
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أمانـاً مـن الألحـاظ أيتها العَذرا
فقـد فتكـت فينـا ومـا قبلت عُذرا
ورفقـاً بنـا يا قامة البانة التي
تصــول علينـا كالمثقفـة السـَمرا
لقـد نشـبت فينـا الأسـنة والظـبى
معاطفـك الثملـى وألحاظـك السكرى
وجــار علينــا مـن قوامـكِ عـادلٌ
يواصــلنا يومــاً ويهجرنـا شـهرا
وعيشــكِ إن الــبر ضــاق بنـاظري
وإن ملــثَّ الــدمع غــادره بحـرا
وإن رقــادي بـاد والجلـد انمحـى
وجرَّعنـي الإبعـاد عـن فمـك الصبرا
فهــل لنـوال الطيـف عنـدكِ حيلـةٌ
تعلِّـم أجفـاني القريحـة أن تكـرى
خيالــكِ يـا ليلـى ليقنـع نـاظري
ويقنـع بالمصـباح مـن فقد الفجرا
أمــا لعبــاد اللَـه عنـدكِ رحمـةٌ
تـذود عـن القتلـى وترفـق بالأسرى
ذكــرت لمـاكِ العـذب حيـن فقـدتُه
عسـى تنفـع الـذكرى فمـت به سكرا
وقلـت ألا صـبر يعيـن علـى النـوى
فقـال غرامـي لا تطيـق معـي صـبرا
إلامَ أحلِّـــي بـــالقريض رســائلي
ولـم أر مـن يصغي ولم أَر من يقرا
ولـو سـمعت شـعري النجـوم لحاولت
بأقصــر بيـتٍ أن تملكنـي الشـعرى
دحــرت شــياطين الغـرام بأسـرها
وصـدُّك هـذا مـا اسـتطعت لـهُ دحرا
أأصــبح ســيفاً مــن سـيوف معمـرٍ
تعـوَّد أن يفـري القلـوب ولا يفـرى
هـو البطـل القمقـام والأسـد الذي
أبــان لئام الشـام صـاغرةً خسـرى
وضــرج مـن هامـاتهم بقـع الـثرى
فأصـبحت الخضـراء مـن دمهـم حَمرا
وأبعــد أربـاب الخيانـة والخنـا
لتسـكن كالحيـات إخوتهـا القفـرا
وســهَّل أســباب السـعادة والصـفا
لمـن عـرف المعـروف واجتنب الشرا
وحيــــن رأى أن اللئام كـــثيرةٌ
تـذم وتهجـو مـن يـذم لها الشِمْرا
وإن ذكــرت يومــاً يزيــدَ وفتكَـهُ
بعـترة طـه المصـطفى امتلأت بشـرا
تنـازل عـن دسـت الولايـة وارتقـى
علـى فرس التقوى إلى الصفة الغرا
وقــال زمـان العـدل ليـس بحاضـرٍ
لنعــدل حـتى لا نفيـت فـتى وفـرا
وننصــر مظلومــاً ونهلــك ظالمـاً
يفــاخر بالـدنيا ويحتقـر الأخـرى
فأحســـن شـــيءٍ عزلـــةٌ بجلالــةٍ
تـديم علينـا فـي تلاوتهـا الشكرا
لقـد صـدق المـولى وصـدقت العلـى
مقـالته العظمـى وحكمتـه الكـبرى
ومن هو أحرى بالبعاد عن الريا ال
ملـمّ بأهـل الشـام من خلف الزهرا
عليـه سـلام اللَـه بالحَسـَنِ اقتـدى
ولكنــه مـا شـاء ورقـاً ولا تـبرا
سليمان بن إبراهيم الصولة.شاعر، كثير النظم، ولد في دمشق وتعلم بمصر وعاد إلى الشام في حملة إبراهيم باشا على البلاد الشامية، واستقر في دمشق فاتصل بالأمير عبد القادر الجزائري ولزمه مدة ثلاثين سنة، وله فيه قصائد، وسافر إلى مصر سنة 1883م فأقام إلى أن توفي بالقاهرة.له (ديوان -ط)، وله: (حصن الوجود، الواقي من خبث اليهود - خ).