
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
دع الـدنيا فمـا دار الفنـاء
بأهـــل للمـــودة والصــفاء
مـتى تصـفو وتصـفيك الليـالي
وقــد كــوت مــن طيـن ومـاء
تروقــك فــي مسـرتها صـباحا
وتطـرق بالمسـاءة فـي المساء
تنـــاهي كــل ذي أمــل فهلا
لعينـك يـا شـباب مـن انتهاء
وفــازت فــي سـعادتها نفـوس
وليتـك لـو قصـرت عـن الشقاء
فـويلي مـا أشـد اليـوم ضعفي
وأعصـــاني لجبــار الســماء
ويـا خجلـي ولـم أعبـء بـذنب
واهــل مــودتي أهـل العبـاء
هـداة اللـه خـص بهم لواء ال
هـدى والحمـد بـورك مـن لواء
كفتهـم انمـا في الذكر فاكفف
فعنـك لهـم بهـا خيـر اكتفاء
أريــد بــأن أوّفيهـم ثنـاءاً
وان عــزّوا وجلـوا عـن ثنـاء
فــاذكر مـن مصـائبهم مزايـاً
تــولهني فانشـج فـي الرثـاء
قضــوا مـا بيـن مقتـول بسـم
ومحـزوز الوريـد مـن القفـاء
برغــم الـدين أولاد الزوانـي
تشــفت مــن ذراري الأنبيــاء
تعــاوت مــن معاويـة عليهـم
كلاب الكفــر مــن دان ونــاء
يزيــد بهــم يزيـد ظلام ظلـم
فينقــص مــن نجـوم الأوصـياء
ولا يـــوم أشـــد بلا وكـــرب
كيـــومهم بعرصـــة كـــربلاء
غــداة أتــت تحـف أبـا علـي
فـوارس مـن بنـي عمـرو العلاء
تســارع كالشـهاب إلـى هيـاج
وتثبـت كالهضـاب لـدى اللقاء
وتطلــع كالبــدور مشعشــعات
تعـوم مـن الحديـد ببحـر ماء
تسـوق الظعـن عزمتهـا وتحدوا
إذا ضــربت بــذكر أو دعــاء
أبـوا إلا إلـى العـز انتساباً
فليــس لهــم أب غيـر الإبـاء
وان وقفــوا بمعــترك وضـاقت
بجيــش عــداهم سـعة الفضـاء
تهــب ريــاح بأسـهم فتغـدوا
رؤوس القــوم فيهـا كالهبـاء
بحــرب لـم يـدع مـن آل حـرب
ســوى ذكــر تجــزى أو شـقاء
بـه قبل المنى ذاقوا المنايا
وقبـل النـار صـاعقة السـماء
أمـام امـامهم ثبتـوا ضـرابا
تــرّد القـوم عنـه إلـى وراء
وحيـن قضـوا حقوقـاً كـان كـل
بهــا عنــد البلا حسـن البلاء
دعا بهم إلى الفردوس داعي ال
كرامــة فاســتجابوا للـدعاء
وخــروا بيــن منعفــر جـديل
علـى الرمضـا وآخـر بـالعراء
وقــام السـبط بينهـم مـثيراً
لهـم وهـم علـى وجـه الـثراء
ينـادي أيـن عنـي يا حماة ال
هــدى ورعــاة حــق الاهتـداء
وأيـن فـوارس الهيجا وأهل ال
وفــا وليـوث اخـوان الصـفاء
وفيتـم يـا كـرام ومـذ قضيتم
قضـى أسـفا لكـم كـرم الوفاء
رحلتـــم نعمــا وتركتمــوني
أكابـد مـا أكابـد مـن عنـاء
رحلتــم للنعيـم فيـا جزاكـم
بهـا خيـر الجزا مولى الجزاء
وضــل عميــدكم فـرداً أحـاطت
بــه زمــراً جمــوع الأشـقياء
بجيــش ضــاق رحـب الأرض عنـه
فعجـت بالعجـاج إلـى السـماء
يطــارد منهــم سـبعين الفـا
طــراد الضـاريات قطيـع شـاء
سـطا غضـبان فـانهزمت نجـاءاً
تظــن لهــا نجــاةً بالنجـاء
فمـا فـانوا وأدركهـم فباتوا
