
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أقــوت فهــن مـن الأنيـس خلاء
دمــن محــت آياتهــا الأنـواء
درســت فغيـرت البلـى فكأنمـا
طــارت بشــمل أنيسـها عنقـاء
يـا دار مقريـة الضـيوف بشاشة
وقـراي منـك الوجـد والبرحـاء
عبقــت بتربــك نفحــة مسـكية
وسـقت ثـراك الديمـة الوطفـاء
عهــدي بربعـك آنسـا بـك آهلا
يعلــوه منـك البشـر والسـراء
وتــرى ربوعـك للنـواظر أثمـد
والعقـد حلـي ضـيائك الحصـباء
قد كان مجتمع الهوى واليوم في
عرصـــاته تتفـــرق الأهـــواء
أخنـى عليـه دهـره والـدهر لا
يرجـى لـه بـذوي الوفـاء وفاء
أيـن الـذين يبشـرهم وبنشـرهم
يحيـا الرجـاء وتـأرج الأرجـاء
ضـربوا بعرصـة كـربلاء خيـامهم
فأطـــل كـــرب فوقهـــا وبلاء
لِلّــه أي رزيــة فــي كــربلا
عظمــت فهــانت دونهـا الأرزاء
يـوم بـه سـل ابـن أحمد مرهفا
لفرنـــده بــدجى الــوغى لألاء
وفــدى شــريعة جــده بعصـابة
تفـدى وقـل مـن الوجـود فـداء
صـيد إذا ارتعـد الكمـي مهابة
ومشــت إلـى اكفائهـا الاكفـاء
وعلا الغبـار فـأظلمت لـولا سنا
جبهاتهــا وســيوفها الهيجـاء
عشت العيون فليس إلا الطعنة ال
نجلا وإلا المقلـــة الخوصـــاء
زحفـوا إلـى ورد المنون تشوقا
حــتى كــأن مماتهــا الاحيـاء
عبســت وجـوه عـداهم فتبسـموا
فرحـا واظلمـت الـوغى فاضاءوا
فلهــا قـراع السـمهري تسـامر
وصــليل وقـع المرهفـات غنـاء
يـأبي لهـا مـن أن تشـم مذلـة
أنـــف أشـــم وهمــة قعســاء
يقتــادهم للحــرب أروع ماجـد
صـعب القيـاد علـى الابـا أباء
صــحبته مــن عزمــاته هنديـة
بيضـــاء أويزنيـــة ســـمراء
تجري المنايا السود طوع يمينه
وتصــرف الاقــدار حيــث تشـاء
ذلــت لعزمتـه القـروم بموقـف
عفــت بــه آباءهــا الانبــاء
بفــرائص رعــدت وهامـات همـت
مــذ لاح بــارق سـيفه الوضـاء
ولئن تنكـر فـي العجاج فطالما
شــهدت بغــر فعـاله الهيجـاء
مـن أبيـض نـثر الـرؤوس وأسمر
نظمــت بســلك كعـوبه الاحشـاء
كـره الحمـام لقـاءه فـي معرك
حســدت بــه أمواتهـا الاحيـاء
بـأبي أبـي الضـيم سـيم هوانه
فلـواه مـن ورد الهـوان إبـاء
وتـألبوا زمـراً عليـه تقودهـا
لقتــاله الاحقــاد والبغضــاء
فسـطا عليهـم مفـرداً فثنـت له
تلـك الجمـوع النظـرة الشزراء
يـا واحـداً للشـهب مـن عزماته
تســري لــديه كتيبــة شـهباء
ضـاقت به سعة الفضا على العدى
فــتيقنوا مـا بالنجـاة رجـاء
فغــدت رؤوســهم تخـر امـامهم
فــوق الــثرى وجســومهن وراء
تسـع السـيوف رقابهم ضربا وبا
لأجســام منهـم ضـاقت البيـداء
مـازال يفنيهـم إلى أن كاد أن
يـأتي علـى الإيجـاد منـه فناء
لكنمــا طلــب الإلــه لقــاءه
وجـرى بمـا قـد شـاء فيه قضاء
فهـوى علـى غبرائهـا فتضعضـعت
لهــويه الغــبراء والخضــراء
وعلا السـنان برأسه ف لصعدة ال
سـمراء فيهـا الطلعـه الغـراء
ومكفــن وثيــابه قصـد القنـا
ومغســل ولــه الميــاه دمـاء
ظــام تفطـر قلبـه ظمـأ وبـال
حملات منــه ترتــوي الغــبراء
تبكـي السـماء دماً له أفلا بكت
مــاءاً لغلــة قلبــه الأنـواء
والهـف قلـبي يـابن بنـت محمد
لك والعدى بك ادركوا ما شاءوا
فلخيلهــا أجســامكم ولنبلهـا
أكبــادكم ولقضــبها الاعضــاء
وعلـى رؤوس السـمر منكـم أرؤس
شــمس الضـحى لوجوههـا حربـاء
يـابن النـبي أقـول فيك معزياً
نفسـاً وعـز علـى الثكـول عراء
