
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أيقَظَـــت زَهـــرَ رَبـــوَةٍ زَهــرَاءُ
أم أرِيـــجٌ نَمَّــت بِــهِ الــزَّورَاءُ
وبُـــرُوقٌ مِـــن رَامَــةٍ لَمَعَــت أم
ألمَحَتنَــا مِــن وَجهِهَــا العَـذرَاءُ
كُلَّمَـــا فَــاحَ نَشــرٌ او لاَحَ بَــرقٌ
هَـــشَّ قَلبِـــي وبَشـــَّتِ الأعضـــَاءُ
ومَتَـــى رَنَّـــتِ الحَمَـــامُ بِعُــودٍ
وَأغَنَّتهَــــا الرَّوضـــَةُ الغَنَّـــاءُ
طَــابَ نَــوحِي وَطَــالَ مِنِّــي نَحِيـبُ
لَــو نَحِيــبُ المَشــُوقِ فِيـهِ غَنَـاءُ
وَعَلَــى مِثلِــي حَــقَّ نَــوحٌ ونَحــب
ولِمِثـــلِ الحَمَــامِ حَــقَّ الغِنَــاءُ
طَـــائِرٌ مِـــن أزَاهِـــرٍ بِرِيـــاضٍ
لِمَعِيـــنِ الحِيَـــاضِ كَيــفَ يَشــَاءُ
طَـاهِرُ الجَيـبِ ظَـاهِرُ اليُمـنِ إِذ مَا
لَــــــوَّثتهُ الأدوَاءُ والأهـــــوَاءُ
مــا عَلَيــهِ كَمَــا عَلَينَــا رَقِيـبٌ
كــاتِبٌ كُــلَّ مـا اقتَضـَاهُ القَضـاءُ
لَــم يَرُعــهُ المُقــامُ بَيــنَ يَـدَي
رَبِّ جَلِيـــلٍ عَنَــت لَــهُ الوُجَهــاءُ
وَلَــوَ أنَّــهُ كــانَ طَــوقٌ لَـهُ مِـن
طَوقِنَــا لاســتدامَ مِنــهُ البُكــاءُ
قــد حَمَلنــا أمانَــةَ اللـهِ جَهلاً
لَيتَنَــا قَــد طِبنَــا فَطـابَ الأداءُ
أيــنَ ودِّيَ يَــومَ يُكشــَفُ عَــن سـا
قٍ يَــزولُ عَمَّــا جَنَينَــا الغِطــاءُ
لا تُضــِع أنفاســا بِأنفــاسِ عُمــرٍ
فِـي سـَوَى تَقـوى اللـهِ فهيَ الوِقاءُ
مـا تَبَقَّـى مِـن عُمـرِكَ اصرِفهُ فِي طا
عــاتِ مَــولاكَ طــالَ مِنـك البَقَـاءُ
لا تُســـَوِّف لا عِطـــرَ بَعــدَ عَــرُوسٍ
لَســتَ تَــدري متَـى يكُـونُ اللِّقَـاءُ
قُلـتُ مـا لضـم أفعَـل وَفِـي كلِّ وَادٍ
هِمـــتُ غَيّـــاً وهكَــذَا الشــُّعَراءُ
عَمَلِـــي ســـَيِّىءُ وَلَكِـــن بِمَــدحِي
أشــرَفَ الخَلــقِ حــاطَنِي اسـتثِنَاءُ
يــــا رَســـُولَ الإلاَهِ فِيـــكَ وَإِلاَّ
ليــسَ يَحلُــو الإِنشــادُ والإِنشــاءُ
قـــد تَرَقَّيـــتَ فِـــي علاءٍ بِقُــدسٍ
حَيــثُ لا أيــنٌ بــل هُنــاكَ عَمـاءُ
وَتَســَنَّمتَ صــَهوَةَ العِـزِّ فِـي مَقعَـدِ
صــــِدقٍ وذَا الوُجــــودُ هَبــــاءُ
وتَجَلَّيـتَ فِـي الفَضـاءِ عَـروسَ المُلكِ
تُجَلَّـــى فَضـــَاءَ مِنـــكَ الفَضــاءُ
وتجَلَّــت شـَمسُ النُّبُـوءةِ فِـي أفقِـكَ
حَيـــــثُ لاَ طِينَـــــةٌ لاَ مَـــــاءُ
لَـم يَـكُ الكَـونُ قَبـلَ أن كُنتَ شَيئاً
ثُــمَّ كــانَت مِــن نُــورِكَ الأشـياءُ
أنـتَ بَيـتُ التَّمَامِ أنتَ تَمامُ البَيتِ
أنـــــتَ أُساســـــُهُ والبِنَــــاءُ
أنـتَ مِسـكُ الخِتام أنتَ خِتامُ المِسكِ
فيـــــهِ تَنـــــافَسَ الكُبَــــراءُ
أنــتَ جِنــسُ الهُـدَى وأنـتَ هَيُـولاَ
هُ وَأنـــتَ انتِهـــاؤُهُ وابتِـــدَاءُ
أنــتَ هَــادٍ لِكُــلِّ بَــادٍ وَلَــولاَ
كَ لَمَـــا كــانَ للأنــامِ اهتِــداءُ
أنـتَ بَـدرٌ مِنـكَ البُـدُورُ اسـتَنارَت
واســـتَعارَت أنوارُهَـــا الأنــواءُ
أنــتَ بَحـرٌ مِنـكَ البُحُـورُ اسـتَمَدَّت
غَمَرَتهَـــأ مِـــن كَفِّـــكَ الأنــدَاءُ
أنــتَ تَــاجُ الســِّيَادَةِ المُتَلالِــي
بِســــَنى أنــــتَ قُرطُهَـــا الّلالاءُ
كُــلُّ ســِمطٍ مِــنَ الفَخــارِ نَفِيــسٍ
أنــتَ وُســطاهُ التُّومَــةُ الغَــرَّاءُ
لــم تَــزَل مَحفوظـاً بقُـدسٍ وَمَحفُـو
فــاً وِعــاءٌ يَحميــكَ بَعــدُ وِعـاءُ
مِــــن أبٍ لأمٍّ حَلِيفَــــي عَفــــافٍ
نَيِّــــرَي أفلاكِ العُصـــورِ تُجـــاءُ
مِــن لَــدُن آدَمٍ إِلَــى ابنَـةِ وَهـبٍ
تُنتَقـــى أيــنَ تُوضــعُ الحُســَباءُ
لُحــتَ نُــوراً بِــآدَمٍ فَسـَما أسـمَى
ســـــَماءٍ ونيلّـــــتِ الأســــماءُ
وبشـــيثٍ ومِنـــهُ مُـــذ أفرَدَتــهُ
دُرَّةُ العِقــــدِ أمُّنــــا حَــــوَّاءُ
وَبَــــإِدريسٍ فَــــارتَقَى بِمَكـــانٍ
مُتَـــراقٍ تَرنُـــو بِــهِ الحَــوراءُ
وَبِنُـــوحٍ وَلاحتِــوائِهِ فِــي الفُــل
كِ عَلَــى الجُـودِي اسـتَبَانَ اسـتِواءُ
وبِســــامٍ ســــَمَا فَيَحســــِبُهُ رَا
ئِيــهِ بَــدراً والـوَجهُ مِنـهُ سـَماءُ
