
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
كَيـفَ تَحكِيـكَ فِـي التُّقَـى الأتقِياءُ
يــا نَبِيّــاً تَسـمُو بِـهِ الأنبِيـاءُ
أفضــَلُ الخَلــقِ مِـن قَرِيـبٍ وَنَـاءٍ
فَـــالجَمِيعُ أرضٌ وَأنـــتَ ســـَماءُ
لَـــكَ جِبرِيـــلُ خـــادِمٌ وَرَســولٌ
وَرَقَـــت تَحــتَ ذَيلِــكَ الخُــدَماءُ
مـا لِجِبرِيـلَ وَهـوَ مِـن نُـورِهِ كـا
نَ بِتَفضــــِيلِهِ عَلَيــــهِ رِضـــَاءُ
وَالّــذِي فـي التَّكـويرِ مَطلَبُـهُ ذا
كَ المَقــامُ فَمــا عَلَيـهِ ابتِنـاءُ
كـانَ أصـلُ الكَلاَمِ فِـي مَـدحِ جِبرِيلَ
فَمُقتَضــــَى الظَّـــاهِرِ الإِطـــراءُ
وبِــذَاكَ المَديــحِ إِدمــاجُ مَــدحٍ
لِلنَّبِــــيِّ دَرَت بِـــهِ الأذكِيـــاءُ
رَفَــعَ اللــهُ أنبِيَــاءَهُ عَــن أن
يَقرُبُـــوا ذَنبـــاً فَهُــم بُــرَآءُ
إِنَّمَــا الـذَّنبُ ظـاهِراً وَهـوَ أمـرٌ
باطِنــاً مــأمورٌ بِــهِ الأنبِيــاءُ
إن تَقُــل هَـذَا يَقتَضـِي أنَّـهُ لَيـسَ
بِــــــذَنبٍ وَإِنَّمَــــــا ذَا أداءُ
قُلـتُ فِـي بَادِي الرَّأيِ ذَنبٌ وَقَد عَدَّ
تـــهُ مِنـــهُ كَـــذِلكَ الأولِيــاءُ
إن تَقُـل سـَلَّمنَاهُ لَكِـنَّ مَـا العَتبُ
عَلَيــــــــهِ تَمُجُّـــــــهُ الآراءُ
قُلـــتُ ذا تَـــابِعٌ عِتَـــابَهُمُ أن
فُســَهُم خـاطِراً وَهُـم مـا أسـاءُوا
وَعِتــــابُ الإلاَهِ غــــالِبُهُ مِـــن
نَحــــوِهِ لاَ تَغُــــرَّكَ الأهــــواءُ
وأتـى فِـي القُـرآنِ مَا ألهَمَ الوِز
رَ وإِيهـــامُ ذاكَ مِنـــهُ هَبـــاءُ
أخرَجَتــهُ عَــن ظــاهِرٍ لَــهُ أعلا
مُ وضــــَلَّت فــــي لَيلِـــهِ جَهَلاءُ
وأتَى فِي الأنفَالِ ما أوهَمَ النُّقصَانَ
فِيمَـــن لَـــهُ النُّفُـــوسُ فِــداءُ
لَــم يَكُـن عالِمـاً بِـأنَّهُ مَـا لَـم
يُثخِـــنِ الأرضَ لاَ يَجُــوزُ الفِــداءُ
وبِــذَاكَ تَبَيَّــنَ الحُكـمُ فِـي هَـذَا
فَـــأينَ الَّــذِي تَــرَى الأغبِيــاءُ
بِالَّـذِي أطلَـعَ المُصـِيبَ علَـى التَّح
قِيـقِ قُـل لِـي طـارَت بِـهِ العَنقاءُ
أمَـــرَ المُصــطَفَى بِصــَفحٍ ولِيــنٍ
أفصــَحَت عَــن كِلَيهِمَــا الأنبِيَـاءُ
فَأبَـــانَ المُنـــافِقُونَ مَعَـــاذِي
رَهُـــمُ والنِّفَــاقُ مِنهُــم غِطــاءُ
فَأبَـــاحَ لَهُـــم تَخَلُّفَهُـــم عَــن
هُ وَلَــم يَمنَــع إِذ لَـهُ اسـتِحياءُ
عالِمـــاً بِالَّــذِي أســرَوُّهُ لَكِــن
شـاءَ أن يُفضـَحُوا عَلَـى مَـا يَشـاءُ
فَأتــــاهُ الإِلاَهُ جَــــلَّ ثَنَــــاهُ
بِالَّـــذِي لِلنَّبِـــيِّ فِيــهِ شــِفاءُ
فَعَفَــا اللــهُ عَنــكَ فِيـهِ مَعـانٍ
عَجَــزَت عَــن بُلُوغِهَــا البُلَغــاءُ
وَذَوُو الأذوَاقِ الســَّليمَة قَــد كـا
