
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
كُنــتَ نُــوراً وكَــانَ ثَــمَّ عَمـاءُ
وَنَبِيّـــاً وليـــس طِيـــنٌ وَمــاءُ
وإِذا كـــــانَ مِــــن عُلاكَ العَلاءُ
كيـــفَ تَرقــى رُقِيَّــكَ الأنبيــاءُ
يــا ســماءً مـا طاوَلَتهـا سـَماءُ
ولـكَ الكَـونُ كـانَ إِذ كُنـتَ فَتحـاً
ثُــمَّ خَتمـاً لَـهُ ولَـم تَـألُ نُصـحَا
وإِذَا الأنبيـــاءُ ســَاوَوكَ مَــدحَا
لَــم يُســاوُوكَ فــي عُلاكَ وقَــدحَا
لَ ســـنىً مِنــكَ دُونَهُــم وَســَنَاءُ
هُــم عُيــونٌ وأنـتَ إِنسـانٌ اسـنَى
هُــم قَصــِيدٌ وَأنــتَ بَيتُـهُ حُسـنَا
هُــم رِيــاضٌ وَأنــتَ زَهـرُهُ تُجنَـى
إِنَّمَـــا مَثَّلــوا صــِفاتِكَ لِلنَّــا
سِ كَمَــا مثَّــلَ النُّجــومَ المــاءُ
أنـتَ أصـلُ الأكوانِ أنتَ بِهَا القَصدُ
وَمِنــكَ اســتَمَدَّ مَــن كَـانَ مُخلَـص
أنــتَ ظِــلُّ الرَّحمَــنِ لَـم يَتَقَلَّـص
أنــتَ مِصـبَاحُ كـلِّ فَضـلٍ فَمَـا تَـص
دُرُ إلاَّ عَــــن ضـــَوئِكَ الأضـــوَاءُ
لَـكَ فِـى وَجـهِ آدَمٍ كَـانَ قَـد حَيَّـا
المُحَيِّــي لَــولاَكَ يَــا رُوحُ لاَ حَـي
لَــكَ فِيـهِ يَـا كَعبَـةً سـَجَدَ الحَـي
لَـكَ ذَاتُ العُلـومِ مِـن عـالِمِ الغَي
بِ ومِنهَــــــا لآدَمَ الأســــــمَاءُ
أنـتَ صـَفوٌ مِـنَ الصـَّفلاءِ انتُخِبتَـا
فِـى جِنـانِ النَّعِيـمِ مِـن قَبلُ طِبتَا
مِـــن لَــدُن آدَمٍ وَنَجلِــهِ شــِيثَا
لَـم تَـزَل فِـي ضـَمَائِرِ الكَونِ تُختَا
رُ لَــــكَ الأمَّهضــــاتُ والآبَـــاءُ
كُـــلُّ مَبعُـــوثٍ للأنَـــامِ تَجَلَّــى
أخَــذَ اللــهُ مِنــهُ عَهــداً وَإِلاَّ
أن يُــذِيعَ فِـي قَـومِهِ مِنـكَ فَضـلاً
مَــا مَضـَت فَـترَةٌ مِـنَ الرُّسـلِ إلاَّ
بَشــــرَّت قَومَهَابِـــكَ الأنبِيـــاءُ
بِــك إدريــسُ فِـي المَعَـالِي أشـَمُّ
بِــكَ نُــوحٌ نَجَــا وَقَــد طَـمَّ يَـمُّ
بِــكَ ســَامٌ ســَما لِقَــدرِهِ نَجــمُ
تَتَبَــاهَى بِــكَ العُصــُورُ وَتَســمُو
بِـــكَ عَليَـــاءُ بَعــدَهَا عَليَــاءُ
بِــكَ إبرَاهِيــمٌ كَفــاهُ العَلِيــمُ
فَاسـتَحَالَت إِلَـى الجِنَـانِ الجَحِيـمُ
وَفَــدَى ابنَــهُ مِنــهُ ذِبـحٌ عَظِيـمُ
وَبَـدا لِلوُجُودِ إِلَى الجِنَانِ الجَحيمُ
مِـــن كَرِيـــمٍ آبـــاؤُهُ كُرَمَــاءُ
نَســــَبٌ طَــــاهِرٌ حَبَــــاهُ الإِلاَهُ
بِــكَ يــا زَيــنُ كُــلُّ شــَينٍ خَلاَهُ
نَســــَبٌ مِــــن حُلاَكَ نِيــــطَ طُلاَهُ
نَســــــَبٌ تَحســــــِبُ العُلاَ بِحُلاَهُ
قَلَّـــدَتهَا نُجُومَهَـــا الجَـــوزَاءُ
حَبَّـــذَا فَـــرعٌ مُـــبرِزٌ لِثِمَــارِ
بِنِجَـــارٍ مِـــن خِنـــدِفٍ وَنِــزَارِ
حَبَّـــذَا مِعصـــَمٌ زَهَـــا بِســوَارِ
حَبَّـــذَا عِقـــدُ ســـُؤدَدٍ وَفَخَــارِ