وَبـــإِبراهِيمٍ ثَـــوَى فَغَــدَت نَــا
رُ عَـــدُوٍّ رَوضــاً وطــابَ الثَّــواءُ
وبإســـماعِيلٍ فَنَجَّــاهُ مِــن ذَبــحٍ
بِذِبـــــحٍ ورآنَــــتِ الــــدَّهماءُ
وبإليَـاسٍ كـانض تَسـمَعُ تَلبِيَّـةَ حَـجٍّ
مِــــــن صـــــُلبِهِ الـــــدَّهماءُ
وَبِهاشــِمٍ كــانَ لَــم يَبــقَ شــَيءٌ
بِــــهِ مَــــرَّ إِلاَّ لُـــهُ إيمَـــاءُ
وبِشـــَيبَةِ الحَمــدِ أصــبَحَ يَومــاً
فَائِحـــاً مَكحـــولاً لَـــهُ ســِيماءُ
وَبَعَبـــدِ اللــهِ الَّــذِي راودَتــهُ
حَيــثُ شــامَتهُ يَســتَنِيرُ النســاءُ
وَحَمــاهُ مِـن كَيـدِها مـا حَمَـى يُـو
ســـُفَ مِنــهُ فَلَــم تَقَــع فَحشــاءُ
عِنـــدَما حَــلَّ بُــرجَ آمِنَــةٍ حَــلَّ
أمَــــانٌ بِــــهِ وَعَــــمَّ نِـــداءُ
اشــرَفَت مِــن مَسـاكِنِ الخُلـدِ حُـورٌ
قُلِّـــدَت مِــن نُحورِهَــا الشــُّرَفاءُ
فــي ســُرُورٍ أملاَكٌ اضــحَت وَأمســَت
ســــُرُرٌ لِلمُلـــكِ اعتَراهـــا دَاءُ
أصــبَحَت أصــنامُ الضــَّلالَةِ مَنكُــو
ســــَةَ رَأسٍ أصـــَابَهَا اســـتِحيَاءُ
حَمَلَتــــهُ حَملاً خَفِيفــــاً فمـــرَّت
بِــهِ لَــم تَحمِــل مِثلَــهُ نُفَســَاءُ
وبِشــَهرِ الرَّبِيـعِ فـي فَصـلِهِ ألقَـت
رَبِيعـــاً تَحيَـــا بِــهِ البُصــَرَاءُ
لاحَ يَـــومَ الإثنَيــنِ مُفــرَدَ مَجــدٍ
بِـــهِ تَســمُو الأزمَــانُ والأنحَــاءُ
قُــربَ فَجــرٍ تَفَجَّــرَت بِــهِ أضــوَا
ءُ بِهـــا تُمحَــى اللَّيلَــةُ اللَّيلاَءُ
أشـرَقَت مِنهَـا الأرضُ والشـّامُ شـِيِمَت
إذ لَهــا بَعــدَ البِعثَــةِ الإسـراءُ
آخِــذاً قَبضــَةً مِــنَ الأرضِ أي مُلـكُ
الثَّــرَى لِــي وَلِــي بِرَبِّــي ثَـراءُ
رافِعــاً لِلسـَّماءِ طَرفَـهُ أي عَليَـاءُ
شـــَأني لَـــم تُعطَـــهُ العَليَــاءُ
فــاهَ بِالحَمــدِ حَيــثُ أقبَـلَ مِـن
حَضـــــــرَةِ رَبٍّ وَحَفَّــــــتِ الَّلالاءُ
شــَمَّتَتهُ الأملاكُ طَـافَت بـه المَشـرِقَ
يَــــا طِيـــبَ مـــا رَوت شـــَفَّاءُ
حَضـــَرَتهُ عِيـــنٌ وَآســيةُ وابنَــةُ
عِمــــرانَ مَريَــــمُ العَــــذراءُ
وتَــدانَت مِنــهُ نُجُـومٌ فَمَـا أبهَـى
هِلاَلاً نُجُــــــــومُهُ قُرَبَــــــــاءُ
وَبَــدَت شــُهبٌ مِــن بَنِــي ثُعَـلٍ أر
مَــى أذيبَــت بِنَارهــا القُرَنَــاءُ
كَشـَفَت ذِي النُّجُـومُ والشـُّهبُ عَـن حا
لِ صـــِحابٍ تُشــوَى بِهَــا الأعــداءُ
أطفِئَت نَـــارُ قُــرسٍ ارتَــجَّ صــَرحٌ
قُضــِيَ الأمــرُ فِيــهِ غِيــضَ المـاءُ
هَتَفَـــت أحبـــارٌ وَجِـــنُّ بِأخبــا
رِ وِلاَدٍ كَأنَّهـــــــا وَرقـــــــاءُ
هَـــذِهِ لَيلَـــةٌ مُبَدِّلــةُ الأتــرَاحِ
أفراحـــاً حَـــقَّ فِيهَــا الهَنــاءُ
فِــي لَيــالِي قَــدرٍ كَليلَــةِ قَـدرٍ
فِــي اللَّيــالِي تَبِيـنُ لَيـسَ بَـدَاءُ
نَشــتَهِي أن نُمِـدَّهَا بِسـَوادِ العَيـنِ
مِنَّـــا لَيـــتَ الســـَّوادَ ســـَواءُ
أطلَعَــت بَــدرَها لَنَــا فِـي صـَباحٍ
لاَ تَقُــل هَــذِي اللَّيلَــةُ الـدَّرعاءُ
بَـــدرُ هَــذِهِ دائِمٌ فِــي ازديــادٍ
مـــن كَمـــالٍ لاَ يعتَريــهِ خَفــاءُ
رِيــءَ فِــي مَهــدِهِ مُنَــاغِيُهُ بَــد
رٌ تَمــــامٌ وذَلِــــكَ اســــتِدنَاءُ
حَرَّكَـــت مَهـــدَهُ مَلاَئِكَـــةُ اللــهِ
اختِــدَاماً يَــا حَبَّــذَا الخُــدَماءُ
وأتَتــــهُ حَليمَــــةٌ ذَاتُ ســــَعدٍ
لِســـــَعِيدٍ تُـــــرِشَّ الســــُّعَدَاءُ
فَتَلَقَّاهَــــا بِابتِســــامٍ وبِشـــرٍ
طَلـــقَ وَجـــهٍ وهَكَـــذا الفُضــَلاءُ
مِـن يَمِيـنِ الثَّـدييَنِ مَـصَّ ومَـا مَـسَّ
يَســـاراً بَـــل دامَ مِنــهُ إبــاءُ
نَظَـــراً لِلشـــَّرِيكِ ألهِــمَ عَــدلاً
وَبِـــهِ فِيـــهِ لِلأنَـــامِ ائتِســاءُ
وأَتَــت بِــهِ قَومَهَـا تَحمِـلُ المَجـدَ
أتَـــــانٌ أخفَّهَــــا الإزدِهــــاءُ
وَأوَت خَيــــراتٌ إِلَيهَـــا وحَلَّـــت
وَرَوتهَــــا شـــِياهُهَا العَجفـــاءُ
شــاؤُها دُونَ الشـَّاء تَـأتِي شـِباعاً
حُفَّلاً تَرعَــى حَيــثُ يُرعِــي الرِّعـاءُ
