
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
وداعـاً أيّهـا القلبُ الحزينُ
وصــبراً كــل مقضــيّ يكـون
ولا تجـزع إذا فـارقت إلفـا
نـأى وأبـانه الزمن الخؤون
سـيبدلك اجتماعـا بعـد بـي
فعقــبى كــل تحريـك سـكون
جمـال الدين إن تبعد فنومي
حكـاك فليـس تعرفـه الجفون
فنـار البين تضرم في فؤادي
ودمعـي تسـتهلّ بـه الشـؤون
وددت فـراق روحـي عن فراقي
لشخصـك كـان إذ روحـي تهون
خلـوت وقد رحلت من العطايا
فـدهري ليـس لـي منـه مُعين
واضـحت أربـع الجدباء قفرا
مـن العليـاء فالأيـام جـون
ومـن لـم يبـك بعـدك لاسقاه
مـن النعمـاء مـدراء هتـون
ولـو إني استطعت صحبت سعيا
ركابــك إنّنــي بكـم قميـن
عمـرت بجـود كفّـك في فؤادي
وداداً لا تغيّـــرهُ الشــؤون
وأرغمـت الأعـادي بالعطايـا
فشــكري عنـد جـودكم رهيـن
فمـا أرجـو سـواك ومن أرجي
وكـل فـتى بمـا يحـوي ضنين
ورأفيـك فـي ملمات الرزايا
إذا مــا أعضـلت رأيٌ رصـين
فمـا لـك مشـبه والخلـق كلّ
لكــلّ منهــم أبــدا قريـنُ
ومــن يـأتي بأجـدادٍ كـرامٍ
وجـدّك أحمـد الثقـة الأميـن
هـدى للحـقّ هـذا الخلق طرّا
نـبيّ اللّـه والسـر المصـون
وحيـدر والبتـول الطهر حقّا
همـا أبـواك والنبأ المبين
نجـوت بهـم ففـي الأولى ملاذ
وفي الأخرى همُ السبب المتين
ومـن يفخر بفوة في البرايا
فخـرت وعنـد همّتـك الفنـونُ
ولـم تسـمع بمثلكم البرايا
ولـم تنظـر شـبيهكمُ العيونُ
ومـن ذا يسـتطيع لكم مديحا
إذا ذكرتــه ياســينُ دنـونُ
جمـال الدين إن حاولت شيئاً
مـن الأشـياء فـاطلبه يكـون
وأنّــى أمّ عزمكــم مكانــا
فسـهل الأرض دونـك والحـزون
كـأنّ لكـم على الأقدار حكما
مطاعـا أو لكـم منهـا يمين
أقـام نـداك سـوقا للمعالي
وأنبـاء الزمـان لـه زبـون
ولـولا جـود كفّـك لـم تصـدّق
من العافين في الدنيا ظنون
أودعكــم وأودعكــم فـؤاداً
لــودّك لا يضــيع ولا يخــون
وقـال اللـه حادثة الليالي
ولا برحـت لـك الـدنيا تعين
فلـم يـأت الزمان لكم بمثلٍ
ولا يـأتي بـه مـن بعـد حينُ
إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن علي بن هبة الله بن يوسف بن نصر بن أحمد اللخمي القابوسي، من ولد قابوس الملك ابن المنذر بن ماء السماء، أبو إسماعيل، المعروف بابن دنينير.شاعر، كان في خدمة الأمير أسد الدين أحمد بن عبد الله المهراني، وله فيه مدائح، واتصل سنة 614 بخدمة الملك الكامل ناصر الدين محمد ابن العادل أبي بكر محمد بن أيوب، المتوفى سنة 635 هـ، له (ديوان شعر)، سافر إلى الديار المصرية والبلاد الشامية وامتدح جماعة من ملوكها وكبرائها، وكان سيء العقيدة يتظاهر بالإلحاد والفسق، ووجد في أوراقه كلام رديء في حق الله سبحانه وتعالى وكفريات وأهاج في الملوك، فأخذه الملك العزيز عثمان ابن الملك العادل، وصلبه في السبيتة (قلعة قريبة من بانياس).وله عدا ديوانه، كتب، أحدها في (علم القوافي)، وكتاب (الشهاب الناجم في علم وضع التراجم)، و(الفصول المترجمة عن علم حل الترجمة).