
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
سـِر شـَطرَ مُرَّاكُـشٍ يَـا أيُّهَـا الحَادي
تَنحُـو التُّهَـامِيَّ عِـزَّ المغرب الحَادِي
خَيـــر الــوُلاَةِ إِذَا هَبَّــت شــآمِيّةٌ
وَقَضـــقَضَ الجَـــوُّ أَحيَــاءً بِصــُرَّادِ
أَلمنهـــلُ العَــذبُ لاَ مــن يُكَــدِّرُهُ
لِصــــَادِرٍ حَاضـــِر أو وَاردٍ بـــادِ
والعُــرفُ منـهُ كفـى لِلمُخلِصـِينَ لَـهُ
والبــأس مُحتَـدِماً لِلخَـائِنِ العَـادِي
إذَا وقَفَــتَ بِبَــابٍ قُــدَّ مِــن كَـرَمٍ
وهَيبَــةٍ نَــادِه يَــا سـَيّدَ النَّـادِي
أأنـتَ الـذي خَضـَعَت شـُمُّ الأنُـوفِ لَـهُ
وَطأطَــــأت رَأسُ عُمَّــــالِ وَقُـــوَّادِ
تَرجُـو نَـدَاكَ وتَخشـَى اللَّيـثَ مُنقَبِضاً
يَا مَورِدَ المَوتش بَل يَا مَورِدَ الصَّادِي
كَــم مِــن كَمِـيٍّ عَزيـزٍ فِـي فَصـِيلَتِهِ
مُجَـرِّبِ البَطـشِ فـي الهَيجَـاءِ مِصـرَادِ
تَركتَـــهُ خَامِــداً تمكُــو فَريصــَتُهُ
كَـــأَنَّ أثـــوَابَه بُلَّـــت بِفِرصــادِ
ثُــم انثَنيــتَ بِجَــأشٍ ثــابتٍ جَـذلٍ
تُزجِــي أســَارَاكَ فِـي دُهـمٍ وأَصـفَادِ
حقِيقــة البــاشَ فِـي مُرَّاكُـشٍ وُضـِعتُ
عليــكَ وهــيَ مجــازٌ عنــدَ أفـرادِ
إِن فَــاخَرُوكَ فَقَــد طَاشــَت حُلُـومُهُم
أو حـــاربُوكَ فصَمصـــامٌ بمرصـــَادِ
أَيــنَ الوِهَـادُ مِـنَ الأَطـوَادِ شـَامِخَةً
واللَّيـثُ مـن ثعلَـبٍ والبحرُ من وادِي
طَلَبتُـمُ العِـزَّ أَحقَابـاً مَتَـى زَهـدُوا
وكيـــــفَ تُعــــدَلُ طلاَّبٌ بزُهَّــــادِ
وَسُسـتُمُ المُلـكَ أيقَاظـاً وَقَـد رَقَدُوا
ومَـــن يُقـــارِن أيقاظــاً برُقَّــادِ
عَلَّقتُــمُ الجـدَّ فـي أَجيـادِكُم دُرَراً
وعلَّــقَ القــومُ سفســافاً بأجيــادِ
وَلاَ يُقَـاسُ طَرِيـقُ المَجـدِ لَـو عَرَفُـوا
يــومَ الفَخَــارش بمَجـدٍ تََالـدٍ عَـادِ
فَتِـه عَلَـى مَـن تَـوَلَّى الأمـرَ مُبتَدِعاً
بســـُنَّة الإرث مِـــن جَـــدٍّ لأجــدَادِ
هَــذَا جاهُــك والمَـالُ العَرِيـضُ وأَه
لُ الأرضِ مــا بيــنَ خُــدَّامٍ وحُســَّادِ
تشــدُو بــذكرِكَ افريقَــا وسـاكِنُها
وَفـي أرُبَّـا يُغنِّـي الهـاتِفُ الغـادِي
ولَـــن يُشــادَ بزهــراءٍ وزُخرُفِهَــا
لمَّــا أشــادَ بِبُسـتانٍ لـكَ الشـَّادِي