قَـد رَعَـت خِصـبَ اليُمـنِ فـي سَنَةٍ شَه
بــــاءَ والأرضُ كُلُّهَــــا جَـــرداءٌ
شــَبَّ أنقَـى مِـن زَهـرٍ انمَـى شـَبابٍ
وَعَجِيـــبٌ مَـــا شــَامَتِ الشــَّيماءُ
حَـــدَّثَت أن غَمامَـــةٌ فِــي هَجِيــرٍ
حَيــثُ مَـا سـَار كَـانَ مِنهَـا وِقـاءُ
شــَمسَ حُســنٍ مِـن شـَمسِ أفـقٍ أظَلَّـت
ألأصــــلٍ مِـــن فَرعِـــهِ بُرَحـــاءُ
وأتَـــت بِـــهِ عِنـــدَمَا فَطَمَتـــهُ
ظِئرُهُ والفُـــؤادُ فِيـــهِ اصـــطِلاءُ
رَغِبَــت فِيــهِ حتَّــى آبَــت وَبـاءَت
بِــهِ إذ بِالبَطحَـاءِ يُخشـَى الوَبـاءُ
وَأتَتـــــهُ لأن تُنَقِّــــيَ قَلبــــاً
بِطَهُــــــــورٍ مَلاَئِكٌ نُزَهـــــــاءُ
شـــُقَّ عَنـــهُ ولَــم يُشــَقَّ عَلَيــهِ
رُمِيَـــت مِنـــهُ مُضـــغَةٌ ســـَودَاءُ
خَتَمَتـــهُ مِـــن بَعـــدِ أن مَلأتــهُ
بِحُلِــــيِّ النُبُــــوءَةِ الكُرَمـــاءُ
فَتَبَــــدَّى بِخَـــاتَمٍ فِـــي مَحَـــلٍّ
مِنــهُ يَــأتِيهِ الــوَحيُ وَالإلقــاءُ
مِنـهُ نَـمّ مِسـكُ الخِتـامِ كَمـا نَمَّـت
بِأزهَـــارِ الـــرَّوضِ رِيــحٌ رُخــاءُ
خَشــِيَت إِذ رَأتــهُ مُنتَقِــعَ اللَّــو
نِ حَلِيمَـــــةُ أنَّهُــــم قُرَنــــاءُ
أســرَعَت بِــهِ نَحــوَ آمِنَــةٍ فَــاء
تَنَســــَت إنَّ أنســــَنَا الأبنـــاءُ
لَــم يَـزَل خَسـفُهَا إِلـى أن تَـوَارَت
بِحِجَـــابٍ حَفَّـــت بِهَـــا الأبــواءُ
حَضـــَنَتهُ أمُّ الظِّبَــاءِ رَشــاً لَــم
يَحكِـــهِ فِـــي رَقِيــقِ حُســنٍ طَلاءُ
ظَمِئَت فَــارتَوَت بِــدَلوٍ مِــنَ الأفـقِ
بِيُمـــنٍ بِـــهِ وَطَـــابَ ارتِـــواءُ
وجَلاهُ بِعَـــــاتِقٍ شــــَيبَةٌ طــــا
لِــــبَ ســــَحٍّ فَســـَحَّتِ الأرمـــاءُ
شـــَكَرَتهُ قُرَيـــشُ شـــُكرَ بِطـــاحٍ
صـــَيِّباً أنعَمَـــت بِـــهِ الأســمَاءُ
وأتـــى بِـــهِ عَمُّــهُ بَعــدَ هَــذا
مِثــلَ شــَمسٍ عَنهَـا انجَلَـت ظَلمَـاءُ
لاذَ بِــــاللهِ لِلأنامِــــلِ يُبـــدِي
فَتَبَـــــدَّت وَدِيقَـــــةٌ غَـــــرَّاءُ
خَجِلَـــت مِـــن أنَامِـــلٍ فَــأراقَت
عَرَقـــاً يَـــا حَيــاً أرَاهُ حَيَــاءُ
وبِأنوارِهَــــــا تَبَرَّجَــــــتِ الأر
ضُ وَشــــَتهَا بِلاَ يَــــدٍ أنــــواءُ
أبيَــضٌ يُستَســقَى الغَمــامُ بِــوَجهٍ
مِنــهُ فِيــهِ عَــن شــَأنِهِ أنبَــاءُ
أســـفَرَت عَنـــهُ ســَفرَتاهُ لِشــَامٍ
حَيـــثُ شـــِيمَت نُعــوتُهُ الشــَّمَاءُ
ودَعَتــهُ خَدِيجَــةٌ تَبتَغِــي عَصــمَتَهُ
وَهـــــيَ الـــــدُّرَّةُ العَصــــمَاءُ
زَهــرُ رَوضٍ مــا زَالَ فِـي كُمِّـهِ تـا
قَــــت وَحَنَّـــت لِشـــَمِّهِ زَهـــرَاءُ
قَــامَ فِــي قَــومِهِ عَفِيفـاً أمِينـاً
نُســـِيَت عِنـــدَ ذِكـــرِهِ الأمَنــاءُ
جــدَّدُوا الكَعبَــةَ الشــَّرِيفَةَ كُــلٌّ
مِنهُـــمُ فِـــي إنفَــاقِهِ أســخِياءُ
ثُـمَّ شـَحُّوا فِـي وَاضـِعِ الرُّكـنِ مِنهُم
وَبِمِثلِــــهِ تَبخَــــلُ الأســــرِيَاءُ
فأبَـــانَ حُكمـــاً بِــأن يَرفَعُــوهُ
فِــي كِســَاءٍ وَتَــمَّ مِنــهُ البِنَـاءُ
رَاجِــحُ الــذِّهنِ قَـد تَـدَرَّبَ للـوَحيِ
بِرُؤيـــاً تَجِيـــءُ وَهـــيَ ذُكَـــاءُ
بَينَمَــا هُـوَ يَعبُـدُ اللـهَ فِـي غـا
رِ حِــــرَاءٍ إِذ جـــاءَهُ الإِيحَـــاءُ
مضـــجمَعٌ لِلعُلُــومِ مَظهَــرُ أســرَا
رِ غُيُـــوبٍ عَنَـــت لَــهُ اللُّطَفــاءُ
حَلَّــتِ النُّطــقَ والمَسـَامِعَ والقَلـبَ
وَصـــــَبراً آيــــاتُهُ المَــــزَّاءُ
فـــدَعاهُم ســـِراً بِـــهِ لِرَشـــادٍ
واســـتَجابَت لمــا دَعــا رُشــدَاءُ
وأتَــاهُ مِـن بَعـدِ ذَا اصـدَع بِـأمرٍ
فَتَصـــــَدَّعَت مِنهُــــمُ الأحشــــاءُ
ســـَبَّ أوثَـــانَهُم فَطــارَت قُلــوبٌ
بِنَكِيــــرٍ وَثَــــارَتِ الشــــَّحناءُ
فَـــاحتَمى مِنهُـــم بِرُكــنٍ شــَدِيدٍ
مِـــن أبِــي طَــالِبٍ لَــهُ إِيــوَاءُ
ظَلَمُـــوا المُــؤمنِينَ مُستَضــعَفِيهِم
وَبِـــــرَبٍّ حَلاَ لَهُـــــم إِيــــذَاءُ
ثُـمَّ سـَارُوا إِلَـى النَّجَاشـِيِّ صـَارُوا
فِــي حِمَــى كُلَيـبٍ بِـهِ لَـم يُسـَاؤُا