مـا غـض مـن علياك سوء صنيعهم
شـرفاً وان عظـم الذي قد جاءوا
ان تمـس مغـبر الجـبين معفـراً
فعليـك مـن نـور النـبي بهـاء
او تبـق فـوق الأرض غيـر مغسـل
فلـك البسـيطان الـثرى والماء
أو تغتـدي عـار فقـد صنعت لكم
بــرد العلـى الخطـي لا صـنعاء
أو تقضـي ظمآن الفؤاد فمن دما
أعــداك ســيفك والرمـاح رواء
فلـوان أحمد قد رآك على الثرى
لفرشــن منــه لجسـمك الأحشـاء
أو بـالطفوف رأت ظماك سقتك من
مـاءه المـدامع أمـك الزهـراء
يـا ليـت لا عـذب الفرات لوارد
وقلــوب أبنــاء النـبي ظمـاء
كـم حـرة نهـب العـدى أبياتها
وتقاســـمت احشـــاءها الأرزاء
تعـدو وتـدعو بالحماة ولم يكن
بسـوى السـياط لهـا بحاب دعاء
تعـدو فـان عادت عليها بالعدى
عـدو العـوادي الجرد والعدواء
هتفـت تـتير كفيلهـا وكفيلهـا
قـد أرمضـته في الثرى الرمضاء
يا كعبة البيت الحرام ومن سمت
بهـم علـى هـام السما البطحاء
لِلّــه يــوم فيـه قـد أمسـيتم
أســراء قـوم هـم لكـن طلقـاء
حملـوا لكم في السبي كل مصونة
وسـروا بها في الأسر أني شاءوا
ثكلـى تحـن لشـجوها عيس الفلا
وتـرق إن نـاحت لهـا الورقـاء
تنعـى ليـوث اليأس من فتيانها
وغيوثهــا عــن عمـت البأسـاء
رقـدوا وليـس بعزمهـم من قدرة
وغفـوا ومـا فـي بأسـهم إغفاء
تبكيهـم بـدم فقـل بالمهجة ال
حــرى تسـيل العـبرة الحمـراء
نـاحت فلمـا غضضـت مـن صـوتها
بزفيرهــا أنفاســها الصـعداء
حنـت ولكـن الحنيـن بكـى وقـد
نــاحت ولكــن نوحهــا ايمـاء
وقسـت عليهـن القلـوب فـدونُها
الصـخر الاصـم ودونهـا الخنساء
وخــدت بهــن اليعملات فلا بهـا
ولهــن رجــع حنينهــن حــداء
ومقيــد قــام الحديـد بمتنـه
غلا وأقعـــد جســـمه الإعيــاء
رهـن الضـنا قعـدت بـه اسقامه
وسـرت بـه المهزولـة العجفـاء
وغـدت تـرق علـى نيلتـه العدى
مـا حـال مـن رقـت لـه الاعداء
لِلّــه ســر اللَــه وهـو محجـب
وضـمير غيـب اللَـه وهـو خفـاء
أنـا اغتـدي للكـافرين غنيمـة
فـي حكمهـا ينقـاد حيث يشاءوا
عال على عجف المطي تتقاذف الأ
مصــار فيــه وترتمـي الأحيـاء
طــوع الأكــف وكلهــن لئيمــة
نصــب العيــون وكلهـا عميـاء
وهـو الـذي لـو شاء أن يفنيهم
قــذفتهم الــدأماء والـدهماء
وهـوت لـه شـهب السماء بقوسها
وأطـــاعه الاصــباح والامســاء
آل النــبي لئن تعـاظم رزؤكـم
وتصــاغرت فــي وقعــة الارزاء
فلأنتـم يـا أيهـا الشـفعاء في
يـوم الجـزاء وأنتـم الخصـماء
واليكـم مـن بكـر فكـري ثاكـل
تنعـى وقـد أودت بهـا البرحاء
حسـناء جـاءت للعـزاء ولم تعد
إلا بحســـن منكـــم الحســناء
محمد حسين بن علي بن الرضا بن موسى بن جعفر كاشف الغطاء.مجتهد إمامي، أديب من زعماء الثورات الوطنية في العراق، من أهل النجف، كان من الكتاب الشعراء، الدعاة إلى الوفاق بين المسلمين، انتهت إليه الرياسة في الفتوى بعد وفاة أخيه (أحمد بن علي)، وكان من أعضاء (المؤتمر الإسلامي) في القدس، سنة 1350هـ.صنف كتباً كثيرة منها: (الدين والإسلام- ط)، و(الآيات البينات- ط) خمس رسائل، و(الوجيزة- ط) فقه، و(المراجعات الريحانية- ط)، و(التوضيح في بيان ما هو الإنجيل ومن هو المسيح- ط)، و(أصل الشيعة وأصولها- ط)، و(عين الميزان- ط) رسالة في الجرح والتعديل، و(ملخص الأغاني- خ)، و(النفحات العنبرية- خ)، و(رحلة إلى سورية ومصر- خ)، و(ديوان شعر- خ)، وقصد إيران،مستشفياً، فتوفي بها ونقل إلى النجف.