
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
فـي القلـب حـر جـوى ذاك توهجهه
الــدمع يطفيـه والـذكرى تـؤججه
أفـدي الألـى سـحراً أسرى بهم ظعن
وراه حــاد مــن الأقـدار يزعجـه
ركــب علـى جنـه المـأوى معرسـه
لكــن علـى محـن البلـوى معرجـه
مثـل الحسـين تضيق الأرض فيه فلا
يـدري إلـى أيـن مـأواه ومـولجه
ويطلـب إلا مـن بالبطحا وخوف بني
ســفيان يقلقــه عنهــا ويخرجـه
وهـو الـذي شرف البيت الحرام به
ولاح بعـد العمـى للنـاس منهجهـه
يـا حـائراً لا وحاشـا نـور عزمته
بمـن سـواك الهـدى قـد شع مسرجه
وواسـع الحلـم والـدنيا تضيق به
ســواك إن ضـاق خطـب مـن يفرجـه
ويـا مليكـاً رعايـاه عليـه طغـت
وبالخلافــــة بـــاريه متـــوّجه
يا عارياً قد كساه النور ثوب سنا
زهـا بصـبغ الـدم القـاني مدبجه
يـا ري كـل ظمـا واليوم قلبك من
حـر الظمـا لـو يمس الصخر ينضحة
يـا ميتـا بـات والـذاري يكفنـه
والارض بــالترب كــافوراً تـؤرجه
ويـا مسيح هدى للراس منه على ال
رمــاح معــراج قـدس راح يعرجـه
ويـا كليمـاً هوى فوق الثرى صعقا
لكـن محيـاه فـوق الرمـح ابلجـه
ويـا مغيـث الهـدى كم تسغيث ولا
مغيـــث نحــوك يلــويه تحرجــه
فــأبن جــدك والأنصـار عنـك ألا
هبــت لــه أوسـه منهـم وخزرجـه
وأيــن فرسـان عـدنان وكـل فـتى
شـاكي السـلاح لـدى الهيجا مدججه
وأيـن عنـك أبـوك المرتضـى أفلا
يهيجــه لــك اذ تــدعو مهيجــه
يـروك بـالطف فـرداً بين جمع عدى
البغــي يلجمــه والغــي يسـرجه
تخـوض فـوق سـفين الخيـل بحر دم
بــالبيض والســمر زخـار ممـوجه
حاشـا لوجهـك يـا نور النبوة أن
يمســي علـى الأرض مغـبراً مبلجـه
وللجــبين بــأنوار الامامـة قـد
زهــا وصــخر بنــي صـخر يشـججه
أعيـذ جسـمك يـا روح النـبي بأن
يبقـى ثلاثـاً علـى البوغـا مضرجه
عـار يحـوك له الذكر الجميل ردى
أيــدي صــنائعه بـالفخر تنسـجه
والــراس بالرمـح مرفـوع مبلجـه
والثغــر بـالعود مقـروع مفلجـه
حـديث رزء قـديم الاصـل اخـرج إذ
عــن الالــى صـح اسـناداً مخرجـه
لكـن أميـة جـاءته كـم بأخبث ما
كـانت علـى ذلـك المنـوال تنسجه
ســرت بنسـوتكم للشـام فـي ظعـن
قبــابه الكـور والاقتـاب هـودجه
مــن كــل والهـة حسـرى يعنفهـا
علـى عجـاف المطـى بالسير مدلجه
كـم دملـج صـاغه ضرب السياط على
زنـدى بايـدي الجفاة ابتز دملجه
ولا كفيـل لهـا غيـر العليـل سرت
ترثـي لـه ألـم البلـوى وتنشـجه
تشـكو عـداها وتنعـى قومها فلها
حـال مـن الشـجو لف الصبر مدرجه
فعيهــا بشــجي الشــكرى تـؤلفه
ودمعهــا بــدم الأحشــاء تمزجـه
ويـدخل الشجو في الصخر الاصم لها
تزفـر مـن شـظايا القلـب تخرجـه
فيــا لارزائكـم سـدت علـى جزعـي
بابـاً مـن الصـبر لا ينفـك مرتجه
يفـر قلـبي مـن حـرّ الغليـل إلى
طـول العويـل ولكـن ليـس يثلجـه
أود أن لا أزال الــدهر انشــؤها
مراثيـاً لـو تمـس الطـود تزعجـه
ومقـولي طلـق فـي القـول أعهـده
لكــن عظيــم رزايــاكم تلججلـه
ولا يـزال علـى طـول الزمـان لكم
فـي القلـب حـر جـوى ذاك تـوهجه
محمد حسين بن علي بن الرضا بن موسى بن جعفر كاشف الغطاء.مجتهد إمامي، أديب من زعماء الثورات الوطنية في العراق، من أهل النجف، كان من الكتاب الشعراء، الدعاة إلى الوفاق بين المسلمين، انتهت إليه الرياسة في الفتوى بعد وفاة أخيه (أحمد بن علي)، وكان من أعضاء (المؤتمر الإسلامي) في القدس، سنة 1350هـ.صنف كتباً كثيرة منها: (الدين والإسلام- ط)، و(الآيات البينات- ط) خمس رسائل، و(الوجيزة- ط) فقه، و(المراجعات الريحانية- ط)، و(التوضيح في بيان ما هو الإنجيل ومن هو المسيح- ط)، و(أصل الشيعة وأصولها- ط)، و(عين الميزان- ط) رسالة في الجرح والتعديل، و(ملخص الأغاني- خ)، و(النفحات العنبرية- خ)، و(رحلة إلى سورية ومصر- خ)، و(ديوان شعر- خ)، وقصد إيران،مستشفياً، فتوفي بها ونقل إلى النجف.