
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يــا نهــرُ أنــتَ خــواطرُ الشــعراء
تنســابُ مثــلَ المــاءِ فــوقَ المـاءِ
انـــي جلســتُ الــى مياهِــك ســاعة
والبـــدرُ يغمـــر غمـــزة الايمــاءَِ
والليــلً يطــوي بعضــَه فــي بعضــهِ
ويســـير خلـــفَ جنـــازةِ الأضـــواء
يــا نهــرُ كــلُّ خميلـةٍ تحـت الـدجى
تهفــــو اليـــكَ برعشـــةٍ خضـــراءِ
هــي رعشــةُ الزهــرِ النضــيرِ مُبللاً
بــدمِ الــدُجى يهمــي مــع الانــداءِ
أو رعشـــةُ القلـــب الخفــوقِ مهللاً
للحــــــبِّ للآفــــــاقِ للارجـــــاءِ
حيـــــاةُ الريـــــاضِ بأنهارِهــــا
يفيــــض النضـــارُ علـــى دارِهـــا
تخبئُهـــــا الارضُ فـــــي صــــدرها
وتلـــــوي عليهـــــا باحجارهــــا
فتجـــري الميـــاهُ علـــى جنبهـــا
ســــــيوفاً تشـــــعُّ بأشـــــفارها
وترتجــــــــلُ الأرض انشــــــــودة
يرددهــــــا خضـــــرُ اشـــــجارها
فيكتبهــــا النهـــرُ فـــي شـــدوهِ
بجناتهـــــــــا وبأقفارهــــــــا
ســــــطوراً مشعشـــــعةً حبرُهـــــا
يلــــــوّنُ أبيــــــضَ ازهارهـــــا
وترشـــفها الشـــمس عنـــد الضــحى
باكوابهــــــــا وبانوارهــــــــا
وتحملهـــــا تحـــــت اجفانِهـــــا
دموعــــاً تَــــذوبُ علـــى نارِهـــا
ميــــاهٌ توشــــوش تحـــت الحصـــى
تخــــــبيءُ كـــــامن اســـــرارها
تفــــــتّ الصـــــخورَ بأنّاتهـــــا
وتتلـــــو صـــــحائف اخبارهـــــا
فمـــا الصـــخرُ حــنَّ الــى شــجوِها
ولا الأرضُ حنّــــــــت لتيارهـــــــا
تســــير الــــى البحـــر صـــخابةً
وتــــــدفنُ فضـــــلةَ اعمارهـــــا
يــا لُهــاثَ الكهـوفِ مـن أضـلعِ الأرض
عميقــــاً يفيـــض فيـــه الـــثراءُ
أنـــت روحُ الــترابِ أنــت مجــانيهِ
وشـــــَريانهُ وأنـــــتَ الـــــدماءُ
أنـــت للطيـــرِ والفَـــراشِ شـــرابٌ
مســـــتطابٌ وللشـــــعاعِ غـــــذاءُ
يرتوي الشوكُ والنديّ من الوردِ ارتواء
ولا يجـــــــــــفّ العطــــــــــاءُ
ملعــبٌ للشـموسِ لـولاهُ مـا شـعَّ ضـيآءٌ
ولا تنـــــــــــــــــــــــدّى لألآءُ
الهتّـــكَ الشـــعوبُ فـــي كُـــلِّ أرضٍ
وتغنّـــــت بجـــــودك الأنبيـــــاءُ
وأُقيمــــت علـــى ضـــفافك للحـــبِّ
طقــــــوسٌ وأُلهــــــت أهــــــواءُ
أنـتَ يـا نهـرً شاهدٌ صادق القولِ فَحدّث
انَّ الحــــــــــديثَ وفــــــــــاءُ
قـل لنـا فـي القتيلِ كيف تحلّى بدماءِ
القتيــــــلِ منــــــكَ المــــــاءُ
واروِ يـــا نهــرُ كيــفَ فــي مــائكَ
الصــافي تــراءى جمــاله والــرواءُ
أنـــت بيــن الضــفافِ مــرآةُ حســنٍ
لاح فيهـــا مـــن ادونيـــسَ بهـــاءُ
فعلــى الشــّطِ مــن ذوائبــهِ الشـقرِ
بقايــــــا كأنهــــــا شـــــقراءُ
وعلــــى النبـــت قـــدّه وتثنيـــهِ
وفـــي المـــوج عينـــهُ الزرقـــاءُ