
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
تشـــكَّكتُ شـــَكّاً لمــوتِ مُحــمَّ
دِ الشــاعِرِ الســَّاجِعِ النَّــاثِرِ
وقُلــتُ ضــلالاً نُهَــى الشـَّاعِرينَ
مُخلَّـــدَةُ الجِســـمِ والخـــاطِرِ
وَبَعـــدَ ذهُــولٍ أخَــذتُ أُهَــروِ
لُ فِــي أثَــرِ العـالِمِ السـَّائِرِ
فلَـــــم أرَ إِلاَّ النُّهَــــى مَلأَت
دَواوِيـــنَ مِـــن جَســَدٍ غــابِرِ
ومــرَّت مَــعَ الجِســمِ لا تَنثَنـي
إِلَــى الاَبَــدِ البـاطِنِ الظَّـاهِرِ
فَـأَينَ امـرُؤُ القَيـسِ أَينض زُهَيرٌ
وَأَيــنَ البقــاءُ مِـنَ العـامِرِي
وَأَيــنَ الفَــرَزدَقُ أَيــنَ جِريـرٌ
وَمَــــن للخَلائِفِ مِـــن شـــاعِرِ
وأَيـــنَ الفطاحِــلُ مِــن جِلِّــقٍ
ومـــا راعَ مِـــن أَدَبٍ زاهِـــرِ
وأَيـــــنَ بلاَبِــــلُ أَنــــدَلُسٍ
وداخِلُهــــا وأَبُــــو عـــامِرِ
مُحمَّــد كيــف رَأيــتُ الفِــراقَ
مِــنَ الأهــلِ والوَلَــدِ النَّـادِرِ
وكيــفَ تركــتَ نـوادِي العُلُـومِ
وذكــــرَى الأوامِـــرِ والآمِـــرِ
وهل فِي القُبُورِ حديثُ النُّبُوغِ الَّ
ذِي شــاعَ فِــي الزَّمَـنِ الحاضـِرِ
وَهـل علِمُـوا أنَّنَـا بَيـنَ مَن غَا
صَ فِــي لُجَــجِ اليــمِّ أَو طَـائِرِ
وهــل عرفُـوا عامِـلَ الكهربـاءِ
ومــا فِيــه مِـن قُـوَّةِ القـاهِرِ
وَهــل يســمعُونَ زُقـاءَ القطـارِ
وجَعجَعَـــة الفُلُـــكِ المـــاخِرِ
وَهــل أنــتَ تزمِـعُ أن لا تعـودَ
إلَينــا عَلَــى شـوقِنا البـاهِرِ
وأنـتَ الـوفيُّ التَّقِيُّ وقطع المُحِ
بِّيــــنَ للغــــادِرِ الفـــاجِرِ
أَمِ الصـَّبرُ والشـُّكرُ أيضـا هُناكَ
فيالَـــكَ مـــن صــابِرٍ شــاكِرِ
فكــم كُنــتَ تصــبِرُ للنَّكبَــاتِ
مِــنَ الزَّمَــنِ الفاتِـكِ الجـائِرِ
وتبســـُط للوافـــدِينَ عليـــكَ
رِداءً مِـــنَ الكـــرَمِ الطــاهِرِ
وتضـــحَكُ ســرّاً وجهــراً كــأنَّ
كَ فــي حُلَــلِ السـَّالِمِ القَـادِرِ
وتخـــدُمُ قومَـــكَ والــدَّولَتَينِ
وتنفُــثُ فِــي القَلَــم السـَّاحِرِ
وجِســـمُكَ مـــن عِلَّــةٍ وازوِرارٍ
تُــــؤلِّمُهُ نظــــرَةُ العـــاذِرِ
يمينــــاُ بنظمِـــكَ مـــن أوَّلٍ
وأُخـــرَى بشــعرِكَ فِــي الآخِــرِ
لأنــتَ كَــأيُّوبَ فــي الصـَّابِرِينَ
وَمَــا ســامِعُ الضــُّرِّ كالنَّـاظِرِ
أَبَـا جنـدَرٍ ضـاعَ نفـعُ الصـَّدِيقِ
ونفعُـــكَ للحاســـِدِ المـــاكِرِ
فإِنَّــكَ تتبَــعُ صــوتَ الضــَّمِيرِ
وتعمـــلُ للعـــالمِ الســـَّاتِرِ
وتصـــفَحُ عـــن لامـــزٍ آفـــكٍ
وتُعـــرِضُ عـــن جاهِــلٍ ســادِرِ
بَكَــاكَ يـراعُ العَلِيـمِ الحكيـمِ
بــدمعِ الأَسـَى السـَّاخِنِ الهـامِرِ
لُغــاتُ الحِجـازِ لبِسـنَ الحِـدَادَ
عَلَـى النـابِغِ الناقِـدِ المـاهِرِ
ســلامٌ عليــكَ ربيــبَ المعــارِ
ومِــن خلِّــكَ المُخلِــصِ القاصـِرِ
محمد البيضاوي بن عبد الله بن محمد بن أمانة الله بن الأمين الشنكيطي.علامة أديب، كان رمزاً متميزاً في الذاكرة الشعرية المغربية زمن الحماية ومعلماً من معالمها البارزين، فقد أوتي قدرة فائقة على قول الشعر وصياغة قوافيه، فأبدع فيه لوحات شعرية خالدة تفيض رقة وعذوبة. ولد في بلدة جوك بمنطقة تكانت جنوب بلاد شنقيط في بيت علم وصلاح ينتهي نسبه إلى جاكان جد قبيلة تجكانت.حفظ القرآن وتعلم مبادئ اللغة والإعراب والصرف والتاريخ وهو ابن إحدى عشرة سنة على أمه خديجة بنت البيضاوي، رحل إلى السمارة مجاوراً الشيخ ماء العينين ومنها إلى مراكش سنة 1326هـ، ومنها إلى فاس وتنقل بين مصر والحجاز وهو في كل ذلك طالب للعلم والأدب.كان جريئاً مقداماً، كريماً محباً للطرب، مشاركاً في العلوم، كانت ثقافته شنقيطية قروية أزهرية فرنسوية.توفي في مراكش ودفن فيها.