
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَليـومَ ضـاءَت لمحـةُ السِّرِّ الخَفي
جَهـراً وضـاعت نَفحـةُ البرِّ الحَفِي
اليـوم قـد حُسـِر الغِطاءُ ولاح لِل
أَبصـارِ مـا قـد كانَ أَضأَلَ مختفي
اليــوم قـد ظَهَـرَ الالـهُ لعبـدهِ
لقَبُــول صــَبغتهِ ولــم يسـتنكفِ
اليــومَ قُدِّسـَتِ المِيـاهُ وبُـورِكَت
وسـَقامُها الزَمِـن العُقامُ بهِ شُفِي
اليــومَ صــوتُ الآب يُعلِـنُ أَنَّ ذا
من قد سُرِرتُ بهِ وهذا ابني الصفي
والـروحُ حـلَّ عليـهِ منهبطـاً بنَو
عِ حَمامــةٍ بيضــاءَ ذاتِ تَرَفــرُفِ
مـن بعـد أعـوامٍ ثلاثيـنَ انطَـوَت
فـي طاعـة الأَبَـوينِ مريـمَ يُوسـُف
وافــى إلـى الأُردُنِّ يبغـي صـَبغةً
مـن عبـدهِ ذاك الـذي منهُ اصطُفِي
وانسـابَ مـا بيـنَ الخُطاةِ كخاطئٍ
ممــا يُعَــدُّ لتوبــةٍ لـم يَعتَـفِ
خلــعَ المسـيحُ وِشـاحَهُ فـي شـطِّهِ
يبغــي العِمــادَ كتـائبٍ متنظـفِ
مُذ شامَ يوحنا النبيُّ بانهُ وافاهُ
مكتتمـــاً كمـــن لـــم يُعــرَفِ
نــادى بإِيمـاءِ الاصـابعِ معلنـاً
بســَماعِ شــعبٍ ذي فُــؤادٍ اغلـفِ
هذا هُوَ الحَمَلُ الكريمُ الرافعُ ال
أَوزارَ أجمَعهـا ومـن عنهـا يَفِـي
هــذا عنيــتُ بـانهُ بعـدي يجـي
ءُ وأَنَّـهُ مـا زالَ قبلـي وهـوَ فِي
مـن لَسـتُ حقّـاً مسـتحقاً حَـلَّ شِسعِ
حِــذائِهِ بــل إِن فيــهِ تَشــَرُّفي
انــي أُعمِّــدكم بمــاءِ طُهُـوركم
لأُعِـــدَّكم فيـــهِ لحــالٍ اشــرفِ
هـيَ صبغةُ الإِبنِ الوحيدِ بروحهِ ال
قُدُســيّ والنـارِ الـتي لا تنطفـي
أَنَّــي الهــي تعتلــي منـي يـدٌ
مـن فـوق هامِك ذي الجَلال المُرجِفِ
فيمـا أُنقِّـي عيـنَ يَنبـوعِ النَقا
وبمـا أُعمِّـدُ لُجَّـةَ الطُهـرِ الوَفي
انـي لفـي عَـوَزٍ اليـك وانـت تأ
تينـــي بكـــل تخضــُّعٍ وتلطُّــفٍ
فاجــابهُ دَع عنــكَ كــل تمنُّــعٍ
وبمـا اصـطنعتَ بهِ الوَرى لا تأَنَفِ
قَمِــنٌ بنـا أَنَّـا نكمِّـلُ كـلَّ عـد
لٍ تقتــدي فيـهِ الأَنـامُ وتقتفـي
وَقَفَـت ميـاهُ البحـر لمـا أَبصَرَت
فـي النـاسِ مُبدِعَها بذاك المَوقِفِ
فــاءت علـى أدبارِهـا وتماسـكت
عـن جَريهـا ومن العجائبِ ان تَفِي
فالمـاءُ فـي الأُردُنِّ وَلَّـى هاربـاً
مــن هَــولِ عِزَّتــهِ ولـم يتوقَّـفِ
قَصـُرَ امتـدادُ المـاءِ جَزرَ مَهابةٍ
وحَراكُــهُ قـال السـُكونُ لـهُ قِـفِ
أَوِشــاجُ ايليّــا بــهِ فمِيــاهُهُ
مثــلَ اســمهِ الأُردُنِّ لمَّـا تُصـرَفِ
أَم ذا ابـنُ نُونٍ جائزُ الأُردُنِّ بال
تـــابوتِ فــالأمواهُ ذاتُ توقُّــفِ
ام ذاكَ أَليَشــَعُ النــبيُّ وشـانهُ
صـلحُ الميـاهِ من الفَسادِ المُتلِفُ
ظهــرَ الالــهُ فكــلُّ وادٍ يمتلـي
وتــدينُ اتلاع النُهــى المتصـلِّفِ
ظهــر الالـهُ فيـا نجـومُ تسـتَّرِي
مـن هـولِ عِزَّتـهِ ويـا شمسُ اختَفِي
ظهـرَ الالـهُ فيـا بسـيطةُ زلزلـي