وَمَشـــَى جَســـَّاسُ بِمَكـــرٍ وَلَكِـــن
لَــم يَنَــل خَيـراً لاَ احتَظَـى مَشـَّاءُ
واهتَـدَى الحَفـصُ حَمـزَةٌ وَأبُـو حَفـصٍ
فَأضـــحَى الهُـــدَى لَـــهُ إفشــَاءُ
أجمَعَـــت قَتلَــةَ الرَّســُولِ قُرَيــشٌ
فَحَمَـــــاهُ عِصـــــَابَةٌ حُزَمَــــاءُ
فَجَلَـــت فِــي صــَحِيفَةٍ قَطعَهُــم لاَ
غَيـــرَ إســـلاَمِهِ إِلَيهَـــا رِفَــاءُ
فَبقُـوا مَحصـُورِينَ فِـي الشـَّعبِ حَتَّى
جَهِــــدُوا وَمســــَّتهُمُ البَأســـَاءُ
قَــامَ فِــي نَقضــِهَا رِجَـالٌ ثَنَتهُـم
رَحَمَــــاتٌ هُـــم أنجُـــمٌ عَـــوَّاءُ
فأشـَارَ النَّبِيُّ أن مَا سِوَى اسمِ اللهِ
مَحـــوٌ لَــم يَبــقَ فِيهَــا خَفَــاءُ
وَجَــدُوهَا كَمَــا أشـَارَ وَهَـل يَبقَـى
مضـــعَ الحَـــقِّ بَاطِـــلٌ وَجُفَـــاءُ
وَغَـــداً كَــاتِبُ القَطِيعَــةِ مَقطُــو
عـــاً بَغِيضـــاً لَـــهُ يَــدٌ شــَلاَّءُ
وَقَضـــَى عَمُّـــهُ وَزَوجَتُــه فَاشــتَدَّ
غَـــــمٌ إذ مَــــاتَتِ الــــوُزَرَاءُ
لاحتِمَــاءٍ أتَـى ثَقِيفـاً فَلَـم تُشـقَق
بِهِـــم نُصـــرَةٌ لَـــهُ وَاحتِظَـــاءُ
بَــل أذَوهُ عَمُــوا وَصــَمُّوا كَثِيــرٌ
مِنهُـــمُ ســـَبُّوا إنَّهُـــم ســُفَهَاءُ
فَجَــرى طَائِعــاً لَــهُ مَلَــكٌ يَملِـكُ
أمـــرَ الجِبَـــالِ فِيمَـــا يَشــَاءُ
فَرَجَــا أن يَكُــونَ مِـن صـُليِهِم عَـا
بِــدُ رَبٍّ مَــا خَــابَ مِنـهُ الرَّجَـاءُ
وَعَفَــا عَنهُــم إن مَلَكــتَ فَأســجِح
مِثـــلَ هَــذَا فَليَحلــمِ الحُلَمَــاءُ
صــَمَّتِ الإنــسُ عَنــهُ وَاسـتَمَعَت جِـنّ
لِقُــــرآنٍ واســــتُجِيبَ الـــدُّعَاءُ
صـَدَّتَ أحيَـاءٌ عَنـهُ واشـتَاقَتَ امـوَا
تُ إلَيـــهِ لَهَـــا بِـــهِ إحيَـــاءُ
أنبِيـــاءٌ تَــاقَت لِلُقيَــاهُ لَمَّــا
كَــــانَ مِنـــهُ لِرَبِّـــهِ إســـرَاءُ
ســَارَ لَيلاً وَالبَـدرُ بِاللَّيـلِ يَسـرِي
وَهــوَ وَقــتٌ لِلوَصـلِ فِيـهِ انتِقَـاءُ
فَجَــــأتهُ زِيــــارَةٌ دُونَ وَعــــدٍ
فَاســتَزَادَت حُســناً وَزَانَ التِقَــاءُ
حَضــَرَتهُ الأملاَكُ يــا خَيــرَ الخَلـقِ
إلَــى الــرَّبِّ جَــلَّ مِنــكَ ارتِقَـاءُ
أنقَــتِ القَلــبِ مِنــهُ ألقَــت بِـهِ
ســِرّا وَطــابَ الإنقَــاءُ والإلقَــاءُ
وَلَـــدَى إقبَـــالٍ لِحَضـــرَةِ مَلــكٍ
وَزِيَــــارَتٍ تُســــتَجَدُّ النَّقَــــاءُ
وَأتَــت بــالبُرَاقِ يَركَبُــهُ فَـاهتَزَّ
ســــُكراً بِـــهِ وَحُـــقَّ ازدِهَـــاءُ
قَــالَ جِبرِيــلُ يَــا بُــرَاقُ تـأدَّب
فَــاعتَرَاهُ مِــن فِعلِــهِ اســتِحيَاءُ
أركَبتــــهُ وَأمســــَكَت بِرِكَــــابٍ
وَعِنَــــانٍ وهَكَــــذَا الــــوُزَرَاءُ
ثُـمَّ سـَارَت بِـهِ إلَـى المَسجِدِ الأقصَى
فَصـــــــَلَّى والأســــــرِيَاءُ وَرَاءُ
وَأتَـــت بــالمِعرَاجِ يَعــرُجُ فِيــهِ
لِطِبَـــاقٍ ســـَبعٍ بَـــدَا الإِرقَــاءُ
وَتَلَقَّتــهُ فِــي الســَّمَاوَاتِ بـالتَّر
حِيـــبِ أملاَكُ القُـــدسِ وَالأنبِيَــاءُ
ســـِدرَةُ المُنتَهَــى تَغَشــَّت بِحُســنٍ
إِذ أتَاهَــا وَلَيــسَ مِنــهُ انتِهَـاءُ
بَـل أتَـى المُسـتَوَى بِـهِ سَمِعَ الأقلاَمَ
كَـــانَ مِنـــهُ عَلَيـــهِ اســـتِوَاءُ
جَــازَ مَــا لَـم يَجُـز إلَيـهِ سـِوَاهُ
لَيــسَ يَرضـَى الجَـوزَاءَ وَهـيَ وِطَـاءُ
زَجَّ فِـي النُّـورِ مُفـرَداً خَارِقـاً حُجبَ
جَمَــــالٍ لَهَــــا الجَلاَلُ غِطــــاءُ
ثُــــمَّ أدنَـــاهُ رَبُّـــهُ وَحَبَـــاهُ
بِهِبَــــاتٍ وَزَالَ عَنـــهُ الغِشـــَاءُ
نَــالَ أســرَاراً لَــم تُكَيَّــف بِلُـبٍّ
وَلِهَـــذَا قَـــد أبهِـــمَ الإِحيَــاءُ
لَــم تَــزَل فِـي أسـتَارِهَا بَاطِنـاتٍ
مَـــا جَلاَهَـــا نُطـــقٌ وَلاَ إِيمَــاءُ
وَأطَـالَ الرُّجُـوعَ لِلَّـهِ فِـي الخَمسِينَ
عَــــادَت خَمســـاً وَدَامَ الجَـــزَاءُ
أظهَـرَ البَعـضَ حِيـنَ آبَ فَزَادَ القَومُ
بُغضـــــاً وارتَــــدَّتِ الــــرُّذَلاَءُ
لَــم يَجِــد فِيهِــمُ كَفِيلاً إِلَــى أن
لَقِيَتــــــهُ أنصــــــَارُهُ الكُفَلاءُ
بَـــايَعَتهُ وَبَــاعَتِ الــرُّوح مِنــهُ
