
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مُعَيِّـــرَ أبنَـــاءِ فَاطِمَــةٍ
بِكِلمَتِـهِ الَّتِـي أنسـَى بِهَـا
وَمَـا كَـانَ عَـالٍ بِغَيرِ عُلاَهَا
وَمُعتَـــزشٌّ الاَّ بِأنســـَابِهَا
وَيَـا مُبدِيَ الشُّهبِ مِن كَلِمَاتٍ
لِنَفـسٍ لَـهُ كَـانَ أكـوَى بِهَا
وَمُهــدِيَ كَــأسٍ لَـهُ أسـكَرَت
وَعَربــدَ فِـي شـَمِّ أكوَابِهَـا
لَـو أنَّكَ تَعرِفُ مَا فُهتَ أصلاً
بِهَـا لَـم تَعِـب أصلَ أصلاَبِهَا
لِحَـــوطَتِهِ لِلنَّبِــيِّ وكَــانَ
بِنَـارِ أعَـادِيهِ أصـلَى بِهَـا
لَعَمـرِيَ لَـو كَان يُفدَى بِنَفسٍ
وَأهـــلٍ لَمَـــا كَـــانَ أو
وَذَلِــكَ مِــن شـِيمَةٍ لِنُفُـوسِ
مُحِبِّـــي مُحَمَّــدٍ اودَابِهَــا
بِنِسـبَتِكُم لَهُـمُ قَـد رَأسـتُم
وَإِلا لَكُنتُــم مِـنَ اذنَابِهَـا
بِهَـا لُحتُـمُ قَـابَ قَوسَينِ مِن
ثُرَيَّـا السَّمَاءِ أوَ ادنَى بِهَا
أبُــــوهُمُ قَبلَكُــــمُ وَارِثٌ
لَهَــا وَأحَــقُّ وَأربَـى بِهَـا
وَفِــي أجَعَلتُــم شـَهَادَةُ رَبِّ
لَــهُ أنَّــهُ خَيـرُ أربَابِهَـا
وكَــانَ ابنُـهُ حَسـَنٌ بَعـدَمَا
تَـوَلَّى وَقَـد كَـانَ أقوَى بِهَا
تَخَلَّــفَ عَنهَــا وَلَـولاَهُ مَـا
تَخَلَّــصَ قَـابٌ مِـنَ أقوَابِهَـا
وَلَــولاَ أخُـوهُ لَكُـم رَدَّ شـِي
عَـةً بَعـدَ ذَاكَ وَأوصـَى بِهَـا
لَمَــا جَـرَّتَ اذيَالَهَـا لَكُـم
وَمَـا ذُقتُـمُ غَيـرَ أوصـَابِهَا
أبُـو مُسـلِمٍ بِهِـمُ قَـد دَعَـا
لَكُـم ثُـمَّ كُنتُـمُ أعتَـى بِهَا
بِهِـــم نِلتُــمُ أيِّ مَنزِلَــةٍ
تَخِــرُّ البُــدُورُ بِأعتَابِهَـا
أتَـى بِمَقَـانب أحيَـت مَنَاقِبَ
فِيكُـم وَأعـدَاءً اثـوَى بِهَـا
وَأعرَاهُــمُ مِــن رِيَاســَتِهِم
فَلَــم تُهـدَ نَـارٌ لأنقَابِهَـا
فَهُـم بِالكِسـَاءِ أجَـلُّ وَأعلَى
وَأغلَـى وأتقَـى وَأنقَـى بِهَا
وإِن قَد سَبَيتُم قُلُوباً بِقُربَى
أبٍ لِلنَّبِــــيِّ وَأســـبَابِهَا
فَهُــم بِقَرَابَتِهِــم مِــن أبٍ
وَأمِّ عَلَـت قَـدراً اسـبَى بِهَا
وإن كَـانَ يُسلِيكُمُ أن سَلَبتُم
مِــنُ امِّيَـةٍ بَعـضَ أسـلاَبِهَا
فَهُـــم بِخِلاَفَتِهِــم بَاطِنــاً
أقــرُّ عُيُونـاُ وأسـلَى بِهَـا
وكُنتُــم بِظَاهِرهَـا تَعتَنُـونَ
