
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
الكــوخ رغــم بسـاطة الأريـاف
جلــت محاســنه عــن الأوصــاف
السـعف كلـل سـقفه ما أطيب ال
أريـاف لـولا الفقـر في الأرياف
وجــه الطبيعــة غاضـب متجهـم
والليـل يعبـس والزوابـع تعصف
وجـوانب الكـوخ البسـيط تهدمت
والريـح فيمـا قـد تهـدم تهتف
والطفـل أنحلـه السـقام وهدره
هــم يــدك رواســياً وبحــارا
قــد أظلمـت عينـاه أمـا خـده
فــذوى وأمــا حســنه فتـوارى
والأم قــد ركعـت بجنـب سـريره
تبكـي بهمـس فـي الظلام الدامس
كــي لا يحـس وحيـدها ببكائهـا
ياويـح مـن يـؤذيه صوت الهامس
صــلت بخاطرهـا وأعـرب دمعهـا
عـن حرقـة فـي نفسـها ومـرارة
صـلت عسـى البـاري يطيل حياته
وبـذيقها كـأس المنيـة مـترعه
فأجابهـا والضـعف يخفـض صـوته
وتقربـت نحـو السـرير لتسـمعه
حــولي الملائك يبســمون مسـرة
وينغمـــون أطــايب النغمــات
سـجع الطيور على الغصون يسجعو
ن فيقتلــون الحـزن والحسـرات
حــولي الملائك يبسـمون فهللـي
طربــاً ولا تســتنزفي العـبرات
كفي المدامع وابعدي الهم الذي
يكــوي حشـاك ولا يعيـد حيـاتي
ما الحزن ما الآلام ما جمر الأسى
أخشــى ومــا تعرونـي الأشـجان
أرجـوك يـا أمـاه بلـي حرقـتي
واشــفي غليلــي إننــي ظمـآن
سـارت بكوب الماء ترتجف ارتجا
فـا كـالأزاهر فـي هبوب الزعزع
لـم يسـتطع جرعـاً ونـورّ ثغـره
بالإبتسـام وقـال يـا أم اسمعي
أمــاه لمــا والــدي أعمـاله
تقضــى فيقفـل راجعـاً متوجعـا
قـولي لـه قـد قال ليلكمو سعي
د وانـبرى كـي يسـتريح ويهجعا
ويلاه هـا قـد أبصـرته يطبق ال
أجفــان أو قـد أبصـرته يمـوت
فأصــابها خبـل لعظـم مصـابها
وأصــابها يــا سـامعين قنـوت
وجــه يجللــه الأســى ومـدامع
تهمــي وقلـب بالمصـائب يخفـق
والطفـل وا أسـفي عليـه حياته
ضــاعت وســيف بالمنيـة يـبرق
ما الباب منغلق لذلك في الدجى
ســمعت حسـيس تعـاقب الخطـوات
والوالــدان تلاقيــا وتجلــدت
لكنــه عــرف المصـاب العـاتى
حمل السراج إِلا اعجبوا من حاله
بتبســم نحــو الفقيـد تقـدما
لكـــن ملامحـــه توضــح أنــه
أخفـى الهمـوم تجلـداً وتبسـما
قـالا حنانـك يـا عليـم بحالنا
هـذا الوحيـد إِلى سمائك أسرعا
اكتــب علينـا أن نلاقيـه فمـا
غيـر اللقـاء بـه يبيد الأدمعا
نعمان ثابت عبد اللطيف.شاعر شاب، من رجال السلك العسكري في العراق أيام غازي، مولده ببغداد، تخرج فيها بالكلية العسكرية 1927، وأولع بالأدب وصنف كتباً أكثرها رسائل بقيت مخطوطة عند أسرته.استشهد في حادث طائرة عسكرية عراقية قامت للاستطلاع في فضاء السماوة.له ديوان شعر (شقائق النعمان - ط)، وله: (الجندية في الدولة العباسية - ط)، (جواسيس الجبهة أو ذكريات ضابط استخبارات ألماني - ط)، (اليزيديون - ط)، (آثار العراف - ط).