طَــابَ بَيــعٌ لَهَــا وَطَـابَ الشـَّرَاءُ
هَـــاجَرَ المصــطَفَى إِلَيهِــمُ لَمَّــا
أن أحَــــاطَت لِقَتلِــــهِ حُرَســـَاءُ
ســـَارَ عَنهُــم وَقَــد أدرَّ تُرَابــاً
بِــــرُؤوُسٍ أودَت بِهَــــا رُؤَســـَاءُ
وَعَلِـــيُّ كَـــانَ الفِـــداءَ بِنَــومٍ
فِــي فِــرَاشٍ شـِلواً عَلَيـهِ الـرِّدَاءُ
وَأبُــو بَكــرٍ ســَارَ مَعــهُ رَفِيقـاً
وَشـــَفِيقاً تُنســَى بِــهِ الرُّفَقَــاءُ
دخَــلَ الغَــارَ قَبلَـهُ وَاقِيـاً نَفـسَ
حَبِيـــــبٍ وَهَكَــــذَا الأصــــدِقَاءُ
لَســـَعَتهُ حَيَّـــاتُ جُحـــرٍ بِرِجـــلٍ
ســَدَّهُ نَفــثُ المُصــطَفَى استِشــفَاءُ
عَمِيَـــت كُفَّـــارٌ قَفَتـــهُ فَـــوَلَّت
بِيَـــدٍ مِنهَـــا تُصـــفَعُ الأقفَــاءُ
رَفرَفَــــــت أملاَكٌ بِأجنِحَـــــةٍ وَا
قِيَـــةٍ مِثلَمَـــا وَقَتـــهُ الــرَّاءُ
رَاٌ ارخَــت عَلَـى فَـمِ الغَـارِ أكمَـا
مـــاً أرَت مِثلَمَـــا أرَت عَنكَبَــاءُ
عَنكَبَـــاءُ أبـــدَت مَطــارِفَ نَســجٍ
فَحَمَـــت مِثلَمَـــا حَمَـــت وَرقَــاءُ
وَضـــَعَت بَيضـــَهَا بِـــهِ امَّنَتـــهُ
وَلَهَــا الأمــنُ فِـي الحَـرَامِ كِفَـاءُ
ســَارَ عَنـهُ فِـي ذِمَّـةِ اللـهِ مَحفُـو
ظــاً بِــهِ تُحـدَى النَّاقَـةُ الأدمَـاءُ
رَافِلاً فِــــي أذيَــــالِ عِـــزَّةِ رَبٍّ
فَرَشـــَت خَـــدَّهَا لَـــهُ الجَــوزَاءُ
حَــلَّ فِــي خَيمَــةٍ لِعَاتِكَــةٍ ســَعدَ
ســـــُعُودٍ فَـــــدَرَّتِ العَجفَــــاءُ
مِــن بَقَايَــا وَضــُوئِهِ أطعِمَـت عَـو
ســـَجَةٌ وَانجَلَـــت لَهَـــا أفيَــاءُ
وَتَلاَهُ ســـــُرَاقَةٌ بِــــهِ ســــَاخَت
ســَابِحٌ لَــم يُنقِــدهُ إِلاَّ التِجَــاءُ
أشــبَهَت إِيوَانــاً لِكِســرَى لِهَــذَا
بِســــَوَارِيهِ كَـــانَ مِنـــهُ اجتِلاَءُ
بَشـــَّرَت نَســـمَةُ الصــَّبَا بِصــَبَاحٍ
مِـــن رَســُولٍ فاســتَيقَظَت نُــدَمَاءُ
أضـرَمَت فِي جَوانِحِ الصَّحبِ نَارَ الشَّوقِ
والصـــــَّبُّ يَعتَرِيــــهِ الصــــِّلاَءُ
وَأمَــــالَت جَوَارِحـــاً للإرتقَـــابٍ
وَارتِقَــابُ الحَبِيــبِ فِيـهِ ارتِقَـاءُ
طَلَعَــت طَلعَــةٌ لَــهُ كَهِلاَلِ العِيــدِ
ضـــَاءَت بِـــالنُّورِ مِنـــهُ قُبَــاءُ
عِنــدَمَا حَــلَّ طَيبَــةً حَــلَّ فِيهَــا
طِيــبُ عَيــشٍ لَــم تُعطَــهُ صــَنعَاءُ
زَالَ عَجــمُ الشــُّرُورِ عَنهَـا فَعَـادَت
لِســـــُرُورٍ وَدَامَــــتِ الســــَّرَّاءُ
وَبنَــاتُ النَّجَّـارِ قَـد صـَنَعَت مِنبَـرَ
مَجـــدٍ لَـــم تَرقَـــهُ الخُطَبَـــاءُ
أنشــَدَت فِــي القُـدُومِ نَحـن جَـوَارٍ
مِـن بَنِـي النَّجَّـارِ الهَنَـاءُ الهَنَاءُ
بِــالجِوَارِ اســتَعلَت وَيَــا حَبَّــذَا
مُحَمَّــدٌ مِــن جَــارٍ بِــهِ اســتِعلاَءُ
أســـَّسَ المَســجِدَ الشــَّرِيفَ وآخَــى
بَيــنَ صــَحبٍ فَطَــابَ مِنهُــم إِخَـاءُ
إنَّمَــا هُــم يَـدٌ عَلَـى مَـن سـِوَاهُم
ضـــَرَّرَ الكُفـــرُ بَينَهُــم رُحمَــاءُ
فِــي أعَــادٍ ســَرَت سـَرَايَاهُ مِنهُـم
مِثلَمَــا فِــي عَــادٍ ســَرَت نَكبَـاءُ
وَأتَــاهُم مهَنَّــدٌ مِـن سـُيُوفِ اللـهِ
مَســـلُولٌ لَـــم يَخُنـــهُ المَضــَاءُ
يَـــومَ بَــدرٍ كَــأنَّهُ شــَمسُ صــَحوٍ
قَـــد أذِيبَـــت بِحَرِّهَــا الأمعَــاءُ
دُونَ وَعــدٍ لِيَقضــِيَ اللــهُ أمــراً
كَــانَ مَفعُــولاً لَــم يُـرَدَّ القَضـَاءُ
حَصـــَبَتهُم يُمنَــاهُ شــَاهَت وُجُــوهٌ
وَعَجِيـــبٌ مَـــا أبــدَتِ الحَصــبَاءُ
حَصــَدتَهُم وَأورَقَـت شـَجَرُ مِـن سـُيُوفٍ
كَــانَ مِنهَــا عَلَــى الــرُّؤُوسِ عَلاَءُ
ظَلَّـتَ أعنَـأقُهُم لَهَا خَاضِعِينَ انتَثَرَت
مِنهُـــــمُ بِهَـــــا الكِبرِيَــــاءُ
قَــــاتَلَتهُم جُنُــــودُ رَبٍّ بِـــأرضٍ
وَســــَمَاءٍ وَغَــــرَّتِ الجِبرِيَــــاءُ
فَهُــم قَتلَــى كُبكِبُــوا فِـي قَلِيـبٍ
أو أســَارَى فِــي قَيــدِهَا ألقَــاءُ
أو نَجِــيٌّ بِــالنَّفسِ مَنــزُوقُ فِعــلٍ
عَينُـــــهُ بِالتِفَــــاتِهِ حَــــولاَءُ