بنَيـتَ للرِّفـدِ والفـنِّ الجميـلِ معـاً
قصـــراً مثابَـــةَ ســـواحٍ وقُصــَّادِ
عُــربٌ وعجــمٌ مــنَ الآفــاقِ قاربَـةٌ
إلَــــى الجلاَو زرافـــاتٍ وآحـــادِ
قَصــرٌ إِذَا وقــفَ التاريــخُ بِنظُـرُهُ
يظــلَّ يســخَرُ مـن كِسـرَى ومِـن عـادِ
والــدِّينُ دينُــك لَـم تأخُـذكَ لائِمَـةٌ
مُشــمِّراً آخــذاً مِــن أَربَـحِ الـزادِ
كـم دمعَـةٍ لـكَ جـوف اللَّيـلِ جارِيَـةٍ
خوفـاً مـنَ اللـهِ أو لُطفـاً بأعبـادِ
ودورَةٍ لَــكَ حــولَ الــبيت صــادِقَةٍ
وعِنـدَ قـبرِ النـبيِّ العَـاقِبِ الهادي
ما أحسَنَ الدِّينَ والدُّنيا إِذَا اجتَمَعَا
لكامِـــلٍ عَبقَـــرِيٍّ الفكــرِ نقَّــادِ
وصــارِمٍ حاســِمٍ بَــل وابــلٍ مُهطِـل
وقــــائِمٍ راكِـــعِ لِلَّـــه ســـجَّادِ
ومُخلِـــصٍ لا يُــرائَي فــي عِبــادتِه
إِذا تكــــــوَّنَ مخلافٌ بمِيعــــــادِ
لـو كـانَ للوَحي من بَعدِ الرَّسُولِ نُزُو
لٌ جَــاء ذكـرُك فـي نُـونٍ وفـي صـَادِ
حـقٌّ علـى العصـرِ أن يُملَى مديحُكَ مِن
فـمِ المُـذيعِ السَّمِيعِ المُسمِعٍِ الرَّادِي
فــاللهُ يُبقيــكَ للبُلــدانِ تكلأهَـا
وتُغــدِقُ الــبرَّ مِــن بشـرٍ وإِرفَـادِ
وَقــرَّ عَينــاً فَمَـا شـيَّدتَ مِـن شـَرَفٍ
بَـــــاقٍ لآلِــــكَ أَولادٍ وأَحفَــــادِ
وَلا أُوَافِيــكَ حَقّــاً لَـو أَطَلـتُ فَهَـا
أَنَـا أُتَمّثـمُ فـي ذا البَيـتَِ إنشَادي
محمد البيضاوي بن عبد الله بن محمد بن أمانة الله بن الأمين الشنكيطي.علامة أديب، كان رمزاً متميزاً في الذاكرة الشعرية المغربية زمن الحماية ومعلماً من معالمها البارزين، فقد أوتي قدرة فائقة على قول الشعر وصياغة قوافيه، فأبدع فيه لوحات شعرية خالدة تفيض رقة وعذوبة. ولد في بلدة جوك بمنطقة تكانت جنوب بلاد شنقيط في بيت علم وصلاح ينتهي نسبه إلى جاكان جد قبيلة تجكانت.حفظ القرآن وتعلم مبادئ اللغة والإعراب والصرف والتاريخ وهو ابن إحدى عشرة سنة على أمه خديجة بنت البيضاوي، رحل إلى السمارة مجاوراً الشيخ ماء العينين ومنها إلى مراكش سنة 1326هـ، ومنها إلى فاس وتنقل بين مصر والحجاز وهو في كل ذلك طالب للعلم والأدب.كان جريئاً مقداماً، كريماً محباً للطرب، مشاركاً في العلوم، كانت ثقافته شنقيطية قروية أزهرية فرنسوية.توفي في مراكش ودفن فيها.