
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
تَعـالَى اللـه ذُو العَرشِ المَجيدُ
هُــوَ القَهَّـارُ يَفعَـلُ مَـا يُرِيـدُ
يُبِيـد العَـالَمِينَ بِقَـولِ بيـدُوا
ويُحيــي مَـن يَشـَاءُ كَمَـا يُبِيـدُ
قَضــَاءُ اللــهِ لَيــسَ لَـهُ مَـرَدٌّ
وَيُحييـى مَـن يَشـَاءُ كَمَـا يُبِيـدُ
وَمَــا مِــن حَــادِثٍ إِلاَّ ســَيَفنَى
وَإِن هُــوَ غَـرَّهُ الأمَـلُ البَعِيـدُ
وكُـــلُّ مُجَـــددٍ يَبلَــى وأنَّــى
يَــدُومُ مَـعَ الجَدِيـدَينِ الجَدِيـدُ
وكيــفَ يَطيــبُ لِلفُطَنَــاءِ عَيـشٌ
وكــلُّ النــاسِ مَرجِعُهُــم صـَعِيدُ
وَقَـد نَصـَبَت حَبَائِلَهَـا المَنَايَـا
لَهُــم وَالصــِّيدَ أَوَّل مَـا تَصـِيدُ
صــُرُوفُ حَــوادِثِ الأَيــامِ تَصـحُو
لَهَـا السـَّكرَى وَتَنتَبِـهُ الرُّقُـودُ
فكَـم مَلَـكَ الألَـى سادُوا وَشَادُوا
وَكَــادُوا أن يَكُـونَ لَهُـم خُلُـودَ
فَبَـادَ المُلـكُ وانقَضـَت اللَّيالي
وَعَــادَ يَبَابـا القَصـرُ المَشـِيدُ
فــأين مُلُــوكُ أنــدُلُسٍ ومِصــرٍ
وَحِميــر وَالمعَاقِــلُ والجُنُــودُ
ومَــا عَــادٌ بَنَتــهُ بكُـلِّ رَيـعٍ
وَمَــا نَحَتَتــهُ مِـن جَبَـلٍ ثَمُـودُ
وقَيصــَرُ أيــنَ نَــادِيهِ وكَِسـرَى
دُعُـوا قسـراً فَلَبَّـوا حِينَ نُودُوا
ولَـم يَنظُـر لعِـزِّ المُلـكِ مُوسـَى
وَلاَ مِــن بَعــدُ هَـارونُ الرَّشـيدُ
ولاَ المَنصــُورُ قَبــلُ وَلاَ أخُــوهُ
وَلــم يَنــجُ الوليـدُ وَلاَ يَزِيـدُ
وُجُـودُ الخَلـقِ فـي الدُّنيَا فَنَاءٌ
فَمَــا فِـي هَـذِه الـدُّنيَا وُجُـودُ
وَأنفَـعُ مَـا لَـهُ الإِنسـانُ يَسـعَى
سـَدَادُ القَـولِ والعَمَـلُ السـَّدِيدُ
لكَــي يَلقَـى بِـه ذُخـراً حَميـداً
ويَبقَـــى خَلفَــهُ ذِكــرٌ حَمِيــدُ
ومــن تَـركَ المـآثرَ كَـانَ حَيّـاً
ولــو ضــَمَّت جَــوانِبَهُ اللُّحُـودُ
وحُكـمُ المَـوتِ عَـدلٌ في التَّساوي
وَلاكِـــنَّ القَضــَاء بِــهِ شــَدِيدُ
عـزاءً يَـا بَنِـي الهَـادِي فَرَبِّـي
بِـــآلِ البَيـــتِ غفَّـــارٌ وَدُودُ
وَصــَراً يَــا بَنِــي حَسـِنٍ جَمِيلاً
لِرُزئِكُـــمُ وَإِن عَظُــمَ الفَقِيــدُ
فَــإِن أَمســَى بِرَوضــَتِهِ وَحِيـداً
كَمَـا فـي العِلـم مَنصـِبُهُ وَحِيـدُ
فكَـم قَـادَ الجُنُـودَ إِلَـى جُنُـودٍ
وَرَفــرَفَ فَــوقَ هَـامَتِهِ البُنُـودُ
وَكَـم صـَعَدَ السـَّرِيرَ عَلَى اعتِزَازٍ
وَطَأطَــأَ تَحــتَ أخمَصـِهِ العَنِيـدُ
وَنِيطَــت مِـن يَـوَاقِيتِ المَزَايَـا
بشــأَجيَادِ الزَّمَــانِ لَـهُ عُقـودُ
وحِيكَـت مِـن سـَدَى الأَمـدَاحِ فيـهِ
لِمَــا يُســديهِ مِـن هِبَـةٍ بُـرُودُ
بَنَــت هِمَّــاتُهُ مَجــداً طَرِيفــاً
وَشــَيَّد مَــا لَـهُ بَنـتِ الجُـدُودِ
فَكَانَـــا تَـــوأمَينِ بِرَاحَتَيــهِ
طَريـفُ المَجـدِ والمَجـدُ التَّلِيـدُ
