
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أسـَادَتَنا أهـلَ العُلاَ فِـي المَوَاكِبِ
وَمَـن زَحَمُـوا بَدرَ الدُّجَى بِالمَنَاكِبِ
وَسـَعدُ التُّقَآ فِي حَيِّهِم وَاضِحُ الطِّلَى
وَطَـالِعُهُم فِـي أفقِهِـم غَيـرُ غَـارِبِ
أســَائِلُكُم ســُؤَالَ مُستَرشــِدٍ فَـإِن
أجَبتُــم فَقَــد وَفَّيتُـمُ حَـقَّ وَاجِـبِ
وَإِلاَّ وُقِيتُـــم فَاللِّجَــامُ لِكَــاتِمٍ
مُعَــدٌّ وحَــقُّ اللـهِ أدعَـى لِرَاغِـبِ
لَقَــد حَــدَّثُونَا أنَّ ســُكَّرَ قَــالَبٍ
بِصـَافِي الدَّمِ المَسفُوحِ يَصفُو لِشَارِبِ
فَبَعضـــُهُم عَمَّـــن رَوَاهُ وَبَعضــُهُم
رآهُ عِيَانــاً لَيــسَ عَنهُـم بِغَـائِبِ
وَلَيـسَ بِزَعـمٍ مَـا بِـهِ قَـد تَحَدَّثُوا
وَمَــا زَعَمُــوا إِلاَّ مَطِيَّــةٌ كَــاذِبِ
لَقَـد حَـدَّثُوا بِـالحَقِّ وضالحَقُّ أبلَجُ
وَمَـا الحَـقُّ عَـن سَمعِ الذَّكِيِّ بِعَازِبِ
وَفِـي تُـونُسٍ مِـن قَبـلِ هَذَا تَحَقَّقُوا
بِـهِ إِذ أتَـاهُم ذَاكَ مِـن كُـلِّ جَانِبِ
فَجَنَّبَــهُ أهــلُ العُلُــومِ تَوَرُّعــاً
وَذَلِــكَ عَـادَاتُ النُّجُـومِ الثَّـوَاقِبِ
وَهَــب أنَّ مِنـهُ مَـا يُصـَفَّى بِـدُونِهِ
أمَـا الحَـقُّ أنَّ الحُكـمَ نِيطَ بِغَالِبِ
فَـإِن قُلتُـمُ الّـذِي ادَّعَيتَـهُ غَالِباً
يُعَارِضــُهُ الأصــلُ الأصــِيلُ لِـذَاهِبِ
إِذَا حِكمَـةٌ عِنـدَ النَّصـَارَى تُحُقِّقَـت
وَلاَ مَــانِعٌ مِنهَــا يَلُــوحُ لِطَـالِبِ
يُصـــَيِّرُهَا أصــلاً أصــِيلاً لَــدَيهِمُ
وَذَلــكَ أمــرٌ وَاضــِحٌ غَيـرُ عَـازِبِ
عَلَـى أنَّـهُ لـو سـُلِّمَ الأمـرُ جُملَـةً
فَتِلــكَ حُــدُودُ اللـهِ رَدعٌ لِرَاهِـبِ
كَـــذَاكَ الحَلاَلُ والحَــرَامُ مُبَيَّــنٌ
وَبَينَهُمَــا مَـا فِيـهِ رَيـبٌ لِـرَائِبِ
وَمَاذَا الّذِي يَدعُو اللَّبِيبَ إِلَى صَلاَ
ةِ شـَكّ وَمَـا أدَّى إِلَـى عَتـبِ عَـاتِبِ
وَعنَــهُ يَـرَى مَندُوحَـةً بِوُجُـودِ مَـا
يُصــَفَّ صــَفَاءً خَالِصـاً مِـن شـَوَائِبِ
فَهَــذا الّـذي يَبـدُو لَنَـا ولَعَلَّـهُ
لَــدَيكُمُ مـا فِيـهِ قضـَاءُ المَـآرِبِ
أجيبُـوا بِمَـا فِيـهِ كِفَايَـةُ طَـالِبٍ
وَمَـا لَيـسَ فِيـهِ مَطعَـنٌ ِإلَـى طَالِبِ
وَخَلُّــوا تَعَالِيــلَ العَـوَامِ فَـإِنَّهُ
بِكُـم يُقتَـدَى فِي الدّينِ لَيسَ بِحَاطِبِ
فَحَــاطِبُ لَيــلٍ مَــا تَأمَّـلَ قَـولَهُ
فَوَيــلٌ لَهُــم مِمَّـا وَوَيـلٌ لِكَاسـِبِ
وَلِلنَّــاسِ فِيمَــا يَعشـَقُونَ مَـذَاهِبٌ
وَحِكمَـةُ رَبِّـي فِـي اختِلاَفِ المَشـَارِبِ
وَمَـا عَجَـزَت خَرقَـاءُ مِـن عِلَّـةٍ بِهَا
تُلَبِّــسُ وَجــهَ الحَــقَّ رَداً لِـوَاجِبِ
حمدون بن عبد الرحمن بن حمدون السلمي المرداسي، أبو الفيض، المعروف بابن الحاج.أديب فقيه مالكيّ، من أهل فاس، عرَّفه السلاوي بالأديب البالغ، صاحب التآليف الحسنة والخطب النافعة.له كتب منها (حاشية على تفسير أبي السعود)، و(تفسير سورة الفرقان)، و(منظومة في السيرة) على نهج البردة، في أربعة آلاف بيت، وشرحها في خمس مجلدات، وغير ذلك.ولابنه محمد الطالب (كتاب) في ترجمته.