أنــتَ فِيــهِ اليَتِيمَــةُ العَصـمَاءُ
حَبَّــذَا نُــورٌ ضــَاءَ مَعــك نَجِيـءُ
فِــي هُـدَاهُ المُهـدَى لَنَـا وَنَفِيـءُ
وَبِــكَ ارجَــاءُ القُلُــوبِ تُبضــِيءُ
وَمُحَيّـــاً كَالشــَّمسِ مِنــكَ مُضــِيءُ
أســـفَرَت عَنـــهُ لَيلَـــةُ غَــرَّاءُ
لَيلَــةً فَتَّقَــت لَنَــا غُصــنَ مَجـدِ
عَبـــقٍ مُعبِـــقٍ لِغَـــورٍ وَنَجـــدِ
حَرَّكــتَ فِـي الكَـونَين سـَاكِنَ وَجـدِ
لَيلَـةُ المَولِـدِ الَّـذِي كَـانَ لِلـدِّي
نِ ســــُرُورٌ بِيَــــومِهِ وَازدِهَـــا
لَيلَـةٌ أشـرَفَت بِهَـا الحُـورُ تَشـهَد
طَلعَـةً فِـي مِرآتِهَـا الحُسـنُ يُشـهَد
وَأفَاضــُوا نَجــمُ النَّبِــيِّ تَوَقَّــد
وَتَــوَالَت بُشـرَى الهَواتِـفِ أن قَـد
وُلِــدِ المُصــطَفَى وَحُــقَّ الهَنَــاءُ
صــَأحِبُ الدَّولَــةِ الَّـذِي كُـلُ دَولا
تِ رَعَايَــاهُ لَيــسَ غَيــرُهُ مَــولَى
وَتَلاَ لِلطَّـــاغُوتِ أولَـــى فَــأولَى
وَتَــدَاعَى إِيــوَانُ كِســرَى وَلَـولاَ
آيَــةٌ مِنــكَ مَـا تَـدَاعَى البِنَـاءُ
عَلَــمُ اليُمــنِ سـَعدُ مَـن يَرتضـِيهِ
وَيَقُـــومُ رُشــداً بِمَــا يَقتَضــِيهِ
أُزلِفَـــت جَنَّـــةٌ لِمَــن يَقتَفِيــهِ
وَغَــدَا كُــلُّ بَيــتِ بِمَـا يَقتَضـِيهِ
كُربَــــةٌ مِــــن خُمُودِهَـــا وَبلاَءُ
وَرَأى المُوبَـذَانُ فِـي النَّـومِ مُلكَا
قَاطِعـاً دِجلَـةً ومَـا احتَـاجَ فُلكَـا
مُنــذِراً أنَّ مَــن يُنَــاوِيهِ هَلكَـى
وَعُيُــونٌ لِلفُــرسِ غَـارَت فَهَـل كَـا
نَ لِنِيرَانِهِــــم بِهَـــا إطفَـــاءُ
مَولِــدٌ جَنَّـةُ المُنَـى نُزهَـةُ النَّـف
سِ بِــــهِ آذَانُ المُحِـــبِّ تُشـــَنَّف
لاَحَ فَضـــلٌ لَـــهُ وَالأورَاقُ تَخصــَف
مَولِـدٌ كـانَ مِنـهُ فِـي طَـالِعِ الكُف
رِ وبَــــالٌ عَلَيهِــــمُ وَوَبَــــاءُ
مَولِــدٌ دَائمُ النَّـدَى رَوضـُهُ الخَـض
لُ بِــهِ أرحَــامُ الكَمَــالش تَمَخَّـض
لــم يَكُـن مَـن لَـهُ أُضـِيفَ لِيُخفَـض
فَهنِيئاً مِنــــهُ لآمِنَـــةَ الفَـــض
لُ الـــذِي شـــُرِّفَت بِـــهِ حَــوَّاءُ
رَحمَـــةُ اللـــهُ رَبُّـــكَ يفتَـــح
زَهـــرَةٌ شــُمَّت قَبــلَ أن تَتَفَتَّــح
وشــَذَاهَا لِصــَاحِبِ الفِيــلِ ألفَـح
مَـــن لِحَــوَّاءَ أنَّهَــا حَمَلَــت أح
مَـــدَ أو أنَّهَـــا بِـــهِ نُفَســَاءُ
يَــومَ لاحَ الفَخَــارُ مِــن آلِ كَعـبِ
وَعَلاَ كَعبُهُـــم عَلَـــى كُــلِّ كَعــبِ
وَجَلاَ ســـَعدُ طَيرِهِـــم كُــلَّ لَهــبِ
يَــومَ نَــالَت بِوَضـعِهِ ابنَـةُ وَهـبِ
مِـن فَخَـارٍ مَـا لَـم تَنلـهُ النِّسَاءُ
وَضـــَعَتهُ بَــدراً مُنِيــراً أشــَمَّا
فَتَجَلَّـــى ضــَوءُ الصــَّبَاحِ وَعَمَّــا
وَاختَفَـى مِنـهُ البَـدرُ وَهوَ استَتَمَّا
وَأتَـــت قَومَهَـــا بِأفضــَلَ مِمَّــا