نَ لَهُـــم لِلَطِيـــفِ ذاكَ اهتِــداءُ
هُــوَ تَكمِيــلٌ فِــي نِهَايَــةِ حُسـنٍ
لِبُـــدُورِ الكَمــالِ مَنــهُ حَيــاءُ
لَــم يُــوَاجِههُ بِالسـُّؤَالِ إِلَـى أن
رَفَــعَ الـوَهمَ عَنـهُ ذاكَ الـدُّعاءُ
مِثلُـــهُ فَســَقَى وَبــارَك فَــانظُر
أيـــنَ تَـــذهَبُ أيُّهَــا الخَطَّــاءُ
ســـَقَطَ القَـــولُ إنَّ ذَلِــكَ ذنــبٌ
وَإِذَا الحَــقُّ جَــاءَ زَالَ المِــرَاءُ
إن يَــدُلَّ ذَاكَ الكَلاَمُ عَلَــى الـذَّن
بِ أكَــانَ لِــذَا العِتَــابِ بَقَــاءُ
وَلَئِن ســــَلَّمناهُ تَســـلِيمَ غَـــضٍّ
فَهـوَ تَـركُ الأولَـى وَمـا فِيـهِ داءُ
وَإِذَا كَـــانَ رَبُّــهُ لَــم يُــواجِه
هُ بِســـُوءٍ كَفَــى بِــهِ الاقتِــداءُ
لَـم يَكُن يَخشَى النَّاسَ بَل كَانَ أخشَى
النَّــاسِ مِمَّـن ذَلَّـت لَـهُ العُظَمـاءُ
كــانَ يُــوحَى تَزويجُـهُ بِنـتَ جَحـشٍ
فَــاعتَراهُ مِــن أجــلِ ذَاكَ حَيـاءُ
وَأبَــى الأمــرَ بِــالطَّلاَقِ إِلَـى أن
أوقِعَــت بَيــنَ ذَينِــكَ الحَشــنَاءُ
فَاستَشــَارَ زَيــدٌ فَقَــالَ لَــهُ أح
مَــدُ أمســِك وَالأمــرُ مِنـهُ ابتِلاَءُ
رَجَــعَ المُصـطَفَى عَلَـى نَفسـِهِ بِـال
عَتـــبِ مِنــهُ وَهَكَــذَا الأصــفِياءُ
فَعِتَــــابُ الإِلاَهِ جَــــلَّ ثَنَــــاهُ
لِعِتَـــــابِ حَبِيبِــــهِ إِبــــدَاءُ
أفصـــَحَت بِالّــذِي جَلَــوتُهُ آثَــا
رٌ صــــِحَاحٌ وَغَيـــرَ ذَاكَ جَفَـــاءُ
قَــد تَعَــالَى النَّبِـيُّ صـَلَّى عَلَيـهِ
رَبُّـــهُ أن تُـــرَى لَـــهُ فَحشــَاءُ
وَالمُـرَادُ بِالـذَّنبِ فِي الفَتحِ أسبَا
بُـــهُ حَجـــبٌ وغَفلَـــةٌ إغفَـــاءُ
وَالتَّقَــــدُّمُ والتَّـــأخُّرُ تَعمِـــي
مُ مُبِيــــنٌ أن تَنتَفِــــي الأدواءُ
نَـزِّهِ المَـولَى عَـن حَـدِيثِ الغَرَانِي
قِ وَإِيَّــاكَ مشــنهُ فَهــوَ افتِـرَاءُ
مُــوجِبٌ غَايَــةَ الفَسـَادِ لِمَـا يَـأ
تِــي بِــهِ رُســلُنَا وَهُــم أمَنَـاءُ
أيــنَ لِلغَــاوِي أن يَحُـومَ بِسـَاحَا
تِ نَبِـــيٍّ لَـــهُ الوَقَــارُ وِقَــاءُ
مُصــطَفَّى ذُو خُلــقٍ عَظِيـمٍ وَيَكفِيـهِ
ســـَنَاءً مِــنَ الجَلِيــلِ الثَّنَــاءُ
والّـذِي فِـي التَّحرِيمِ مِن حُسنِ أخلاَ
قِــهِ أنَّــى يَخطُـو إِلَيـهِ الخَطَـاءُ
قَصـــَدَ المُصــطَفَى بِــذَلِكَ تَضــيِي
قَــهُ عَــن نَفســِهِ وَمَـا فِيـهِ دَاءُ
ســَاعِياً فِـي مَرضـَاةِ أزوَاجِـهِ فِـي
مَــــا أرَدنَ وَهَكَـــذَا الفُضـــَلاَءُ
وَابتِـدَاءُ الخِطَـابِ يَنفِـي الّذِي تُث
بِتُــــهُ جَهلاً أيُّهَــــا الخَطَّـــاءُ
أتَـرَى مَـن آلـى عَلَـى شـَيءٍ إن حَرَّ
مَـــهُ فَاعتَــدُّوا بِــهِ وَأســَاءُوا
