
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
صـبح الجـبين وليل شعرك قد غدا
تيهـا للناس بين الضلالة والهدى
وفيـك خمـر لـم يـذقها ذو هـوىً
إلا وراح مــن الغــرام معربـدا
يـا مـن علـى حبّيـه أضحت أسرتي
مـع ما أعاني في الهوى لي حسّدا
كـم قـد أطعـت على هواك صبابتي
وعصــيت فيــك مغنّفــا ومفنّـدا
مـا رحـت مـن صـدّ وتيـهٍ متهمـاً
إلا ورحــت مـن الصـبابة منجـدا
قـد رشـت من الخطات طرفك أسهما
وشـهرت مـن بيـن الجفـون مهنّدا
وهـزَزتَ الـدنا بـالقوام لمهجتي
فـتيقّنت أن قـد أتيح لها الردى
كـن كيـف شـئت فلا عـدمتك مالكا
زنــي ولا فــارقت فيــك تجلّـدا
مـاذا أحاذرهـا فراقـك والنـوى
والسـقم في جسدي وقد شمت العدى
مـا زلـت وعـدل لي بوصلك في غد
فغـدا الزمـان ولم أجد فيه غدا
تــروم قتلـي فـي هـواك تعمّـدا
صـدا ولـم أنقـع بوصـلك من صدق
دعنـي أكابـد فيك من برح الهوى
حرقــاً شــببت ضـرامها فتوقّـدا
إن كنــت تجحـدني دمـا أجريتـه
فسـل الجفـون فإنهـا لـن تجحدا
لا تســكفنّ دمــي بغيــر جنابـة
وتـروح مـن إثمـي غـدا متقلّـدا
فمحلّــتي تعلـو السـماك وهمـتي
جـازت علاء فـي المعالي الفرقدا
إنـا بنومـاء السـماء سـما بنا
سـامي الـذرى حسبا وطبنا مولدا
أيامنـــا مشـــهورة وحلومنــا
وعلومنـا وعطاؤنـا يـوم النـدى
ولقـد حلبـت الـدهر أشـطرهُ وجر
ربــت الأنـام بـه ثنـا وموحّـدا
وبلـوتهم طـرا فمـا ظفـرت يـدي
بمحمّـــد حــتى لقيــت محمّــدا
فـإذا اظفـرتَ بـه فحسـبك سـيّدا
وبمجـدهِ العـالي فـدونك سـوددا
نظــرا لزمــان فعـاله فمقـاله
هـذا المـدى من دونه قطع المدى
خلقــت لـه فـي المكرمـات خلائق
يهدي العفاة بها إلى سبل الهدى
اللّـــه عظّمـــه وشــيّد مجــدهُ
وبنـى لـه بيـت الفخـار وشـيّدا
ملــك إذا آلتبـت مـذاهب سـؤدد
كشـفت العمايـة بـالنوال وسدّدا
قـد راح شـمل المجـد منه مجمدا
لمـا غـدا شـمل اللهـى متبـدّدا
يـا أيهـا الملك الجواد ومن به
حـادي الرفاق غدا الغداة مغرّدا
مـا زال لـي أملـي اليك مناجياً
حـتى أتيـت نزال عن قلبي الصدا
قـد طـال عهـدي بانتظـاري منكمُ
فأعــادهُ دهــري لــديك مجـدّدا
خــذها تحيّــة مخلــص فــي ودّه
صـافي الضمير إذا الوداد تنكّدا
يرمــي عــداتكمُ بحــدّي مقصــل
ذرب غــدا عنــد القـال مجـرّدا
وإذا نظمــت قلائدي فــي وجهــةٍ
راح الزمـان لمـا أنظّـم منشـدا
إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن علي بن هبة الله بن يوسف بن نصر بن أحمد اللخمي القابوسي، من ولد قابوس الملك ابن المنذر بن ماء السماء، أبو إسماعيل، المعروف بابن دنينير.شاعر، كان في خدمة الأمير أسد الدين أحمد بن عبد الله المهراني، وله فيه مدائح، واتصل سنة 614 بخدمة الملك الكامل ناصر الدين محمد ابن العادل أبي بكر محمد بن أيوب، المتوفى سنة 635 هـ، له (ديوان شعر)، سافر إلى الديار المصرية والبلاد الشامية وامتدح جماعة من ملوكها وكبرائها، وكان سيء العقيدة يتظاهر بالإلحاد والفسق، ووجد في أوراقه كلام رديء في حق الله سبحانه وتعالى وكفريات وأهاج في الملوك، فأخذه الملك العزيز عثمان ابن الملك العادل، وصلبه في السبيتة (قلعة قريبة من بانياس).وله عدا ديوانه، كتب، أحدها في (علم القوافي)، وكتاب (الشهاب الناجم في علم وضع التراجم)، و(الفصول المترجمة عن علم حل الترجمة).