
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ويلاهُ ويلاهُ كـــم نشـــكو وننتحــبُ
وكــم علينـا صـروف الـدهر تنقلـبُ
وكـم تجـور الليـالي فـي حوادثهـا
علــى فــؤَادٍ بنـار الحـزن يلتهـبُ
قد اشعل البين في قلبي الحزين لظىً
يزيــدهُ دمــع عينــي وهـو ينسـكبُ
روحـي فـدى منبـهِ أَيدي القضا نَشِبَت
سـهامُها بـل بقلـبي السـهم منتشـبُ
ويحـي علـى غصـن بـانٍ مـال منكسراً
كــأنهُ الرُمــح غـالت قـدَّهُ النُـوَبُ
ويحـي علـى بـدر تـمٍّ بـات منخسـفاً
تحـت الـثرى ومَحَـت أنـوارَهُ التُـرَبُ
يـا ويـح قلـبيَ كـم سـهمٍ أُصـيبَ بهِ
فلــم يــزل بـدماهُ الجفـن يختضـبُ
مصــائبٌ لســت أدري مــن تكاثرهـا
فيــهِ علــى أيّهــا أبكـي وانتحـبُ
يـا أرض زحلـةَ لـي فـي حبهـا شـَغَفٌ
إذ فـي حماهـا شـقيق الـروح محتجبُ
أَرضٌ لروحــي فــي اكنافهــا ســَكَنٌ
لــذاك قلــبي لــهُ فـي حبّهـا أَرَبُ
يــا راحلاً راح صـفو العيـش يتبعـهُ
واســتوطنت بعـدهُ الأحـزان والكُـرَبُ
إن كنـتَ عـن مقلـتي قد غبت محتجباً
فــإن شخصــك فيهـا اليـومَ منتصـبُ
وإن تكــن بـتَّ طـيَّ التُـرب وااسـفي
ففــي الــترائب رسـمٌ منـك يحتجـبُ
يـا قلـبُ صـبراً على ما قد أُصِبتَ بهِ
ولا ترُعــكَ البلايــا وهــي تعتقــبُ
قـد عوَّدتـك الليـالي الحزن من صِغَرٍ
حــتى غــدوتَ إِلـى الأحـزانِ تنتسـبُ
يـا قـبرُ أَكـرِم نـزيلاً أَنـت مـؤتَمنٌ
منَّــا علـى جسـمهِ مـا كـرَّت الحِقَـبُ
يـا قـبرُ بـالله هـل زالـت محاسنُهُ
وهــل تغيَّــر ذاك المنظــر العَـذِبُ
احـرص علـى ذلـك الوجه الصبيح ولا
تــدع محاســنَهُ يغتالهــا العَطَــبُ
واحســرتاهُ فقــدنا اليـوم جـوهرةً
كــانت تُـزان بهـا شـبَّاننا النُجُـبُ
حلـو الشـمائلَ ممـدوح الخصـال لـهُ
خَلـــقٌ جميــلٌ وخُلــقٌ زانــهُ الأَدَبُ
منــزَّه النفـس عـن ريـبٍ إذا لحقـت
بــأَنفُس النـاس مـن أحوالهـا رِيَـبُ
ليـت المنايـا سـقتني قبـل مصـرعهِ
كأسـاً بهـا قـد عرانـي دونهُ الطربُ
قـد مـرَّ مـن بعـدهِ عيشـي وطـال بهِ
شـجوي وطـاب لنطقـي الويـل والحَرَبُ
فالــدمع منســكبٌ والصــدر ملتهـبٌ
والقلــب مضــطربٌ والصــبر منغلـبُ
يــا رحمــة اللــه زوريـهِ ميمّمـةً
تربـاً لـهُ قـد سـبقت ارجآءَهُ السُحُبُ
وآنســي مــن ثــراهُ مضـجعاً بحمـى
لبنــانَ فيـهِ حـبيب القلـب مغـتربُ
منــي عليـهِ سـلام اللـه مـا غربـت
شـمسٌ ومـا طلعـت فـي أفقهـا الشُهُبُ
وردة بنت ناصيف اليازجي.أديبة، من أهل كفر شيما (بلبنان) تعلمت في مدرسة البنات الأميركية ببيروت، وقرأت الأدب على أبيها، ونظمت الشعر، فاجتمع لها ديوان صغير سمته (حديقة الورد - ط)، واقترنت بفرنسيس شمعون سنة 1866م، وسكنت الإسكندرية وتوفيت فيها.أكثر شعرها في المراثي.وللآنسة ميّ: (وردة اليازجي - ط) رسالة.