إِنَّـــهُ بُهتَـــانٌ عَظِيــمٌ تَحَاشــَت
أن تَفُـــوهَ بِمِثلِـــهِ الســـُّفَهَاءُ
لاَ تَعُـــودُوا لِمِثلِـــه أبَــداً إِن
كُنتُــمُ مُــؤمِنينَ كَــي لاَ تُسـَاءُوا
وابــنُ أمِّ مَكتُــومٍ اعــرَضَ عَنــهُ
حَيــثُ كَــان مِــنَ الجَلِيـسِ إبَـاءُ
طَمَعــاً فِــي إسـلاَمِ قَـومِهِ إِذ يُـس
لِـــمُ هَـــذَا فَتُتبَــعُ الرُّؤَســَاءُ
ثُـــمَّ إنّ النَّبِـــيَّ عَــاتَبَ ســِراً
نَفســــَهُ فَأَبَــــانَهُ الإِنبَــــاءُ
وَعُــدُولُ الخَبِيــرِ لِلغَيــبِ فِيــهِ
دِقَّــةٌ قَــد دَرَت بِهَــا البُصــَرَاءُ
لَــم يُــوَاجِههُ بِــالتَّعَبُّسِ كَـي لاَ
يَفــزَعَ المُصــطَفَى بِشــَيءٍ يُســَاءُ
عَجَبــاً مِــن هَــذَا العِتَـابِ فَمَـا
ألطَفَـــهُ عَجِبَــت لَــهُ اللُّطَفَــاءُ
لُؤلُــؤٌ مَكنُــونٌ نَفِيــسٌ إِذَا مَــا
أبرَزَتـــهُ فِــي جِيــدِهَا حَســنَاءُ
لَــم يَلُــح لِلمُخَطِّئِيــنَ وَمِــن أي
نَ تَــرَى الشــَّمسَ مُقلَــةٌ عَميَــاءُ
لَيــتَ شــِعرِي أعَــابُ نُكتَــةِ مَـا
قُلنَـاهُ عَنهُـم أم مَا يَرَونَ اجتِرَاءُ
حَيــثُ لَـم يَهتَـدُوا بِـذَاكَ يَقُولُـو
نَ ضــَلاَلٌ والكُــلُّ مِنــهُ اهتِــدَاءُ
وَالّـذِي فِـي الضُّحَى الضَّلاَلُ عِنِ الدُّن
يَــا أوِ الشــَّرعِ قَــدَّهُ الإِيحَــاءُ
قَـد دَعَـا القَـومَ لِلهُـدَى فَتَـأبَّوا
وَعَلَيـــهِ مِـــن شــِركِهِم أعبَــاءُ
وَضــَعَ اللـهُ وِزرًَهُ حَيـثُ شـَدَّ الأزَرَ
مِنـــــهُ فَكَـــــانَ بَعــــدُ عَلاَءُ
أيُّهَــا العَـالِمُ المُعَظِّـمُ قَـدرَ ال
مُصــطَفَى مَــن نِيطَـت بِـهِ الأحشـَاءُ
خُـذ فَتَـاةً حَسـنَاءَ قَـد طُـوِّقَت عِـق
داً نَفِيســــــاً وَتَاجُهَـــــا لألاَءُ
نَــافَحَت عَــنِ المُصــطفَى وَأبَـانَت
طُرُقًــا قَــد ظَلَّـت بِهَـا السـُّفَهَاءُ
مَهرُهَــا آدابٌ مَــعَ الرُّسـلِ فِيمَـا
أوهَمَتــــهُ الآيَـــاتُ والأنبَـــاءُ
إِنَّمَــا الـذَّنبُ مَـا جَنَينَـا وَلَكِـن
بِــالنَّبِيِّ الكَرِيــمِ مِنَّـا التِجَـاءُ
يَــا نَبِــيَّ الهُــدَى تَشـَفَّع لِعَـاصٍ
جَاهِـــلٍ حَيــثُ تَــذهَلُ الرُّضــَعَاءُ
وعَلَيـــــكَ تَحِيَّـــــةٌ وَســـــَلاَمٌ
مَـــا تَرَقَّــت بِمَــدحِكَ الشــًّعَرَاءُ
حمدون بن عبد الرحمن بن حمدون السلمي المرداسي، أبو الفيض، المعروف بابن الحاج.أديب فقيه مالكيّ، من أهل فاس، عرَّفه السلاوي بالأديب البالغ، صاحب التآليف الحسنة والخطب النافعة.له كتب منها (حاشية على تفسير أبي السعود)، و(تفسير سورة الفرقان)، و(منظومة في السيرة) على نهج البردة، في أربعة آلاف بيت، وشرحها في خمس مجلدات، وغير ذلك.ولابنه محمد الطالب (كتاب) في ترجمته.