وكَـانُوا بِبَـاطِنٍ اعنَـى بِهَا
وَقَــد قَطَفُــوا بِيَـدَي كَـرَمٍ
جَنَــى جَنَّتَيهَــا وَأعنَابِهَـا
وَهَـل فِيكُمُ مِثلُ إِدرِيسَ فِيهِم
أصـَابَ وَمَـا كَـانَ أشوَى بِهَا
وأقبَــلَ غَـربٌ وشـَرقٌ إَلَيـهِ
مِـنَ اوجُهِهَـا وَمِـنَ اشوَابِهَا
أتَـى مَغرِبـاً فَغَـذَا مُشـرِقاً
بِمَـا جَـرَّ فِيـهِ مِنَ اهدَابِهَا
أفِيكُـمُ مَـن قَـد هَـدَى هَديَهُ
بِهَـا لاَ لَعَمرِي أوَ اهدَى بِهَا
بِـهِ أرضُ زَرهُونَ تَعلُو السَّمَا
وَمَـا أرضُ صَنعَا مِنَ اترَابِهَا
بِزَرهُـونَ زُرهُ تَنَـل مَا تَمَنَّى
بِزَورَتِــهِ كُــلُّ اثـرَى بِهَـا
وَكَابنِهِ مَن قَد جَنَى زَهرَةَ ال
خلاَفَـةِ يَنـأى عَـنَ اجنَابِهَـا
وكـــانَ بِــأخلاَقٍ اهصــَرَها
صـِرٍ للرَّعَايـاَ وَأجنَـى بِهَـا
وَهَـل فِيكُمُ كابنِهِ ابنِ مَشِيشٍ
مُــديرِ الكُــؤُوسِ لأصـحَابِهَا
وقَـد ذَاقَ كَأسـاً دِهَاقاَ وَلَم
يُعَربِـد بَلَـى كَانَ أصحَى بِهَا
وكَالشـَّاذِلِيِّ الَّـذِي قَـد جَلاَ
طَرِيقَــةَ الـرَّبُّ أحبَـى بِهَـا
طَرِيقَــةَ حُــبٍّ فَسـَعداً لِمَـن
يُهَـدَّى وكَـانَ مِـنَ احبَابهَـا
وَمِثـلُ أبِـي الفَيضِ مَن دَولَةٌ
لَـهُ كُـلُّ دَولَـةٍ اعـرَى بِهَـا
وَفــوقَ الرِّقَــابِ لَـهُ قَـدَمٌ
مـنَ اعجَامِهَـا وَمِنَ اعرَابِهَا
وَمِثــلُ الجَزُولِــي دَلاَئِلُــهُ
مِـنَ الـدَّركاتِ كَمَ انجَى بِهَا
وكَـم لَـهُ مِـن تَـابِعٍ مُرشـِدٍ
مِـنَ اقطَابِهَـا وَمِنَ انجَابِهَا
وَفِــي البَـدَويِّ شـِفَاءُ كُلُـو
مِ مَرضــَى قُلُـوبٍ وَأنـدَابِهَا
بِأمنِيَــةِ الزَّائِرِيـنَ َحَيَـاةً
وَمَوتـاً مِنَ السُّحبِ أندَى بِهَا
وَكَـم لاَحَـت انـوَارُهُم وَهـدَت
لَنَـا اللهُ أهدَى وَأقرَى بِهَا
وَمَـن خَـاضَ فِـي لُجَّةِ مِن هُدىً
فَمَــا خَــاضَ ِإلاَّ بِأقرَابِهَـا
حمدون بن عبد الرحمن بن حمدون السلمي المرداسي، أبو الفيض، المعروف بابن الحاج.أديب فقيه مالكيّ، من أهل فاس، عرَّفه السلاوي بالأديب البالغ، صاحب التآليف الحسنة والخطب النافعة.له كتب منها (حاشية على تفسير أبي السعود)، و(تفسير سورة الفرقان)، و(منظومة في السيرة) على نهج البردة، في أربعة آلاف بيت، وشرحها في خمس مجلدات، وغير ذلك.ولابنه محمد الطالب (كتاب) في ترجمته.