
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
طــاوِل بِجَــدِّكَ فَالأَقــدارُ عُنــوانُ
وَاِحكُـم فَمـا لِصـُروفِ الـدَهرِ عِصيانُ
عَلَيــكَ حَــزمٌ وَأَمــرٌ نافِـذٌ وَعَلـى
ريــبِ الحَــوادِثِ تَســليمٌ وَإِذعـانُ
لَكُــم سـُعودٌ عَلـى الأَعـداءِ نافِـذَةٌ
وَفَـت لَكُـم حَيـثُ حَـدُّ السـَيفِ خَـوّانُ
تَــرى المَقاتِــلَ أَنصـاراً وَرُبَّتَمـا
أَصــغَت لِأَمــرِ المَنايـا فَهـيَ آذانُ
إِنَّ المُلـوكَ وَإِن عَـزّوا وَإِن كَثُـروا
وَخـالَفوكَ فَقَـد ذَلّـوا وَقَـد هـانوا
إِن يَحسـُدوكَ أَبـا العَبّـاسِ فَهوَ لَكُم
ذِكـــرٌ جَميــلٌ ولِلحُســّادِ أَشــجانُ
وَمـا عَلـى الشَمسِ في أَن لاحَ رَونَقُها
فَــأَنكَرَتهُ العُيـونُ الرُمـدُ نُقصـانُ
أَعَــدَّ تَوفيقُــكَ الأُســطولَ يَقـدُمُها
نَـدبٌ أَتـى المُلـكَ عَيناً وَهوَ إِنسانُ
مُحَمَّــدٌ وَكَفانــا مِــن فَـتىً هَرِمَـت
بِــهِ اللَيـالي وَقـاراً وَهـيَ شـُبّانُ
لَمّـا زَكـا غُصـُناً فـي دَوحِ سـُؤدُدِكُم
تـاهَت قَنـا الخَـطِّ لَمّـا قيلَ أَغصانُ
القــائِدُ الخَيـلَ مَجـدولاً أَياطِلُهـا
كَأَنَّمــا هِــيَ فـي الأَرسـانِ أَرسـانُ
وَالتارِكُ البيضَ مِن ضَربِ الرُؤوسِ بِها
كَأَنَّمــا هِــيَ فَـوقَ إِلهـامِ تيجـانُ
رَقَّـت حَنينـاً إِلـى الإِعجـابِ لا عَجَباً
أَن رَقَّ حُــبٌّ إِلــى الأَوطــانِ حَنّـانُ
حـامي الـذِمارِ وَنـارُ الحَربِ حامِيَةٌ
طَلـقُ المُحَيّـا وَحَـدُّ السـَيفِ غَضـبانُ
يُبكـي الصـِفاحَ نَجيعـاً وَهـوَ مُبتَسِمٌ
وَيوســِعُ الســُمرَ رِيّـاً وَهـوَ ظَمـآنُ
يَـرى الـدِماءَ عُقـاراً وَالظُبى زَهَراً
فَــالحَربُ فــي زَعمِـهِ راحٌ وَرَيحـانُ
يَرمـي بِـهِ البَحرُ في فُلكٍ زَجَرتَ بِها
طَيــراً لَهُــنَّ مِـنَ الأَلـواحِ أَبـدانُ
كَأَنَّمـا البَحـرُ مَعنـىً مُشـكِلٌ صـَدَعَت
بِهــا أَعاديــكَ أَنَّ المَـوتَ أَلـوانُ
خُضـرٌ وَدُهـمٌ وَحُمـرٌ مـا بَـدَت عَلِمَـت
بِهــا أَعاديــكَ أَنَّ المَـوتَ أَلـوانُ
فَالخُضـرُ قُضـبٌ لَهـا الأَعلامُ عَـن وَرَقٍ
لَـو أَثمَـرَت قَبلَهـا بِـالحَتفِ قُضبانُ
وَالحُمرُ يَرمي بِها المَوجُ الخِضَمُّ كَما
تَختـالُ فـي زَهَـراتِ الـوَردِ كُثبـانُ
وَالـدُهمُ تَسـتَوقِفُ الأَبصـارُ حِكمَتَهـا
كَأَنَّهــا فَــوقَ خَــدِّ المــاءِ خيلانُ
كَأَنَّمـا عَـدوُها إِثـرَ الطَريـدِ بِهـا
رَقــصٌ بِحَيـثُ صـَليلُ الهِنـدِ أَلحـانُ
بِعُصـبَةٍ أُنهِضـوا لِلمَـوتِ وَاِئتُمِنـوا