حَمَلَـــت قَبــلُ مَريَــمُ العَــذرَاءُ
رَفَعَتـــــهُ الأملاَكُ إِذ عَرَفَتـــــهُ
فِــي المُحَيَّــا مِــن آدَمٍ وَرَعَتــهُ
ثُـــمَّ عَــأدَت إذ أمُّــهُ أضــجَعَتهُ
شـــــَمَّتَتهُ الأملاَكُ إِذ وضـــــَعَتهُ
وَشــــَفَتنَا بِقَولِهَـــا الشـــَّفَّاءُ
قَابِضــاً قَبضــَةً مِـنَ الأرضِ بِـالكَف
ف وَفِــي ذاَك القَبــضِ زُهـدٌ تَعَـرَّف
واعتِلاَءٌ بِهَــــــــا تَصـــــــَرَّف
رَافِعــاًُ رَاســَهُ وَفِـي ذَلِـكَ الـرَّف
عِ إِلَـــى كُـــلِّ ســـُؤدَدٍ إيمَــاءُ
وَلإِســــرَائِهِ لِــــرَبٍّ وَإن مَــــا
لَــهُ وَجــهٌ لِغَيــرِ وَجهِــهِ يُنمَـى
وَتَرَقِّيــهِ فِــي المَعَــارِفِ أو مَـا
رَامِقــاً طَرفُــهُ الســَّمَاءَ ومَرمَـى
عَيــنِ مَــن شــَأنُهُ العُلـوُّ العَلاَءُ
وَلِكَــــونِهِ قَاســــِماً بِيَــــدَيهِ
مِفتَــحُ الكَــونِ والأمَــانِي لَـدَيهِ
نَزَلَـــت أملاَكُ الســـَّمَاءِ عَلَيـــهِ
وَتَـــدَلَّت زُهــرُ النُّجُــومِ إِلَيــهِ
فأضــــَاءَت بِضـــَوئِهَا الأرجَـــاءُ
ولِكَــــونِهِ نُـــورَ أعيُنِنَـــا رُو
حَ جُســُومٍ بـالرَّوحِ مَنـهُ اسـتَمَرُّوا
طَوَّفُـــوهُ بَــراً وَبَحــراً وَمَــرُّوا
وَتَــرَاءَت قُصــُورُ قَيصــَرَ بِــالرُّو
مِ يَرَاهَـــا مَــن دَارُهُ البَطحَــاءُ
بِجَمِيـــعِ الأطــوَارِ لاَحَــت ســِمَاتُ
وَثِيـــابٌ مِــنَ الهُــدَى مُعلَمَــاتُ
وبِوَضــــعٍ آيٌ لَــــهُ بَــــارزَاتُ
وَبَـــدَت فِـــي رَضــَاعِهِ مُعجِــزَاتُ
لَيــسَ فِيهَــا عَـنِ العُيُـونِ خَفَـاءُ
هُــوَ عَصـمَاءُ العِقـدِ كَـانَت وَفَـاةُ
لأبِيـــهِ بِهَـــا اســّتَتَمَّت صــِفَاتُ
حُرِمَـــت خَيـــرَ كَنــزِهِ مُعرِضــَاتُ
إِذ أَبَتــــهُ لِيُتمِـــهِ مُرضـــِعَاتُ
قُلـنً مَـا فِـي اليَتِيـمِ عَنَّـا غَنَاءُ
مــا دَرَت أن مِنــهُ تُنَـالُ الصـِّلاَتُ
وَلَــهُ لاَ لِلســُّحبِ تُــؤتَى الصــَّلاَةُ
أخطَأتهَــا مِــن أجـلِ شـُؤمٍ هِبَـاتُ
فـــأَتَتهُ مِـــن آلِ ســَعدٍ فَتَــاةُ
قَــد أبَتهَــا لِفَقرِهَــا الرُّضـَعَاءُ
جَبَـــرَ اللــهُ صــَدعَهَا وَوَقَتهَــا
خَيبَـــةَ الســَّعدِ نِيَّــةٌ صــَدَقَتهَا
أيُّمَـــا رُتبَـــةٍ بِهَــا لَحِقِتهَــا
أرضــــَعَتهُ لِبَانَهَـــا فَســـَقَتهَا
وَبَنِيهَــــا ألبَـــانَهُنَّ الشـــَّاءُ
ســُحبُ خَيــرٍ بِنَشــرِ رِيحِــهِ سـَحَّت
وَدقَ إســـعَادٍ وَالســَّمَاواتُ شــَحَّت
عِنــدَمَا دَرَّ ثَــديُهَا الشــَّاءُ دَرَّت
أصـــبَحَت شــُوَّلاً عِجَافــاً وَأمســَت
مَـــا بِهَـــا شــَائِلٌ وَلاَ عَجفَــاءُ
مَـا رَعَـت مَرعـىً غَيـرَ مُخضـَرِّ فَضـلِ
وَنَبَـــاتٍ مِـــنَ الســَّعَادَةِ خَضــلِ
عَبِــقَ النَّشـرُ مِنـهُ فِـي كُـلِّ رَحـلِ