فَرَقـاً وايتهـا السـماواتُ ارجُفي
مـن بيـت لحـمٍ ضـاءَ بدراً كاملاً
يُـزرِي البـدورَ فنـورُهُ لـم يُخسَفِ
مـن مِـذوَدٍ قـد كـان مُـبزَغُ شمسِهِ
يـا شـمسَ قُـدسٍ ضـَؤها لـم يُكسـَفِ
يــا أرضَ زابُلُّـونَ سـرّي وافرحـي
يـا ارضَ نفتـاليمَ نـادي واهتِفي
برّيَّـــةَ الأُردُنِّ ســقياً فاجــذَلي
وبصـوتِ داعـي البِشـر سَمعَكِ شَنِّفي
أَنفَـت مَهـابتُهُ التنـانينَ الـتي
أَنفَـت بعـادك نَفـيَ مـا لا ينتفي
صـالت علـى الأَصـلال فـي وَكَناتها
نِقَـمٌ بهـا صـلَّت صـليلَ المَشـرَفي
ولتبتهـج شَجَرُ الغِياضِ إذا النَدى
رَوّى الصــَدى واخضــلَّ كـل مُجفَّـفِ
ورِياضــُكِ الغَنَّـاءُ تُزهِـرُ سُوسـَنا
والآسُ يُؤســِي كــلَّ قلــبٍ مُــدنِفِ
وزهـورِك الفيحـاءُ تَنشـُرُ عَرفَهـا
وتميــسُ تِيهـاً بـالقَوامِ الأَهيَـفِ
إذ فـي بَواديـكِ ابتـدى مستأنَفاً
رَبٌّ قـــديمٌ ليـــسَ بالمُســتأنَفِ
وافــى ليرحَـضَ إِثـمَ آدمَ موفيـاً
أَوفـى الوفـاءِ ووعـدُهُ لـم يُخلَفِ
يا عِترةَ الجَدِّ القديم دَعِي البُكا
كُفّـي عـن النَـوحِ المبرّحِ وانكَفي
وَرَد الخَلاصُ لنـــا واصــدرَ ردؤُهُ
نفـيَ الـردى ووجـوبَ ردِّ المنتفي
افــدى وارشــدَ ثـم أَشـفَى أُمَّـةً
لــم تُفــدَ لـولاهُ وتُهـدَ وتشـتفِ
فَهُـوَ المخلِّـصُ والمعلـمُ والطبيبُ
ثلثـــةٌ نَغنــى بِهِــنَّ ونكتفــي
هـذا الـذي عاصـَيتُ أمـرَ صَبابتي
مــن أجلِـهِ وأَطَعـتُ نَهـيَ تَعَفُّفـي
وجعلـتُ قيـد الآبـداتِ مـن الهَوى
حُبِيّــهِ واســتعذبتُ فيـهِ تكلُّفـي
يـا مـن تسـنَّمنا بـهِ سُدَدَ العَلا
اذ حازهــا بتواضــُعٍ لـم يوصـفِ
عرَّفـتَ مـا كانَ قد قبلُ من الوَرَى
مُســتغرقَ التنكيــرِ لـم يتعـرَّفِ
ثقَّفـتَ اخلاقَ الـوَرى بمثقِّـفِ البِرِّ
الــذي قــد فــاقَ كــل مثقِّــفِ
وجَـدَعتَ عِرنِيـنَ التشـامُخ خافضـاً
بِعَلا الهَلاكِ بســيف عــدلٍ مُرهَــفِ
ومنحَتنـا الزُلفـى إلى عَدنَ التي
بالعــدلِ قِـدماً آدمٌ منهـا نُفِـي
وكَسـَوتَنا ثـوب البَـرارةِ عـاجلاً
إذ شــفَّنا التسـويفُ غيـر مسـوّفِ
أَلفتنـا بـك حيـنَ جَـرَّدت الـرَدَى
فــأَقمتَ بالتجريــد خيـر مؤَلَّـفِ
ورفــأتَ صــَدعَ قُلُوبِنــا بـترؤفٍ
وحُنُـــوِّ قلـــبٍ بالمحبَّــة أَرأَفِ
ومحــوتَ اظلالَ الضــَلالةِ بالهُـدى
ورفـأتَ مـا لـولا رِفـاؤُك ما رُفِي
فلـك المديـحُ يضـوعُ عَـرفُ كِبائِهِ
مـن كـل هاتفـةٍ ومـا لـم تهتِـفِ
ولـك السـجودُ مع الكَرامةِ سرمداً
مــا لا يُكَـفَّ ولا يُقـالُ لـهُ كفـي
نقولا (أو نيقولاوس) الصائغ الحلبي.شاعر، كان الرئيس العام للرهبان الفاسيليين القانونيين المنتسبين إلى دير مار يوحنا الشوير.وكان من تلاميذ جرمانوس فرحات بحلب.له (ديوان شعر-ط) وفي شعره متانة وجودة، قال مارون عبود: أصلح الشيخ إبراهيم اليازجي كثيراً من عيوبه حين وقف عليه.