
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يَـا سـَيِّدِي يَا أبَا العَلاَءِ أصلُكُمُ
طُهــرٌ وَأرضـُكُمُ لاَ تَقبَـلُ الـدَّاءَ
مَـا بَالُ ذَاكَ اللَّعِينِ حَلَّ سَاحَتَكُم
وَظِلُّــهُ يُنجِـسُ الهَـوَاءَ وَالمَـاءَ
وَطَيفُـهُ لَـو يَمُـرُّ بِالجِنَـانِ لَنَا
لأصــبَحَت كُلُّهَــا جَرعَـاءَ قَرعَـاءَ
فِـي طَرفِـهِ نَخلةٌ للشؤمِ مَن نَظَرَت
عَـأدَت مَحَجَّتُـهُ البَيضـَاءُ سـَودَاءَ
وَفـي عَرَاقِيبِـهِ يُبـسُ البِلاَدِ مَتَى
مَشـَى بِهَـا صَارَتِ الخَضرَاءُ شَهبَاءَ
وَلَــو خَلاَئِقُـهُ عَلَـى الخَلاَئِقِ قَـد
فُضـَّت لَمَـا طَلَـبَ الشَّيطَانُ إِنسَاءَ
أو آدَمٌ شـَكَّ أن يَكُـونَ مِـن وَلَـدٍ
لَــهُ لَمَــا مَـدَّ أيـدِيهِ لِحَـوَّاءَ
هَـب أنَّـهُ لأبِيـهِ مَـن أبٌ لَـهُ فِي
بَنِــي مَـزَابَ الّتِـي يَعُـدُّ آبَـاءَ
قَـالُوا دَعِـيٌّ وَحَـقِّ اللهِ لَيسَ لَهُ
أصــلٌ فَلاَ تُخزِنَـا بِـذَاكَ إخـزَاءَ
لَكِــنَّ ســِيمَتَهُم عَلَيــهِ بَادِيَـةٌ
تُبِيــنُ أنَّــهُ فَـرعٌ مِنهُـمُ نَـاءَ
يَكَـادُ يُمسـِكُهُ الحَمَّـامُ حَيثُ بَدَا
بِـهِ وَيُعطِـي لَـهُ الكَيسَاتِ إعطَاءَ
لَـو لَـم يَكُـن كُـلُّ مَأ يَمَسُّهُ نَجَسٌ
مَـا كَـانَ بُـدٌّ لَـهُ أبَاهُ أو شَاءَ
وَاللــهِ وَاللــهِ العَظِيـمِ وَلَـو
لاَ أن تَمَــلَّ لَمَــا أتمَمـتُ إِملاَءَ
لِكُـــلِّ جَلســَتِهِ وكُــلِّ نَظرَتِــهِ
وكُـــلِّ هَيـــأتِهِ كُلاً وَأجـــزَاءَ
أذًى طَمَـآ وَقـذًى فِـي عَينِ نَاظِرِهِ
فَيَشـتَهِي كَونَهـا مِـن قَبلُ عَميَاءَ
وَلَيـسَ يَشـفَعُ فِيـهِ غَيـرُ مُشـبِهِهِ
نَجســاً وَنَحســاً وَآرَاءً وَأهـوَاءَ
وَلا يُجَالِســـــُهُ إِلاَّ مُجَانِســــُهُ
خَلقــاً وَخُلقـاً وَأهـوَاءً وَأدوَاءَ
وَحَاصـِلُ الأمـرِ لَـو سَالَمتُ عَقرَبَةً
سـَالَمتُهُ وَهـيَ أدنَـى مِنهُ إِيذَاءَ
اطرُدهُ طَردَ الكِلاَبِ العَاوِيَاتِ وَقُل
لَـه مُضـِيّا لَقِيـتَ كُـلَّ مَـاء سَاءَ
حمدون بن عبد الرحمن بن حمدون السلمي المرداسي، أبو الفيض، المعروف بابن الحاج.أديب فقيه مالكيّ، من أهل فاس، عرَّفه السلاوي بالأديب البالغ، صاحب التآليف الحسنة والخطب النافعة.له كتب منها (حاشية على تفسير أبي السعود)، و(تفسير سورة الفرقان)، و(منظومة في السيرة) على نهج البردة، في أربعة آلاف بيت، وشرحها في خمس مجلدات، وغير ذلك.ولابنه محمد الطالب (كتاب) في ترجمته.