مَـــا لإبلِيســـِهِم عَلَـــى عَقِبِيــهِ
نَـــاكِصٌ لَــم يَبِــن لَــهُ إِبفَــاءُ
خَــانَ عَهــداً إنَّ الخَبِيـثَ لِمَـن وَا
لاَهُ غَـــدَّارٌ مَـــا عَلَيــهِ اتِّكَــاءُ
لَبِسـُوا جِلـدَ النَّمـرِ بَعـدُ وَجَـاءُوا
أحُــــداً هَيَّجَتهُــــمُ الهَيجَــــاءُ
نَفَخَـت فِـي الخَيشُومِ مِنهُم شَياطِينُهُمُ
أغضـــــــــــــــــَبَتهُمُ الأرزَاءُ
خَــرَجَ المُصــطفَى إِلَيهِـمُ فِـي صـَحبٍ
يَـــــوَدُّونَ أنَّهُـــــم شـــــُهَدَاءُ
جَاشــَت اســدٌ عَلَــى ذِئَابِ الأعَـادِي
فَـــأعِلَّت بِمَـــا أرَاقَـــت ظِبَــاءُ
بَــل بُــزَاةٌ إِذَا تَحُـومُ عَلَـى وَكـرِ
رُؤُوسٍ غَرَابُــــــــهُ أشــــــــلاَءُ
ثُــمَّ صـَبُّوا عَلَيهِـمُ حَملَـةً حَسـَّتهُمُ
وَاشـــــتَدَّت بِهِـــــم بَأســـــَاءُ
بِبُــرُوقٍ مِــنَ الســُّيُوفِ إِذَا شـِيمَت
وَلَكِـــــن أمطَـــــارُهُنَ دِمَــــاءُ
إذ أزِلَّ الرُّمَــاةُ عَــن مَركَـزٍ لَمَّـا
رَأت أنَّ الإغتِنَـــــامَ اغتِنَـــــاءُ
لَســـَعَت شــَوكَةُ الأعَــادِي وَفِــي ذَ
لِــــكَ لِلَّــــهِ حِكمَـــةٌ ورَبَـــاءُ
جُرِحَـــت وَجنَـــةُ النَّبِـــيِّ وَشــُجَّت
جَبهَــةٌ زَهــرٌ زَالَ عَنــهُ الغِشــَاءُ
كُســـِرَت ســَنُّهُ فَيَــا حُســنَ عِقــدٍ
زَادَ بِـــالنَّقشِ حُســـنُهُ وَالبَهَــاءُ
خَـانَ عَهـداً بَنُـو النَّضـِيرِ فَـأجلُوا
وَخَلاَءُ الأوطَـــــانِ فِيـــــهِ البَلاَءُ
فِـــي مُرَيســـِيعٍ بَعـــضُ أعــدَائِهِ
قَتلَـــى وَبَعـــضٌ غَنِيمَــةٌ وَســِبَاءُ
وَأتَـــت أحـــزَابٌ تَخُـــبُّ لِحَـــربٍ
رَجَعُــوا خَاسـِئِينَ مِـن حَيـثُ جَـاءُوا
دَهَمَتهُـــم مِـــنَ الســَّمَاءِ جُنُــودٌ
وَلِنَــــارِهِم أخمَــــدَت حَــــدرَاءُ
وكَفَــى اللــهُ المُــؤمنِينَ قِتَـالاً
بَعـــدَ أن زُلزِلُــوا وكَــانَ ابتِلاَءُ
سـُنَّةُ اللـهِ فِـي الَّـذِينَ خَلَـوا مِـن
قَبـــلُ ســـَرَّاءً تَعقُـــبُ الضــَّرَّاءُ
إِذ قُرَيظَـــةُ ســـَنبَلَت بِاختِيـــانٍ
حُمُــرٌ فِــي كُفــرٍ أضـَلُّوا وَبَـاءُوا
حَصـــَدَتهُم مَنَاجِـــلٌ مِـــن ســُيُوفٍ
يَــا وَبَــالٌ ســَرَى لَهُــم وَوَبَــاءُ
وَرَأى صـــُلحاً فِـــي حُدَيبِيَـــةٍ إذ
كَــــانَ فِيـــهِ لأمـــرِهِ إبـــدَاءُ
بَــايَعَتهُ الأصــحَابُ فِيهَــا وَآبَــت
وَعَلَيهَـــا مِـــنَ الجَلِيــلِ رِضــَاءُ
يَــا لَهَـا خِلعَـةٌ لَقَـد رَضـِي اللـهُ
عَـــنِ المُـــؤمِنينَ فِيهَــا الجَلاَءُ
خُـصَّ عُثمَـانُ حَيثُ بَايَعَ عَنهُ المُصطَفى
لِلخَـــــــــواصِ خِصِّيصـــــــــَاءُ
خَرِبَـــت خَيبَــرٌ وَمَــا مَعقَــلٌ إِلا
وَألقَــــى مِفتَــــاحَهُ لاَ إبَــــاءُ
صــَعبُهَا لَــم يَصـعُب وَمَـا شـَقَّ شـَقٌّ
وَبَـــدَا فِيهَـــأ مِـــن عَلِــيٌّ عَلاَءُ
جَـــاءَهُ مَرحَـــبٌ فَقَـــالَ لَــهُ لاَ
مَرحَبــاً بالّــذِي أتَــاهُ القَضــَاءُ
يَــومَ فضـحٍ قَـد اشـرَقَت وَجنَـة مِـن
مَكَّـــةٍ وافتَـــرَّت كُـــدًى وكَــدَاءُ
إذ تَجَلَّــى بَــدرُ الدُّجُنَّـةِ فِـي هَـا
لَــةِ صــَحبٍ ضــاءت بــه الأرجَــاءُ
وَلَـــو أنَّــهُ لَيــسَ خَــالِصَ جُــودٍ
طَحَنَـــت قُريشـــاُ لَـــه أرحَـــاءُ
إِذا أحَـــاطَت بِهِــم جُيُــوشٌ وَدَارَت
بِـــدِيارٍ ضـــَاقَت بِهَــا الأنحَــاءُ
بِســـُيُوفٍ تُنِيـــرُ لَيـــلَ عَجَـــاجٍ
لِخُيُــــولٍ تَبــــدُو بِهَــــا خُيَلاَءُ
بَــل رِيــاحٍ تُثِيــرُ ســُحباً صـَهِيلٌ
رَعــــدُهُ قَــــدحٌ بَرقُــــهُ اللألاَءُ
وَغَـــذَا المُصــطَفَى بِصــَفحٍ جَمِيــلٍ
أيُّ فَضـــلٍ خَبَّـــت بِــهِ القَصــوَاءُ
قــالَ لِلقَــومِ حِيــنَ أزعَجَهُـم خَـو
فُـــهُ ســيرُوا فَــأنتُمُ الطُّلَقَــاءُ
عَجَبـــاً لِلأوثَـــانِ كَيـــفَ بِنَخــسٍ
كَــانَ مِنهَــا عَلَـى الثَّـرَى إلقَـاءُ
بِحُنَيـــنٍ عَلَـــى هَـــوَازِنَ كَــانَت
آخِـــرَ الأمـــرِ وَقعَـــةٌ قَرعَـــاءُ
إذ حُمُــوا وَاحمَــرَّ الـوَطِيسُ وَوَلَّـت
عَـــن رَســـُولٍ كَتِيبَـــةٌ خَضـــرَاءُ
هَزَمَتهُــم يَـدُ الرَّسـُولِ وكَـم تَهـزِمُ