أخصــَبَ العَيـشُ عِنـدهَا بَعـدَ مَحـلِ
إِذ غَــذَا لِلنَّبِــىِّ مِنهَــا غِــذَاءُ
إِذ رَأتـــهُ تَيَقَّنَـــت أنَّــهُ نَــج
مُ هُـــدىً لاَمِــعُ الســَّنَا يَتَوَهَّــج
وَبِوَحــدَةِ اللــهِ وَالحَــقُّ أبلَــج
يَــا لَهَــا مِنَّـةً لَقَـد ضـُوعِفَ الأج
رُ عَلَيهَــا مِــن جِنسـِهَا وَالجـزَاءُ
وكَســـَت أرضَ آل ســـًَعدٍ لِبَاســـَا
مِــن نَبَـاتٍ لَـم يَبـقَ فِيـهِ بَاسـَا
حَيــثُ كَـانُوا مَثـوىً لَـهُ وكِنَاسـَا
وإِذَا ســــــَخَّرَ الإِلاَهُ أنَاســـــَا
لِســـــَعِيدٍ فَــــإِنَّهُم ســــُعَدَاءُ
دَرَّ ثَـدي ابنِهَـا وَمِـن قَبـلُ مَا مَص
وَثُـــدِيُّ الإِيمَـــانِ وَالآنَ حَصـــَحَص
وكَـــذَاكَ الــذي لِفِعلــهِ أخلَــص
حَبَّـــةٌ أنبَتَــت ســَنَابِلَ وَالعَــص
فُ لَـــدَيهِ يَستشـــرِفُ الضـــُّعَفَاءُ
شــَبَّ أنقَــى مِـن زَهـرِ رَوضٍ جَلَتـهُ
يَـــدُ ســـُحبٍ وَبَهجَـــةٌ شـــَمَلَتهُ
وَبِــهِ كُــلُّ مَــا اشــتَهَت وَصـَلَتهُ
وَأتَـــت جَـــدَّهُ وَقَـــد فَصـــَلَتهُ
وَبِهَـــا مِــن فِصــَالِهِ البُرَحَــاءُ
مَــا دَرَتــهُ عَـن كُـلِّ سـُوءٍ تَخَلَّـى
وَبِكُـــلِّ الخَيــرَاتِ مِنــهُ تَحَلَّــى
وازدَرَى نُـــورُهُ بِبَـــدرٍ تَجَلَّـــى
إِذ أحَـــاطَت بِــهِ مَلاَئكَــةُ الــل
هِ فَظنَّــــت بِــــأنَّهُم قُرنَــــاءُ
وَرَآهَــا لَــم تَســلُ عَــن رُؤيَــةٍ
وَجهـاً بِـهِ أسـرَارُ الجَمَـالِ تَمَـوَّج
وبِتَــــاجٍ مِــــنَ الجَلاَلِ مُتَـــوِّج
وَرَأى وَجــدَها بِــهِ وَمِــنَ الــوَج
دِ لَهِيـــبٌ تَصــلَى بِــهِ الأحشــَاءُ
ســـَعِدَت ســَعدٌ مُنــذُ زُفَّ إِلَيهَــا
وَأضـــَاءَت شــُمُوسُ حُســنٍ عَلَيهَــأ
رَقَّصــــَتهُ شــــَيمَاؤُهُ بِيَـــدَيهَا
فَــارَقَتهُ كُرهــاً وكَــانَ لَــدَيهَا
ثَاوِيــاً لاَ يُمَــلُّ مِنــهُ الثَّــوَاءُ
ســـَيِّدٌ كُــلُّ ســُؤدَدٍ كَــانَ عَنــهُ
مَاجِــدٌ لَــم يُــدرَك لِمَجـدِهِ كُنـهُ
يَرجَــحُ الكَــونَ كُلَّــهُ إن يَزِنــهُ
شــُقَّ عَــن قَلبِــهِ وَأخــرِجَ مَنــهُ
مُضـــغَةٌ عِنـــدَ غَســـلِهِ ســَوداءُ
قَبَّلُــــوه وَبَشــــَّرُوهُ بِـــأن أو
تِـيَ مَـا لَـم يُؤتَ الذين استَضَاءُوا
لَـم يَجِـد مَسـّا لَم يَرعِ حِينَ جَاءُوا
خَتَمَتــهُ يُمنَــى الأميــنِ وَقَـد أو
دعِ مَــا لَــم تُــذَع لَــهُ أنبَـاءُ
أيُّ ســـِرٍّ أســـرَارُهُ لَــم تُقَــوَّض
أيُّ مِســــكٍ وَأيُّ عِطــــرٍ تَخَـــوَّض
أيُّ شـَيءٍ بَـدرُ الـدُّجَىن لَـهُ يخفَـض
صــَانَ أسـرَارَهُ الخِتَـامُ فَلاَ الفَـض
ضُ مُلِــــمٌّ بِــــهِ وَلاَ الإِفضــــَاءُ
يَـا لَهـا مِـن مُقَـدِّمَاتٍ مِـنَ الخُلَّةِ
وَالحُـــــبِّ قَلبَـــــهُ تَتَخَلَّــــل
