
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
سـَرَاةَ المغـربِ الأَقصـَى استَعدُّوا
وَجـدَّوا فـي فِعَـالِ الخيـرِ جِدُّوا
ألَســنَا جِيــرةً وَعَلَــى تُــرَابٍ
وَيَجمَعُنَــا بَنِــي الإِنســَانِ جَـدُّ
نَـرَى المسـكِينَ فِـي ضـيقٍ وَضـَنكٍ
ونَحــنُ نَـرُوحُ فِـي رَغـدٍ وَنغـدُو
فَقِيـرُ الكُـوخِ فِـي الأَسمَالِ يَبكِي
ومُـثرِي القَصرِ في الفَضفَاضِ يَشدُو
لََقَــد عَــضَّ الزَّمَــانُ بِنَاجِـذَيهِ
أُنَاســاً عَــاجِزِينَ وَمَــرَّ يَعـدُو
بِكُـــلِّ طَرِيقَـــةٍ وَبِكُــلِّ بَــابٍ
عُفَــــاةٌ تَســــتَمِدُّ وَلا تُمَـــدُّ
أرَامِـلُ فِـي القُـرَى كَعَدِيـدِ طِيسٍ
وَأُخــرَى فــي القَبَـائِلِ لاَ تُعـدُّ
فَهَـذَا الجُـوعُ يَنتَهِـبُ البَرَايَـا
وكَــم جُــوعٍ خَفِــيٍّ لَيـسَ يَبـدُو
سَقَى اللهُ اللِّجَانَ وَمُنشِئييهَا الّ
ذيــنَ تَــألَّبُوا عَضــُداً وَشـَدُّوا
كِرَامـاً فِـي المغَـارِبِ لاَ تُبَـارَى
إِذَا مَــدَّ الكِـرَامُ يَـداً وَمَـدُّوا
وَســـَيِّدَةُ المقِيـــمِ ومَحســِنَاتٌ
يَلــذُّ لَهُــنَّ فـي الإِحسـَانِ سـُهدُ
أَدِر بِمَســَامِعِي مِنهَــا حَــدِيثاً
فَــإِنَّ حِكَايَــةَ الحَســَنَابِ شـُهدُ
تُجَاهِـــدُ لِليَتِيـــمِ ولَلأيَــامَى
فَبَيــنَ البَائســِينَ وَهُــنَّ عَهـدُ
لَهَـا فِـي الفَتـحِ مَرحَمَـةٌ وَعَطـفٌ
وَفِـي المَرسـَى وَفِي الحَمرَاءِ رِفدُ
تُخَلِّــدُ لِلنِّســَاءِ جَمِيــلَ ذِكــرٍ
ومَعـرُوفُ الغَـوَانِي البِيـضِ خُلـدُ
فَهَــل بِالعُــدوتَينِ نَـرَى وفـاسٍ
مَشــَارِيعا تقــومُ بِهِــنَّ دَعــدُ
وَتَرغَـبُ فـي المعَـأرِفِ والمزَايَا
جَـــوَارِي المســلمِينَ وَلا تُصــَدُّ
نَصــُونُ عَـنِ البنَـاتِ دُرُوسَ عِلـمٍ
أَبَيــنَ بَنَاتِنَــا وَالعِلــمِ ضـِدُّ
إذَا كَــــانً الحَلاَئِل جَــــاهِلاَتٍُ
فَمَـا فـي البَّيـتِ والأَنجَـالِ سَعدُ
وإِن وَعَــظَ الخطِيــبُ ذَوِي عَنَـادٍ
فلَيـسَ بِوَاقِـعٍ فِـي القَلـبِ سـَردُ
جَـزَى اللـهُ الحُكُومَـةَ عَن رَعَايَا
أنَــاخَ بِرزِقهَــا قَحــطٌ وَصــَلدُ
لَقَــد شــَرَحَ المقيـمُ لِكُـلِّ وَالٍ
بِـــأنَّ وَظِيفَـــهُ ســَهَرٌ وجُهــدُ
فَأسِّســَت المَلاَجِىــءُ بِــالنَّوَاحِي
وَهُيىــءَ للضــَّعِيفِ بِهِــنَّ مَهــدُ
جُمُــوعٌ تَســتَنِيرُ بِــرَأيِ فــردٍ
وَمَــا عَجَبِـي لِـذَا فـاللَّه فـردُ
محمد البيضاوي بن عبد الله بن محمد بن أمانة الله بن الأمين الشنكيطي.علامة أديب، كان رمزاً متميزاً في الذاكرة الشعرية المغربية زمن الحماية ومعلماً من معالمها البارزين، فقد أوتي قدرة فائقة على قول الشعر وصياغة قوافيه، فأبدع فيه لوحات شعرية خالدة تفيض رقة وعذوبة. ولد في بلدة جوك بمنطقة تكانت جنوب بلاد شنقيط في بيت علم وصلاح ينتهي نسبه إلى جاكان جد قبيلة تجكانت.حفظ القرآن وتعلم مبادئ اللغة والإعراب والصرف والتاريخ وهو ابن إحدى عشرة سنة على أمه خديجة بنت البيضاوي، رحل إلى السمارة مجاوراً الشيخ ماء العينين ومنها إلى مراكش سنة 1326هـ، ومنها إلى فاس وتنقل بين مصر والحجاز وهو في كل ذلك طالب للعلم والأدب.كان جريئاً مقداماً، كريماً محباً للطرب، مشاركاً في العلوم، كانت ثقافته شنقيطية قروية أزهرية فرنسوية.توفي في مراكش ودفن فيها.