
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
المـوت كـاسٌ علـى كـل الورى جاري
وليـس يبقـى بلا مـوتٍ سـوى الباري
آمالنــا بــدوام العيـش تطمعنـا
ولا دوام لنــا فــي هــذه الـدار
نسـاق للحتـف رغمـاص لا محيـص لنا
كأننــا غنــم فــي بيــت جــذار
فلا اعتبــار لـذي جهـل بـذاك ولا
يصـغي الفـؤاد إلـى وعـظٍ وتـذكار
فبينمـا المرء يبني القصر من حجرٍ
يــرى المنيــة ترميــه بأحجــار
ولــو بنــاه مشـيداً لا يكـون لـه
على المدى واقياً من زندها الواري
وصـاحب العقـل مـن يحمـي قرونتـه
ببــذل دينــاره مـن آفـة النـار
لِلّــه در الــذي كــانت قنــاعته
بقــوت يــومٍ ولـم يعبـأ باكثـار
يعطيــه مـولاه مـا يرضـى ويمنحـه
مـا لـم يكـن خـاطراً منـه بأفكار
وللشـــريف بهــذا أســوة حســنت
عنـــد الإلـــه بأفعــالٍ وآثــار
مـولى قضـى نحبـه فـي حسـن خاتمةٍ
وسـار للخلـد مثـل الكوكب الساري
قـد كـان للرشـد منسـوباً فـوافقه
وكــان للضــيف مكرامــاً وللجـار
لنصـره الشـرع نرجـو أن يكـون له
مـن ربـه منـزلٌ مـع صـاحب الغـار
ضـــريحه كــل قلــب راح يحســده
إذ ضــمه واحتظــى منــه بأسـرار
يسـح غيـث الرضـا مـن فـوق تربته
كغيــث دمــع مـن الأجفـان مـدرار
تعسـاً ليـومٍ بـه قـد كـان مصـرعه
فـــإنه طــوّق الــدنيا بأكــدار
والمكرمـات طواهـا الـبين في كفنٍ
لــه واضــمرها مــن بعـد اظهـار
يبكـي علـى مثلـه فـي كـل حادثـةٍ
لانـــه عــالم فــي فصــلها داري
ولا بكــاءَ علــى مـن كـان متصـفاً
بيـن الـورى بصـفات الجهل والعار
كنــا نؤمــل أن يبقــى بنعمتــه
طـول الزمـان ولـو يفـدي بأعمـار
فلـم يوافـق قضـاء اللَـه مأملنـا
وكـــل حــيٍّ لــه عيــش بمقــدار
قاسم بن محمد الكستي، أبو الحسن.شاعر، من أهل بيروت، مولداً ووفاة، اشتغل بالتدريس، وعلت شهرته في الشعر.له ديوان (مرآة الغريبة - ط)، وديوان (ترجمان الأفكار - ط)، و(أرجوزة في القرآن الشريف - خ).