وَتَــــدَلَّت قُطوفُهَــــا تَتَهَــــدَّل
ألِــفَ النُّســكَ والعِبَـادَةَ والخَـل
وَةَ طِفلاً وَهَكَـــــذَا النُّجَبَـــــاءُ
طَهَّــرَ اللــهُ مِنـهُ ذَاتـاً وَجَيبَـا
لَـم يَـرَ القَـومُ مِنهُ مُذ كَان رَيبَا
ودَعـــوَهُ الأمِيــنَ ســِراً وَغَيبَــا
وَإِذَا حَلَّـــتِ الهِدَايَـــةُ قَلبَـــا
نَشــِطَت فِــي العِبَــادَةِ الأعضــَاءُ
إذ أتَى الشّامَ شَامَ أعلاَمُهُ الرُّهبَانُ
هَـــزَّ عَطفَـــي خَدِيجَـــةَ خُـــبرُه
وَضـَعَ الرُكـنَ وَهـوَ فِـى البَيتِ سِرُّه
بَعَــثَ اللــهُ عِنـدَ مَبعَثِـهِ الشـُّه
بَ حِرَاســاً وضــَاقَ عَنهَـا الفَضـَاءُ
وَدَهَـى القَـومَ مَا رَأتهُم وَقد هَمَّهُمُ
أمرُهَـــــا الغَرِيــــبُ وَألَّــــم
لَـم تَكُـن بِانتِشـَارِهَا قَبـلُ تُعلَـم
تَطــرُدُ الجِــنَّ عَـن مَقَاعِـدَ لِلسـَّم
عِ كَمَــا تَطــردُ الـذِّئَابَ الرِّعَـاءُ
دَافِعَـــاتٌ ذُبَــابَهُ عَــن مَرَايَــا
وَحــيِ صــِدقٍ إِلَـى أجَـلِّ البَرَايَـا
أحمَـدَ المَـاحِي الكُفـرَ سَيفاً وَآيَا
فَمَحَـــت آيَـــةَ الكَهَانَــةِ آيَــا
تُ مِــنَ الــوَحيِ مَـا لَهُـنَّ امِّحَـاءُ
عَلَــمُ الحُســنِ بِالبَهَــاءِ تَطــرَّز
مَـا حَـوَى السـَّبقَ غَيرُ مَن لَهُ أحرَز
ثَــالِثٌ لِلبَــدرَينِ إِذ رِيــءَ عَـزَّز
وَرَأتــهُ خضــدِجَةٌ والتُّقَــى والـز
هـــدُ فِيـــهِ ســـَجِيَّةٌ وَالحَيَــاءُ
وَلَــهُ أملاَكٌ تُظَلِّــلُ وَالحضـرُّ يَصـُدُّ
الحِربَــــاءَ والشــــَّمسُ مِجمَـــر
تَالِيــاً آيَــةَ الخَلِيــلِ وَأبهَــر
وَأتَاهَــا أنَّ الغَمَامَــةَ وَالســَّر
حَ أظلَّتــــهُ مِنهُمَــــا أفيَـــاءُ
وَســُجُودٌ مِــنَ الجَمَـادِ وَمـا بـال
عَيــنِ مِــن شــُكلَةٍ مُزِيلَـةِ مُشـكِل
وَبِخَتـمٍ فـي الظَّهـر لِلعِلـمِ مُكمِـل
وَأَحــادِيثُ أنَّ وَعــدَ رَســُولِ الـل
ه بــالبَعثِ حَــانَ مِنــهُ الوَفَـاءُ
فاســتخَفَّت شـَوقاً لِمَـا هُـوَ أنجَـح
وَهـيَ مِـن رَضـوَى فِي الرَّزَانَةِ أرجح
وَلَهَــا طَيــرُ ســَعدِهِ كَـانَ يَسـنَح
فَــدَعَتهُ إِلَــى الــزَّوَاجِ وَمَـا أح
ســَنَ مَـا يَبلُـغُ المنَـى الأذكيَّـاءُ
كَــانَ مِنــهُ لَهَــا عَلَيــهِ دَلِيـلُ
إنَّــــهُ جَنَّــــةٌ وَظِـــلٌ ظَلِيـــلُ
وَنَبِـــــيٌّ وَمَجتَــــبىً ورَســــُولُ
وَأتَـــاهُ فِــي بَيتِهَــا جَبرَئِيــلُ
وَلِـذِي اللُّـبِّ فـي الأمُـورِ ارتِيَـاءُ
بَــل تَمَنَّــت بِــالعَينِ إثلاَجَ صـَدرِ
فَأمَــاطَت عَنهَــا الخِمَـارَ لِتَـدرِي
أهُــوَ الــوَحيُ أم هُــوَ الإِغمَــاءُ
بَعــدَ قَـولٍ لِلمُصـطَفَى أئتِ بِـأمرِي
فَخِــدَيَّ اليُمنَــى فَيُســرَى فَحِجـرِي
هَــل تَـرَى قَـالَ أي وَلا مِثـلَ بَـدرِ
فَـاختَفَى عِنـدَ كَشـفِهَا الرَّأسَ جِبرِي
