
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يـا ابْنَ الغَطَارِفَةِ الْأًشْرَافِ عَنْ كثبِ
حَـامِي الشـَّرِيعَةِ بـالْأًَقْلاَمِ وَالقُضـُبِ
خَيـرُ الوَصَايَا وَصَايَا مَن لَهُم ثَبَتَت
وِرَاثَـةُ الرُّسـلِ في الأَنبَاءِ والكُتب
أَوصـَيتَنِي بِـأبِي خَيـرِ الرِّجَالِ أَباً
مُقَـوِّمِي فِـي شـَبَابِي عُمـدَتِي نَسـَبِي
خَــالِي مُحَمَّــد المَحمُــود شـِيمَتُه
جَـلَّ المُهَيمِـنُ كَـم أَولاَهُ مِـن رُتَـبِ
لَـو مُثِّـلَ المُهتَـدُونَ الأَوَّلُـونَ هُدىً
لَمَثَّـلَ الصـّحبَ فـي أَثوَابِهَا القُشُبِ
نُعمَــاهُ عِنـدِي لاَ تُحصـَى وأَيسـَرُهَا
غِــذَاءُ رُوحِــي وَالجُثمَـانِ بِـالأَدَب
ألقَـى بِرَوعِـي مِـن آي القُرآنِ كَمَا
ألقَـى الأَمِيـنُ بِـرَوعِ سـَيِّدِ العَـرَبِ
لَمَّـا رَأَى غُربَتِـي فـي أرضٍ تَادِلَـةٍ
وَمَـا أُقَاسـِيهِ مِـن حُـزنِ وَمِـن حَربِ
جَـاءَت مَراحِمُـهُ تَجـرِي إلَـى رَحِمِـي
رَغمـاً عَلَـى الضّعفِ وَالإِقلاَلِ وَالنَّصَبِ
لَــولاَ صــِغَارٌ كَـأفرَاخٍ عَلَـى جَبَـلٍ
مِــن كُـلِّ مُنقَطِـعٍ بِـالغَربِ مُغتَـرِبِ
لَســِرتُ لِلخَـالِ لاَ أَلـوِي عَلَـى أَرَمٍ
سَعياً عَلَى الجَوِّ لاَ سَعياً عَلَى التُّربِ
وَلاَ أُبَــالِي إذا مَــا حَـلَّ بَينَكُـمُ
أَكَــانَ عِنـدَ أَخٍ أم كَـان عِنـدَ أَبِ
فَــأنتُمُ أنتُــمُ والشــَّيخُ عِنـدَكُمُ
صـِهرٌ وَشـِيخٌ مَكَـانَ القُـربِ والقُرَبِ
محمد البيضاوي بن عبد الله بن محمد بن أمانة الله بن الأمين الشنكيطي.علامة أديب، كان رمزاً متميزاً في الذاكرة الشعرية المغربية زمن الحماية ومعلماً من معالمها البارزين، فقد أوتي قدرة فائقة على قول الشعر وصياغة قوافيه، فأبدع فيه لوحات شعرية خالدة تفيض رقة وعذوبة. ولد في بلدة جوك بمنطقة تكانت جنوب بلاد شنقيط في بيت علم وصلاح ينتهي نسبه إلى جاكان جد قبيلة تجكانت.حفظ القرآن وتعلم مبادئ اللغة والإعراب والصرف والتاريخ وهو ابن إحدى عشرة سنة على أمه خديجة بنت البيضاوي، رحل إلى السمارة مجاوراً الشيخ ماء العينين ومنها إلى مراكش سنة 1326هـ، ومنها إلى فاس وتنقل بين مصر والحجاز وهو في كل ذلك طالب للعلم والأدب.كان جريئاً مقداماً، كريماً محباً للطرب، مشاركاً في العلوم، كانت ثقافته شنقيطية قروية أزهرية فرنسوية.توفي في مراكش ودفن فيها.