زُرقـــاً تِلـــكَ اليَــدُ البَيضــَاءُ
أثخَنَتهُـــم حُمــرُ العَمَــائِمِ أملاَ
كُ ســـَمَاءٍ ســَرَت بِهَــا الغَــبرَاءُ
جَبَرَ اللهُ الصَّدعَ مِن بَعدِ كَسرِ القَلبِ
والجَـــبرُ بَعـــدَ كَســـرٍ يُجَـــاءُ
ثُــمَّ جَـاءُوا بَعـدَ اقتِسـامِ غَنِيمـا
تِهِـــمُ مُســـلِمِينَ لِلَّـــهِ فَــاءُوا
رَاغِبِيـنَ والعَفـوُ عِنـدَ رَسـُولِ اللهِ
مــــأمُولٌ لَـــم يُخَيَّـــب رَجَـــاءُ
فِـــي تَبُـــوكٍ تَبَــدَّتَ آيٌ وَبَــانَت
قَاصـــِعَاءُ النِّفَـــاقِ والنَّافِقَــاءُ
وَلَـــدَى أوبَـــةٍ لِطَيبَـــةَ هَبَّـــت
لِتَلَــــقٍّ وِلــــدَانُهَا والنِّســـَاءُ
أنشــَدَت ذَاتَ بَهجَــةٍ طَلَــعَ البَــد
رُ عَلَينَـــا لَـــهُ ســـَنًى وســَنَاءُ
وَانثَنَــت ذَاتَ بَهجَــةٍ مِــن ثَنِيَّــا
تِ الــوَدَاعِ تَقُــولُ طَــابَ اللِّقَـاءُ
اســبَغَ اللــهُ نِعمَـةً وَجَـبَ الشـُّكرُ
عَلَينَـــا وَحَـــقَّ مِنَّـــا الثَّنَــاءُ
وعَلَيــكَ مِـن رَبِّنَـا مـا دَعَـا لِلَّـهِ
دَاعٍ صــــــــَلاَتُهُ الســــــــَّحَّاءُ
قَـد أتَينـاكَ رَغبَـةً أيُّهَـا المَبعُوثُ
فِينَـــــا وَحَقَّـــــتِ الرَّغبــــاءُ
نَحَــنُ ســَمعٌ وطَاعَــةٌ جِئتَ بــالأمرِ
المُطَـــاعِ فَمَــا بِنَــا استِعصــَاءُ
اسـتَمالَ القُلُـوبض حُبًّا ودَاعي الحُبِّ
فِـــي المُصـــطَفَى لَــهُ اســتِيفَاءُ
أحسـَنُ النَّـاسِ خَلقـاً أحسـَنُهُم خُلقاً
وعَنــــهُ استَفَاضــــَتِ النَّعمَـــاءُ
طَبقَـــاتٌ لِلحُســـنِ فِيــهِ تَســامَت
وَبَهَـــاءٌ لَـــهُ البَهـــاءُ وِقــاءُ
ولَــوَ أنَّ الأحــدَاقَ مِــن كُـلِّ شـَيءٍ
أحــدَقَت بِــهِ لَــم يَــكُ استقِصـاءُ
لَيِّــنُ العَطــفِ فيــهِ هـامَت غُصـونٌ
فتَبَـــدَّى مِنهــا عَلَيــهِ انثِنــاءُ
رَبعَــةٌ غَيــرَ أنَّــهُ لَــم تُقَـارِنهُ
طشـــــوالٌ إلاّ وَهُــــم قُصــــَرَاءُ
ومِــنِ اكرامِــهِ عَلَــى رَبِّــهِ أنَّـهُ
لَــــم تَســــتَبِن لَـــهُ أفيـــاءُ
هُــوَ نُــورُ الأنـوارِ مَملُـوءٌ انـوا
راً فَمِـــن أيـــنَ لِلظَّلاَمِ انتِهَــاءُ
أزهَــرُ اللَّــونِ صــِيغَ مِـن ذَوبِ دُرٍّ
مَــــازَجَتهُ يَاقُوتَــــةٌ حَمــــرَاءُ
بَــل نَسـيجُ مِـن وَردِ جُـورَ وَنِسـرِينِ
نَصـــــِيبِينَ لُحمَـــــةٌ وســــَدَاءُ
رَشــحُهُ العِطــرُ كَــانَ مِــن عَــرَقٍ
يَعصــــِرُهُ لِلمُطَيِّــــبِ اســـتِغنَاءُ
أغيَـــدٌ لَكِـــن ذُو مُماســَكَةٍ قَــد
عَـــدِمَتهَا الهَيفـــاءُ والغَيــدَاءُ
وَلَـــدَى فَرقِـــهِ تَبَيَّنـــض فَجـــرٌ
بِــهِ تُبــدِيهِ اللَّيلَــةُ الــدَّأدَاءُ
وَجهُـــهُ شـــَمسُ الحُســـنِ أوقِفَــتِ
الشــَّمسُ لَــهُ وَرُدَّت فَطــالَ مَســاءُ
ولَــهُ قَــوسُ حــاجِبٍ جـلَّ عَـن رَهـنٍ
بِبَــــدرِ الجَبِيـــنِ مِنـــهُ اجتِلاءُ
شـــُقَّ مِنـــهُ بَــدرٌ يَحُــلُّ بِقَــوسٍ
لِهِلاَلَيـــنِ كَـــي يَكُــونَ اســتِوَاءُ
أهـدَبُ الشـَّفرِ أشـكَلُ الطَّـرفِ أحـوَى
إِثمِـــدُ الـــرَّاءِي عَينُــهُ الكَحلاَءُ
أشــبَهَتهُ الغِـزلانُ فِـي بَعـضِ مَعنًـى
وَبِـــهِ كَـــانَ لِلغَــزَالِ احتِمَــاءُ
أنفُـــهُ أقنَـــى يَعتَلِيــهِ ضــِيَاءٌ
بُهتَـــت فِـــي جَمــالِهِ الأوضــِيَاءُ
كَـــادَ يَحكِـــي أســِيلَ خَــدِّهِ وَردٌ
فِـي قَضـِيبٍ لَـو طَـالَ مِنـهُ البَقَـاءُ
وَلَــوِ الزَّهـرُ فِـي الأفـانِينِ مُبـدِي
شـــَنَبٍ كَـــانَ للثَّنَايَـــا كَفــاءُ
لِثَنَايَــا ثَغــرٍ تَتِيـنُ عَلَـى الجُـد
رَانِ مِنـــهُ بَـــرقٌ لَـــهُ أضــوَاءُ
لَــهُ قَــد ذُلِّلَــت نُجُــومٌ نوَشــدَّت
لاختِــــدَامٍ نِطاقَهَـــا الجَـــوزَاءُ
جِيــــدُهُ إبرِيـــقُ اللُّجَيـــنِ طِلاَهُ
ذَهَـــبٌ لــم تَظفَــر بِــهِ جَيــدَاءُ
يَـدُهُ مِثـلُ الخَـزِّ لِيناً ومِثلُ المِسكِ
رِيحــــاً وَلَمســــُهَا استِشــــفَاءُ
صــَدرُهُ قِرطَــاسٌ بِــهِ ســَطرُ مِســكٍ
قَرَأتــــهُ بِلَحظِهَــــا القُــــرَّاءُ
أخمِــصُ الرِّجــلِ قَــد تَماسـَكَ رَمـلٌ
وَطِئَتـــــهُ وَلانَــــتِ الصــــَّفوَاءُ