لُ فَمَــا عَــادَ أو أعِيـدَ الغِطَـاءُ
احتِرَامـــاً لِلمُصـــطَفَى وَلَــهُ أن
يَتَبَــــدَّى لَـــهُ وَســـِرُّ تَبَيَّـــن
أو يُــرَى إلاَّ بِــالَّتِي هِــيَ أحسـَن
فَاســتَبَانَت خَدِيجَــةُ أنَّــهُ الكَـن
زُ الـــذي حَــاوَلَتهُ والكِيمِيَــاءُ
فَتَــرَ الــرُّوحُ فَـترةً كَـادَ يَصـلَى
مِنــهُ شــوقاً لِلأنــسِ ثُــمَّ تَجَلَّـى
فَــدَعَا سـِراً لَـم يَـدُم مَـن تَـوَلَّى
ثُـمَّ قَـامَ النَّبِـيُّ يَـدعُو إلَـى الل
هِ وفِــي الكُفــرِ نَجــدَةٌ وَإِبَــاءُ
إِذ أتَـاهُ اصـدَع جَاءَهُم نَاشِباً ظُفرَ
ازدِرآءٍ بِهِــم وَلَــم يَــكُ يَضــعُف
لَبِسـُوا جِلـدَ النَّمـرِ مِـن قَولِهِ أف
أمَمــاً أشــرِبَت قُلُــوبُهُم الكُــف
رَ فَــدَاءُ الضــَّلاَلِ فِيهِــم عَيَــاءُ
وَأجَـــابَتهُ أمَّــةٌ مَــا طَ غَينَــا
عَنهُــمُ نُــورُهُ بِهــم قَــرَّ عَينَـا
أيُّ نُـــورٍ بِــذَاكَ ضــَاءَ لَــدَينَا
وَرَأينَـــا آيـــاتهِ فَاهتـــدَينَا
وَإِذَا الحَــقُّ جَــاءَ زَالَ المِــرَاءُ
مَحـضُ فَضـلٍ سـَاقَتهُ أيـدِي العِنَايَا
تِ لَنَــا قَبـلَ كَـونِ كُـلِّ البَرَايَـا
عَــزَّ عَــن أن يُنَــالَ عَقلاً وَرَأيَـا
رَبِّ إنَّ الهُـــدَى هُـــدَاكَ وَآيَـــا
تُــكَ نُــورٌ تَهـدِي بِـهِ مَـن تَشـَاءُ
وَلَـكَ الحَمـدُ دَائِمـاً وَلَـكَ المُلـك
وكُــلٌّ فِــي ثَــوبِ فَضــلِكَ يَرفُــل
جَــلَّ حُكــمُ الآزَالِ عَــن أن يُعَلَّـل
كَـم رَأينَـا مَـا لَيـسَ يُعقَلُ قَد أل
هِـــمًَ مَــا لَيــسَ يُلهَــمُ العُقلاَءُ
جَـاءَ ذُو الفِيـلِ فـي جُيُـوشٍ بِظِلـفِ
بَحَثَــت عَــن حَتــفٍ فَصـَارَت كَعَصـفِ
وَنَمَـى أمـنُ الخَمـسِ مِـن كُـلِّ خَـوفِ
إِذ أبَـى الفِيلُ مَا أتَى صَاحِبُ الفِي
لِ ولَــم يَنفَــعِ الحِجَـا والـذَّكَاءُ
طَـارَ ذُو الفِيـلِ هَادِمـاً كَعبَـةً فِي
جَيـشٍ هـوَ لَـم يَـدرِ مَـا مِنهُ يُلفِي
فَحَمَتـــهُ طَيـــرٌ لِنَــارِهِ تُطفِــي
إِذ أبَـى الفِيلُ مَا أتَى صَاحِبُ الفِي
لِ ولَــم يَنفَــع الحِجَـا والـذَّكَاءُ
أسـجَدَتهُ الأنـوَارُ فِـي شـَيبَةٍ تُخجِلُ
شَمســـاً وَظُلمَــةُ اللَّيــلِ تُســلَخ
وَبِمِســـكٍ مِـــنَ الســـَّلَامِ تَضــَمَّخ
والجَمَــادَاتُ أفصــَحَت بِالــذى أخ
رِسَ عَنــــهُ لأحمَــــدَ الفُصـــَحَاءُ
كَلَّمَتــهُ الأحجَــارُ جَــاءَت لِعَــرضِ
لِســـــَلاَمٍ مُؤَدِّيَـــــاتٍ لفَــــرضِ
خَـــاطَبَتهُ عُجــمٌ خِطَابــاً لِمُــرضِ
وَيــحَ قَــومٍ جَفَــوا نَبِيّـا بِـأرضِ
ألِفَتــــهُ ضـــِبَابُهَا والظِّبَـــاءُ
حَـــرَمٌ قَامضــت الجِمَــالُ لَــدَيهِ
شـــَاكِيَاتٍ تَخِـــرُّ بَيـــنَ يَــديهِ
وَنَفَـــوهُ وَحَـــامَ طَيـــرٌ عَلَيــهِ
وَســـَلَوهُ وَحَـــنَّ جِـــذعٌ إَلَيـــهِ