عَلـى الحِفـاظِ فَما خانوا وَلا حانوا
أَعطــافُهُم مِثـلُ مـا هَـزّوهُ مائِلَـةٌ
وُجــوهُهُم مِثــلُ مــا سـَلّوهُ غُـرّانُ
أَعطــاهُمُ الحَــزمُ أَيمانـاً مُؤَيَّـدَةً
أَنَّ الضــَلالَ ذَليــلٌ حَيثُمـا كـانوا
إِن شـِئتَ رُعـتَ بِهِم أَرضَ الشَقاءِ فَلَم
يَعضـُدهُ مِـن دَولَـةِ المَخـذولِ صُلبانُ
فَقَبلَكُــم مــا أَتـى موسـى بِـآيَتِهِ
مِصـراً فَلَـم يُغـنِ عَـن فِرعَونَ هامانُ
وَهَــل يُنــازِعُكُم مَــن عَزمُـهُ عَبَـثٌ
كَالريـحِ لَـم يُجرِهـا مِنـهُ سـُلَيمانُ
لَـولاكَ لَـم يَحسُدِ المِلحَ الفُراتُ وَلا
جُنَّــت بِسـَبتَةَ يَـومَ الفَخـرِ بَغـدانُ
قَـد طـابَ ذِكـرُكَ حَتّـى الشـَهدُ مُطَّرَحٌ
وَفـاحَ حَتّـى اِسـتُبينَ المِسكُ وَالبانُ
وَالنـاسُ شـَتّى أَعـادٍ فـي مَـذاهِبِهِم
لَكِنَّهُــم فـي هَـواكَ اليَـومَ إِخـوانُ
يَـــأوي لِظِلِّـــكَ مَحمِـــيٌّ وَمُطَّــرَدٌ
كَــالرَوضِ يَرتــادُهُ ظَــبيٌ وَسـِرحانُ
وَيَشــتَهي جــودَكُم مُــثرٍ وَذو عَـدَمٍ
كَــالخَمرِ يَعشــَقُها صــاحٍ وَنَشـوانُ
مَلِـكٌ فَـتى البَـأسِ كَهلُ الرَأيِ مُتَّضِحٌ
عـالي الذُؤابَـةِ رَحـبُ الباعِ يَقظانُ
أَغَــرُّ لِلجــاهِ مِنــهُ مَنطِــقٌ سـَدَدٌ
إِلـى الصـَوابِ وَبَعـضُ الجـاهِ إِلحانُ
كَأَنَّمــا النــاسُ أَلفـاظٌ لَهُـنَّ بِـهِ
رَفـــعٌ وَخَفــضٌ وَتَحريــكٌ وَإِســكانُ
مِـن كُـلِّ قَـولٍ لَـهُ فَصـلٍ يُصـيبُ بِـهِ
وَكُــلِّ فِعــلٍ لَــهُ بِالعَـدلِ ميـزانُ
وَكُــلُّ وَقــتٍ رَبيــعٌ مِــن خَلائِقِــهِ
وَكُــلُّ رَوضٍ بِـهِ فـي الطيـبِ بُسـتانُ
حَمــلُ الأَمانَــةِ هَيِــنٌ فـي سـَجِيَّتِهِ
وَهَـــل يحُـــسُّ حَصــاةً فيــهِ ثَهلانُ
إِذا تَكَلَّــمَ أَصـغى الـدَهرُ مُسـتَمِعاً
كَمــا يُصـيخُ لِـداعي المـاءِ ظَمـآنُ
كَأَنَّمــا بُردَتــا أَثــوابِ هَيبَتِــهِ
كِسـرى وَيَأخُـذُ عَنـهُ الـرَأيَ لُقمـانُ
جَــزى الإِســاءَةَ بِالحُسـنى مُسـامَحَةً
حَتّــى تَخَيَّــلَ أَنَّ الــذَنبَ قُربــانُ
يــا دَهـرُ شـُدَّ عَلَيـهِ كَـفَّ ذي مِقَـةٍ
وَاِبخَـل بِـهِ إِنَّ بَعـضَ البُخـلِ إِحسانُ
وَأَنـــتَ مُتَّهَـــمٌ إِلّا عَلَيــهِ فَهــا
عَلِــقَ بِــهِ ســَبتَةَ تَحظـى وَتَـزدانُ
إبراهيم بن سهل الإشبيلي أبو إسحاق.شاعر غزل، من الكتّاب، كان يهودياً وأسلم فتلقّى الأدب وقال الشعر فأجاده، أصله من إشبيلية، وسكن سبتة بالمغرب الأقصى. وكان مع ابن خلاص والي سبتة في زورق فانقلب بهما فغرقا.