مُنتَقـــىً عَينُـــهُ فُـــرَارُهُ لاَحَــت
كالضـــُّحَى مِنـــهُ شـــِيمَةٌ شــَمَّاءُ
أرجَــحُ النَّـاسِ عَقلاً أنجَحَهُـم عِلمـاً
وَمِـــن فَيضــِهِ ارتَــوَى العُلَمَــاءُ
كاشـــِفٌ لِلنِّقـــابِ عَـــن لَــدُنِيَّا
تِ عُلُــومٍ لَــم تَــدرِهَا الأذكِيــاءُ
أفصــَحُ النَّـاسِ نُطقـاً أبلَغُهُـم فِـي
كَلِمَـــاتٍ عَنَـــت لَهَــا الفُصــَحَاءُ
هِـيَ فَصـلُ الخِطَابِ يَشفِي يَشفِي غَلِيلاً
مَـــا شـــَفَتهُ بِرِيقِهَـــا لَميَــاءُ
مُســتَثِيرٌ أصــحابَهُ بَــاذِراً فِيهِـمُ
حُبّــــاً وَالســــُّنبُلاَتُ اقتِفــــاءُ
جــاذِبٌ للقَلــبِ الحَدِيــدِ بِمِغنــا
طِيــسِ طَبــعٍ تُنســَى بِـهِ الأقرِبـاءُ
صـَفحَةُ الوَجهِ مِنهُ فِيهَا اصفَحِ الصَّفحَ
الجَمِيـــلَ مَكتُوبَـــةٌ لاَ انمِحـــاءُ
سـَالِكٌ فـي مَناهِـجٍ وَسـَطاً فِي السِّلمِ
ظِــــلٌّ وَفِـــي الـــوَغَى رَمضـــاءُ
إنَّمَــا يُوضـَعُ الهَنـا مَوضـِعَ النُّـق
بِ وَحَيـــثُ يُرجَـــى بِوَضــعٍ شــِفاءُ
مُظهِــرٌ بِشــراً بِالمُحَيَّـا وَقَـد يُـب
دِي مِزاحــاً طَــابَت بِــهِ الخُلَصـاءُ
فِــي وقَــارٍ وَفِــي حَيــاءٍ شــَدِيدٍ
مــا اكتَسـَتهُ فِـي خشـدرها عَـذراءُ
وإِذَا الحَـربُ أسفَرَت عَن عَبُوسِ الوَجهِ
فَهـــــوَ الضـــــَّحَّاكُ وَالأتَّــــاءُ
باســِمٌ فــي وَجــهِ العُفـاةِ مُنِيـلٌ
عَـــن عَطـــائِهِ قَــد رَوَت أســماءُ
وإِذَا أقلَعَـــت وَبَــانَ لَهَــا كَــفٌّ
رَوَى الخَلــــقَ كَفُّـــهُ المِعطـــاءُ
أجمَـــلَ اللـــهُ خُلقَـــهُ ولِهَــذَا
أحجَمَــت عَــن تَفصــِيلِهِ البُلغــاءُ
كُــلُّ ســَامٍ مِــنَ المَقامـاتِ يَسـمُو
لَــــهُ فِيـــهِ مَكانَـــةٌ قَعســـَاءُ
مَنُّـــهُ وَافِـــرٌ وقَـــد دامَ قَطــفٌ
لِجَنَـــاهُ وَلًـــم يَســُمهُ انقِضــاءُ
مُســفِرٌ عَــن أثمــارِ أفنـانِ هَـديٍ
هَصــــَرَتها الأنامِـــلُ الرَّخصـــَاءُ
وأتَتـهُ مِـن كُـلِّ فَـجٍّ وُفُـودُ السـُّودِ
والحُمـــــرِ كُلُّهُـــــم حُنَفــــاءُ
فَـرَأى النَّـاسَ يَـدخُلُونَ بِـدِينِ اللهِ
افواجــــاً واســــتَوَت عَوجــــاءُ
قَــد أقِيمَــت بِالمَاضـِيَينِ لَـهُ سـَي
فٍ وحُجَّـــاتٍ مَـــا بِهَـــا حَوجــاءُ
تَـــمّ قَصــدٌ مِــن بَعثِــهِ فَــدَعَاهُ
رَبُّـــهُ لِلَّـــذِي لَـــهُ اســـتِبقاءُ
وســـَجَى ظَـــاهِرُ البَســِيطةِ لمّــا
صــارَ فِــي بــاطِنٍ بِــهِ يُستَضــاءُ
طــابَ حَيّـاً وَمَيِّتـاً فَهـوَ فـي غَيـبٍ
وَفِــــي شـــاهِدٍ بِـــهِ الإِحيـــاءُ
هُـــوَ رُوحٌ وَســائِرُ الكَــونِ جِســمٌ
مَـــا لِجِســـمٍ بِــدُونِ رُوحٍ بَهــاءُ
وَحَيــــاةٌ لِلعــــالَمِينَ تَســـَامَت
وَبِهَـــا أحيــاءُ الــوَرَى أحيــاءُ
مَفــزَعُ الكُــلِّ يَــومَ حَشــرٍ وَنَشـرٍ
إن أحــــــاطَت مَلاَئِكٌ أقوِيـــــاءُ
مَلجَـأ العاصـِي إنِ تَطـايَرَتِ الصـُّحفُ
وَفِيهَــا مــا كــانَ مِنــهُ وَفــاءُ
وتُرِيـــهِ مـــا خَـــالَهُ حَســـَناتٍ
حَســـراتٍ مـــا مِثلُهـــا شــَوهاءُ
كُلَّمَـــا ألَمَّـــت أمُـــورٌ أغَمَّـــت
نُـــودِيَ المُصـــطَفَى فَبــانَ انجِلاءُ
بِــكَ أحظَــى رَســُولَ رَبِّــي وَأحـبى
بِســـَنى تَنجَلِـــي بِــهِ الظَّلمَــاءُ
وبِنَفســـِي إلَيـــكَ أعظَــمُ حاجــا
تٍ وَعَــن ذِكرِهَــا كَفَــانِي الثَّنَـاءُ
أعجَــزَ اللُّســنَ بَعـضُ بَعـضِ مَعـانِي
كَ وَمِـــن أيــنَ لِلحَصــَى الإِحصــاءُ
صـــَلَواتٌ عَلَيـــكَ مـــا وَدَّ ســَمعٌ
انَّ خَتــمَ المَدِيــحِ فِيــكَ ابتِـداءُ
وَتَحِيَّـــاتٌ فـــائِحٌ نَشـــرُهَا مَــا
أيقَظَـــت زَهـــرَ رَبـــوَةٍ زَهــراءُ
حمدون بن عبد الرحمن بن حمدون السلمي المرداسي، أبو الفيض، المعروف بابن الحاج.أديب فقيه مالكيّ، من أهل فاس، عرَّفه السلاوي بالأديب البالغ، صاحب التآليف الحسنة والخطب النافعة.له كتب منها (حاشية على تفسير أبي السعود)، و(تفسير سورة الفرقان)، و(منظومة في السيرة) على نهج البردة، في أربعة آلاف بيت، وشرحها في خمس مجلدات، وغير ذلك.ولابنه محمد الطالب (كتاب) في ترجمته.