وَقَلَــــــوهُ وَوَدَّهُ الغُرَبَــــــاءُ
مَكَــرُوا مَكرَهُــم بِـهِ واستَشـَاروا
لُســِعُوا بِالــذِي جَنَــوهُ وشـَارُوا
إذ دَهَتهُــــم مَذَلَّــــةٌ وَصـــَغَارُ
أخرَجُـــوهُ مِنهَـــا وآوَاهُ غَـــارُ
وَحَمَتـــــهُ حَمَامَــــةٌ وَرَقَــــاءُ
ســَارَ عَنهُــم وَمَــن لَــهُ مَلكُـوتُ
نَــاظِرٌ لَــم يَعلَــق بِــهِ رَهبُـوتُ
إِنَّـــهُ أوهَـــنُ البُيُــوتِ بُيُــوتُ
وَكَفَتــــهُ بِنَســــجِهَا عَنكُبـــوتُ
مَــا كَفَتــهُ الحَمَامَــةُ الحَصـداءُ
حَــلَّ فِــي الغَـارِ آمِنـاً مِنهُـمُ آ
مَـن مِـن طَيـرِ البَيتِ لَم يَخشَ سُوءَا
وَقَفَـــوهُ والنَّفــسُ بِــالغَيظِ مَلآى
واختَفَــى مِنهُــمُ عَلَـى قُـربِ مَـرآ
هُ ومِــن شــِدَّةِ الظُّهُــورِ الخَفَـاءُ
قَـد سـَعَوا فِـي إِطفَاءِ نُورِهِ وَاحتَا
لُــوا وَهَضــمُ البُــدُورِ لاَ يَتَـأتَّى
ثُــمَّ عَــادَت جُمُــوعُهُم عَنـهُ شـَتَّى
وَنَحَـا المُصـطَفَى المَدِينَـةَ واشـتَأ
قَــت إِلَيــهِ مِــن مَكَّــةَ الأنحَـاءُ
حَــلَّ بَيتــاً للأمِّ مَعبَــدَ فَارتَــا
حَــت لِوَصــفِ مُحــيٍ بِنَشـرِهِ مَـوتَى
وَمُلِيــنٍ مَــن كَــانَ قَلبُـهُ أعتَـى
وَتَغَنَّـــت بِمَـــدحِهِ الجِــنُّ حَتَّــى
أطــرَبَ الإنــسَ مِنـهُ ذَاكَ الغِنَـاءُ
كُــلُّ ذِي حُســنٍ فِـي مَطَـارِفِ نَخـوَه
يَزدَهِــي بِالســُّجُودِ أومَــأ نَحـوَه
بِحُلــىً مِنــهُ الإنـسُ والجِـنُّ نَـوَّه
وَاقتَفَــى إِثــرَهُ ســُرَقَةُ فاســتَه
وَتــهُ فِــي الأرضِ صــَافِنٌ جَــردَاءُ
غَرِقَـت فِـي الثّرى سَبُوحُهُ لولاَ السِّرُّ
مِمَّـــن قَفَــاهُ لَــم تَــكُ تُحبَــس
كَــونُهُ رَحمَــةً بِهَـا الأمـنُ يُـؤنَس
ثُــمَّ نَـادَاهُ بَعـدَمَا سـِيمَتِ الخَـس
فَ وقَــد يُنجِــدُ الغَرِيـقَ النِّـدَاءُ
هِجـرةٌ قَـد جَلَـت لَـهُ مَـا السَّمَاوَا
تُ جَلَتــــهُ فَســــِرُّهُنَّ تَســــَاوَى
إِذ ســـَرَى بِـــهِ جَبرَئِيـــلُ وَآوَى
فَطَــوَى الأرضَ ســَائِراً وَالســَّمَاوَا
تِ العُلاَ فَوقَهَـــا لَـــهُ إســـرَاءُ
خَـــدَمَتهُ الأملاَكُ أمَّ بِمَــن أخلَــصَ
مِمَّـــن بِـــهِ الأمَاجِـــدُ تَصـــرُخ
لَيلَــةٌ كُــلُّ المَجـدِ مِنهَـا تَـأرَّخ
فَصــِفِ اللَّيلَـةَ الـتي كَـان للمُـخ
تـارِ فيهَـا عَلَـى البُـرَاقِ استِوَاءُ
مُســرَجاً مُلجَمــاً أتَــوهُ بِـهِ كَـي
يُصــطَفَى وَالمِعـرَاجُ لَـم يَـرَهُ حَـي
ثُــمَّ جَـاءُوا بِرَفـرَفٍ بَـاهِرِ الـزِّي
وَتَرَقَّــى بِــهِ إِلَــى قَــابِ قَوسـَي
نِ وَتِلـــكَ الســـِّيَادَةُ القَعســَاءُ
كَشــَفَ اللــهُ عَــن عُيُـونِهِ سـِتراً
فَـــرَآهُ بِعَيـــنِ رَأســـِهِ جَهــرَا
ســَامِعاً وَحيــاً لَيـسَ يُـدرَك سـِرَّا
رُتَـــبٌ تَســـقُطُ الأمَــانِي حَســرَى