بســيف عــاث فيهـم بالوبـاء
تطيــر قلـوبهم رعبـا وضـربا
رؤوســهم تطـاير فـي الهـواء
ولمــا شــاءت الأقـدار شـيئاً
وقـال السـبط أنـت وما تشائي
غــدا غرضـا تمزقـه سـهام ال
عـدى عـن قـوس بغـي واعتـداء
تقطــر قلبــه ظمــأ وتــروى
بــه عســالة الأســل الظمـاء
فـوا لهفـي خضـيب الشيب يمسي
علــى ظمــأ غريقـاً بالـدماء
ويــا لهفـي عليـك أبـا علـي
عــن الأهليـن والأوطـان نـائي
ويـا لهفـي عليـك وأنـت ملقى
علـى الغـبرا ثلاثـا بـالعراء
ويـا لهفـي لجسـمك والعـوادي
تجــول عليـه مسـلوب الـرداء
ويـا لهفـي تشـع على العوالي
رؤوســكم بأوجههــا الوضــاء
امهتـوك الخبـا والهـف نفسـي
عليــك وأنــت مسـبي النسـاء
بـرزن مـن الخـدود منشرات ال
شــعور عليـك تجهـش بالبكـاء
دعــت ببنـي لـوي وهـي صـرعى
علـى الغـبرا منكسـة اللـواء
وأنتــم يـا بنـي مضـر سـبات
ونحـن نسـير أسـرى في السباء
وتهتــف يـابن والـدها مغيـث
الصـريخ مجيـب واعيـة النداء
لئن رحـت ابن ساقي الحوض عنا
فمــن يغـدو علينـا بالسـقاء
وصــبيتكم تلـوب ظمـا وتـروى
بحـد السـهم مـن قبـل الرواء
خبـا لهـف الحفـاظ وذي علينا
العـدى بالخيـل تهجـم للخباء
سـبايا يـا سـرايا الحي تسري
حرائركــم ربيبــات الخبــاء
فكــم مــن نسـوة حنـت لطفـل
وكـم طفـل يحـن إلـى النسـاء
وكــم سـلبت حجـول مـن حجـال
وكـم ضـربت وسـبت فـي السباء
وليـس سـوى العليـل لها كفيل
ومـاذا بالعليـل مـن الغنـاء
تناهضــه عــداه بــأي حمــل
وينهضـــه ظنـــاه بــأي داء
وســبق مقيـداً مـن فـوق عجـف
النيــاق بلا غطــا وبلا وطـاء
فيـا زيـن العباد فدتك جل ال
عبــاد وليــس تصـلح للفـداء
لئن قادونــك للطـاغي أسـيراً
وآل اللَـــه حولــك كالامــاء
فلـن تخفـى وهـل بالشـمس إلا
علـى العيـن المريضة من خفاء
ويـا شـلت يـداً أولتـك سـوءاً
ومـا هـي مـن عبيـدك بالسواء
ويــا عقــرت ركـائب سـيرتكم
إلـى الشـام المشومة في عناء
محمد حسين بن علي بن الرضا بن موسى بن جعفر كاشف الغطاء.مجتهد إمامي، أديب من زعماء الثورات الوطنية في العراق، من أهل النجف، كان من الكتاب الشعراء، الدعاة إلى الوفاق بين المسلمين، انتهت إليه الرياسة في الفتوى بعد وفاة أخيه (أحمد بن علي)، وكان من أعضاء (المؤتمر الإسلامي) في القدس، سنة 1350هـ.صنف كتباً كثيرة منها: (الدين والإسلام- ط)، و(الآيات البينات- ط) خمس رسائل، و(الوجيزة- ط) فقه، و(المراجعات الريحانية- ط)، و(التوضيح في بيان ما هو الإنجيل ومن هو المسيح- ط)، و(أصل الشيعة وأصولها- ط)، و(عين الميزان- ط) رسالة في الجرح والتعديل، و(ملخص الأغاني- خ)، و(النفحات العنبرية- خ)، و(رحلة إلى سورية ومصر- خ)، و(ديوان شعر- خ)، وقصد إيران،مستشفياً، فتوفي بها ونقل إلى النجف.