقلٌ
زيـابق بايـاس الخـبيث وتُـورة
لئن ملئت بـالحور جلـق وازدهت
فقـد ملئت بـالحور مصـر ودلـت
ومـا عملـي بـالحور بعد حدائقٍ
تغــازلني فيهـا بنـات نخيلـة
سليمان بن إبراهيم الصولة.شاعر، كثير النظم، ولد في دمشق وتعلم بمصر وعاد إلى الشام في حملة إبراهيم باشا على البلاد الشامية، واستقر في دمشق فاتصل بالأمير عبد القادر الجزائري ولزمه مدة ثلاثين سنة، وله فيه قصائد، وسافر إلى مصر سنة 1883م فأقام إلى أن توفي بالقاهرة.له (ديوان -ط)، وله: (حصن الوجود، الواقي من خبث اليهود - خ).