
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
خذوا الماء من عيني والنار من قلبي
ولا تحملــوا للـبرق منـاً ولا السـحب
ولا تحســبوا نيــران وجــدي تنطفـي
بطوفـان ذاك المجمـع السـافح الغرب
ولا أن ذاك الســـيل يـــبرد غلــتي
فكــم مــدمع صــب لــذي غلــة صـب
ولا أن ذاك الوجـــد منـــي صــبابة
لغانيـــة عفــراء أو شــادن تــرب
نفــي عــن فـؤادي كـل لهـو وباطـل
لواعــج قــد جرعننــي غصـص الكـرب
أبيـت لهـا أطـوي الضـلوع علـى جوى
كـأني علـى جمـر الغضـا واضعاً جنبي
رزايـــاكم يـــا آل بيـــت محمــد
أغــص لــذكراهن بالمنهــل العــذب
عمـــى لعيـــون لا تفيــض دموعهــا
عليكـم وقـد فاضـت دماكم على الترب
وتعســـاً لقلـــب لا يمزقــه الأســى
لحــرب بهـا قـد مزقتكـم بنـو حـرب
فــوا حرتــا قلــبي وتلـك حشاشـتي
تطيــر شــظاياها بواحرتــا قلــبي
أأنســي وهـل ينسـى رزايـاكم الـتي
ألبــت علــى ديـن الهدايـة ذو لـب
أأنسـاكم حـرى القلـوب علـى الظمـا
تـذادون ذود الخمـس عـن سائغ الشرب
أأنســي بــأطراف الرمــاح رؤوسـكم
تطلــع كالأقمـار فـي الأنجـم الشـهب
أأنســى طـراد الخيـل فـوق جسـومكم
ومـا وطـأت مـن موضـع الطعن والضرب
أأنســى دمــاء قــد سـفكن وادمعـاً
ســكبن وأحــراراً هتكـن مـن الحجـب
أأنســى بيوتــاً قــد نهبـن ونسـوة
ســلبن واكبــاداً اذبـن مـن الرعـب
أأنســى اقتحـام الظـالمين بيـوتكم
تــروع آل اللَــه بالضــرب والنهـب
أأنسـى اضـطرام النار فيها وما بها
ســوى صــبية فــرت مــذعرة السـرب
أأنسـى لكـم فـي عرصـة الطـف موقفاً
علـى الهضب كنتم فيه أرسى من الهضب
تشــاطر تمــوا فيــه رجـالاً ونسـوة
علــى قلــة الانصـار فادحـة الخطـب
فـأنتم بـه للقتـل والنبـل والقنـا
ونســوتكم للأســر والســبي والسـلب
إذا أوجبــت أحشـاءها وطـأة العـدى
علا نـدبها لكـن علـى غوثهـا النـدب
وان نازعتهـا الحلـي فالسـوط كم له
علــى عضـديها مـن سـوار ومـن قلـب
وان جــذبت عنهــا الــبراقع جـددت
براقــع تعلــوهن حمـراً مـن الضـرب
وان ســلبت عنهــا المقــانع قنعـت
اذا بثـت الشـكوى عـن السـلب بالسب
وثاكلـة حنـت فمـا العيـس في الفلا
ونـاحت فما الورقاء في الغصن الرطب
تـروي الـثرى بالـدمع والقلـب ناره
تشـب وقـد يخطـي الحيـا موضع الجدب
وتنــدب عــن شــجو فتعطـى بنـدبها
لكـل حشـى مـا فـي حشـاها من الندب
وتنعـى فتشـجي الصـم زينـب اذ نعـت
وتصـدع شـكواها الرواسـي مـن الهضب
تـثير علـى وجـه الـثرى مـن حماتها
ليــوث وغــي لكــن موســدة الـترب
نيــام علــى الأحقـاف لكـن بلا كـرى
ونشــوانة الأعطــاف لكــن بلا شــرب
تطــارحهم بــالعتب شــجواً وانهــا
لتعلـم بعـد القـوم عـن خطـة العتب
حمـوا خـدرها حـتى اسـتبيحت دماؤهم
وطلـت ومـا طـالت اليهـا يـد النصب
ومــن دونهــا أجســامهم ورؤوســهم
غــدت نهــب اطـراف الأسـنة والقضـب
فيـا مـدركي الأوتـار حـتى م صـبركم
وأوتـار كـم ضـاقت بهـا سـعة الرحب
ويــا طـاعني صـدر الكتـائب مـالكم
قعــدتم وفـي ايـديكم قـائم العضـب
ويـا طـاحني هام العدى ما انتظاركم
وقـد طحنتكـم فـي الحروب رحى الحرب
يـا مزعجـي أسـد الشـرى مـا قعودكم
وقـد ظفـرت مـن ليثكـم ظفـر الكلـب
جبــار بأيــدي الظــالمين دمـاؤكم
فيــا غيـرة الجبـار مـن غضـب هـبي
فكــم غــرة فــوق الرمــاح وحــرة
لآل رســول اللَـه سـيقت علـى النجـب
وكــم مــن يــتيم موثــق ليتيمــة
ومســبية بالحبــل شـدت إلـى مسـبي
بنـي الحسـب الوضـاح والحسـب الـذي
تعــالى فأضــحى قـاب قوسـين للـرب
إذا عــدت الأنســاب للفخـر أو غـدت
تطــاول بالأنســاب ســيارة الشــهب
فمــا نســبي إلا انتســابي اليكــم
ومـــا حســـبي إلا بـــأنكم حســبي
محمد حسين بن علي بن الرضا بن موسى بن جعفر كاشف الغطاء.مجتهد إمامي، أديب من زعماء الثورات الوطنية في العراق، من أهل النجف، كان من الكتاب الشعراء، الدعاة إلى الوفاق بين المسلمين، انتهت إليه الرياسة في الفتوى بعد وفاة أخيه (أحمد بن علي)، وكان من أعضاء (المؤتمر الإسلامي) في القدس، سنة 1350هـ.صنف كتباً كثيرة منها: (الدين والإسلام- ط)، و(الآيات البينات- ط) خمس رسائل، و(الوجيزة- ط) فقه، و(المراجعات الريحانية- ط)، و(التوضيح في بيان ما هو الإنجيل ومن هو المسيح- ط)، و(أصل الشيعة وأصولها- ط)، و(عين الميزان- ط) رسالة في الجرح والتعديل، و(ملخص الأغاني- خ)، و(النفحات العنبرية- خ)، و(رحلة إلى سورية ومصر- خ)، و(ديوان شعر- خ)، وقصد إيران،مستشفياً، فتوفي بها ونقل إلى النجف.