دُونَهَـــا مَـــا وَرَاءَ هُـــنَّ وَرَاءُ
عَـادَ مِـن ذَلِـكَ الحِمَـى جَـلَّ قَـدرَا
وَعَيـنُ شـَمسٍ واللَّيـلُ لَم يُبدِ فَجرَا
وَشــَذَى القُـدسِ نَاشـِرٌ مِنـهُ عِطـرَا
ثُــمَّ وافَــى يُحَـدِّثُ النـاسَ شـُكرَا
إِذ أتَتــهُ مِــن ربّــهِ النَّعمَــاءُ
أيُّ شـــَمسٍ لَيســَت بِــذَاتِ ضــَرِيبِ
تَتَجَلَّـــى مِنـــهُ بِـــذِهنِ أرِيــبِ
إذ بَـــدا مُتحِفــاً لِكُــلِّ قَرِيــبِ
وَتَحَـــدَّى فَارتَـــابَ كُــلُّ مُرِيــبِ
أوَ يَبقَــى مَــعَ السـُّيُول الغُثـاءُ
أيُّ عِطــرٍ مِـن ذَلِـكَ الـرَّوضِ يَعبَـق
بِـهِ عِطـرُ النِّسـرِينِ والـوَردِ يَعلَق
بِشـــَذّى خُلقِــهِ النَّســِيمُ تَخَلَّــق
وهــوَ يَــدعُو إِلـى الإِلاَهِ وإِن شـَق
قَ عَلًَيـــهِ كُفـــرٌ بِـــهِ وَازدرَاءُ
وَرَمَــوهُ بِالســِّحرِ حِيــنَ تَــرَوَّوا
مَـا تَـوَلَّى عَـن رُشـدِهِم إِذ تَوَلَّـوا
وَيُهَــدِّي لِلــذِّكرِ لَــولاَهُ أصــغَوا
ويَـدُلُّ الـوَرَى عَلَـى اللـهِ بِـالتَّو
حِيــدِ وهــوَ المحجَّــةُ البَيضــَاءُ
لَـهُ فِـي كُـلِّ الخَـافِقَينِ اسـتَبَانَت
بَيِّنَــاتٌ بِهَــا القُســاةُ اسـتَلاَنَت
وَتَـوَالَت مِـن بَعـدِ مَـا قَـد تَوَالَت
فَبِمَــا رَحمَــةٍ مِــنَ اللــهِ لاَنَـت
صـــَخرَةٌ مِـــن إِبَـــائهِم صــَمَّاءُ
أشـــرَقَت مِنهُــم نَيِّــرَاتٌ بِنُجــحِ
مِـن دُجـى الكُفـرِ فَاسـتَحَالَت لِرَوحِ
جَنَحَــت مِــن بَعـدِ اعتِـزَازٍ لِصـُلحِ
واســـتَجَابَت لَــهُ بِنَصــرٍ وَفَتــحِ
بَعــدَ ذَاكَ الخَضــرَاءُ والغَــبرَاءُ
وَأتَتــهُ الوُفُــودُ تهـرَعُ مِـن شـَر
قٍ وغَــربٍ كُــلٌّ لَـهُ السـَّيفُ أنـذَر
بَعـــدَ عُســرٍ أتَــاهُ يُســرٌ وَأزَّر
وأطَــاعَت لأمــرِهِ العَــرَبُ العَــر
بَـــــاءُ والجَاهِلِيَّـــــةُ الجَهلاَءُ
لَم تَزَل شَمسُ آيِهِ فِيهِمُ تُبدِي عُجَاباً
لَهُــــم وَلَــــم تَــــكُ تَغـــرُب
وَقَنَـاهُ فِـي صـَدرِ مَـن حَـادَ تُعـرِب
وَتَــوَالَت للمُصــطفَى الآيـةُ الكُـب
رَى عَلَيهِــم والغَــارَةُ الشــَّعوَاءُ
فَلَكُـــم آيـــةٍ عَلَيهِـــمُ تُتلَــى
مُــدنِياتٍ مَــن قَــد نَـأى وَتَـوَلَّى
وَلَكَـــم رَايَـــةٍ لَــدَيهِمُ تُجلــى
فَــإِذَا مَــا تَلاَ كِتَابـاً مِـنَ الـل
هِ تَلَتــــهُ كَتِيبَــــةٌ خَضــــرَاءُ
حمدون بن عبد الرحمن بن حمدون السلمي المرداسي، أبو الفيض، المعروف بابن الحاج.أديب فقيه مالكيّ، من أهل فاس، عرَّفه السلاوي بالأديب البالغ، صاحب التآليف الحسنة والخطب النافعة.له كتب منها (حاشية على تفسير أبي السعود)، و(تفسير سورة الفرقان)، و(منظومة في السيرة) على نهج البردة، في أربعة آلاف بيت، وشرحها في خمس مجلدات، وغير ذلك.ولابنه محمد الطالب (كتاب) في ترجمته.