إذَا مَــا مَـاتَ فِـي بَلَـدٍ مَجِـديٌ
رَثَـاهُ الشـَّاعِرُ الـذَّرِبُ المُجِيـدُ
وذَا المَلِكُ الكَرِيمُ لَهُ عَلَينَا ال
يَــدُ الَيضـَاءُ والفَضـلُ المَدِيـدُ
وَمَــن كَثُـرَت أَيَـادِيهِ امتِنَانـاً
قَلِيــلٌ فِــي مَرَاثِيــهِ القَصـيدُ
فَســَل مَــالاَ أَفَـادَ بـه رِجَـالاً
وعِلمـــاً آخَرِيــن بِــه يُفيــدُ
ونَظرَتُــهُ بِهَـا الـوَطَنُ اسـتتَبَّت
مَـــآمِنُهُ وإن جَهـــلَ البَلِيــدُ
فَــإن حُصــِرَت لِمُعضــِلَةٍ صــُدُورٌ
جَلاَهَــا ذِهنُــهُ الفَطِـنُ الحَدِيـدُ
وَإن أَكـــدَت لِنَائِبَـــةٍ كِــرَامٌ
ســَمَّاهاَ مِــن نَـدَى كَفّيـهُ جُـودُ
نَعَـى عَبـدَ الحَفِيـظِ لَنَـا بَريـدٌ
ببَـــاريزٍ فَلاَ كَـــان البَريــدُ
وَجَــاءَ الفُلــكُ يَحمِلُـهُ فَكَـادَت
بِلاَدُ الغَــربِ مِــن جَــزعٍ تَمِيـدُ
فَــــــأفئِدةٌ مُوَلَّهَـــــةٌ وَرَايٌ
مُنكّســــَةٌ وآمــــاقٌ تَجُــــودُ
وَمَشــهَدُنَا الإِمضـامَ عَلَـى وَقَـارٍ
يُشـــَيِّعُهُ تَحُــفٌّ بِــهِ الوُفــودُ
بِــهِ خَـفَّ المُصـَابُ وَكَيـفَ نَأسـَى
وَنَحنُلِـــوَجهِ ســـَيِّدِنَا شـــهُودُ
يَســِيرُ ورَاءَ نَعـشِ العَـمِّ يَـدعُو
لَـــهُ وَدُعَــاءُ مَولاَنَــا رَشــِيدُ
وَســِرُّ تَرَجُّــلِ الســُّلطَانِ قَصـداً
وَهُــوَّ عَلَـى ذُرَى العَليَـا قَعِيـدُ
يُرِيهِـــم أَنَّـــهُ لِلَّـــهِ عَبــدٌ
وَقَــد غَفَلَــت عَـنِ اللـهِ عَبِيـدُ
تَوَاضــَعَ فِــي ســِيَادَتِهِ وَقـدماً
يَزِيـنُ حُلَـى التَّواضـُعِ مَـن يَسُودُ
وَقَــامَ إِلَــى رعَايــةِ كُـلِّ بِـرٍّ
فَطَـابَ لَـهُ عَلَـى العَـرشِ القُعُودُ
وَمَهَّــدَ للعُلَــى ســبلاً صــِعاباً
فَأســنِمَةُ الســَّنَاءِ لَــهُ مُهُـودُ
فَـــدُمتُم آلَ اســمَاعيلَ شــُهباً
لَهَــا فِــي كُــلِّ دَاجِيَـةٍ وَقِيـدُ
سـَعَادَتُكُم تَـدينُ لَهَـا النَّواصـِي
حَيــــاتُكُمُ وَمَيتُكُـــمُ ســـَعِيدُ
محمد البيضاوي بن عبد الله بن محمد بن أمانة الله بن الأمين الشنكيطي.علامة أديب، كان رمزاً متميزاً في الذاكرة الشعرية المغربية زمن الحماية ومعلماً من معالمها البارزين، فقد أوتي قدرة فائقة على قول الشعر وصياغة قوافيه، فأبدع فيه لوحات شعرية خالدة تفيض رقة وعذوبة. ولد في بلدة جوك بمنطقة تكانت جنوب بلاد شنقيط في بيت علم وصلاح ينتهي نسبه إلى جاكان جد قبيلة تجكانت.حفظ القرآن وتعلم مبادئ اللغة والإعراب والصرف والتاريخ وهو ابن إحدى عشرة سنة على أمه خديجة بنت البيضاوي، رحل إلى السمارة مجاوراً الشيخ ماء العينين ومنها إلى مراكش سنة 1326هـ، ومنها إلى فاس وتنقل بين مصر والحجاز وهو في كل ذلك طالب للعلم والأدب.كان جريئاً مقداماً، كريماً محباً للطرب، مشاركاً في العلوم، كانت ثقافته شنقيطية قروية أزهرية فرنسوية.توفي في مراكش ودفن فيها.