
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
وهـــبَّ آدونيــسُ عنــد الضــحى
يصــطادُ فــي الأغــوارِ غزلانــا
وكــــانت الآفــــاق مفــــترةً
وكـــان طيـــرُ الجــوِّ جــذلانا
علــى جـبينِ الشـرقِ كـف السـما
ألقــــــــت علـــــــى الاطلالِ
وفجّــــرت أبحـــارَ انوارِهـــا
وأغرقــت فــي النــورِ لبنانـا
وهَـــام ادونيـــس مــن يأســهِ
واجتـــاز احزانـــاً فاحزانــا
حـــتى اذا مـــرَّ بــوحشِ الفلا
وانقــضَّ وحــشُ الغــاب غضـبانا
ومزَّقــــت اظفــــارُه جســــمَهُ
وامتصــــّه لحمـــانَ لحمانـــا
مـات الشـبابُ الغـضّ مـات الهوى
فـي الكـون ليـت الحـب ما كانا
ســنَةُ الكــون ان يمــوت حـبيبٌ
بعـدَ طـولِ النـوى وعمـقِ الجراحِ
كــل حــيٍّ يمـوتُ فـالوردُ يـذوي
مطمئنــاً علــى فــراشِ الصـباحِ
ويمــوت النســيمُ رطبــاً نـدياً
يتلاشـــى علــى أكــفِّ الريــاحِ
مـات آدونُ مثلمـا ينطفـي النورُ
مســـاءً علـــى عيــونِ الأقــاحِ
مــــات آدون ســــيّدُ الحــــبِّ
فـي الارضِ عزيزاً على قلوبِ الملاحِ
مـادَ لبنانُ من روابيهِ في السفحِ
لقصــــوى ســـهوله والبطـــاحِ
وعلـى الشـرقِ مـأتم مُترعُ الدمعِ
وفيــهِ رجــعُ البكــا والصـياحِ
واطلّـــت مـــن العلا عشـــتروتٌ
تنـدبُ الميـتَ بالـدموعِ الفصـاحِ
تقــرعُ الصــدرَ تُرســلُ الشــعرَ
للارض وتبكي على الهوى المستباحِ
وتـرويّ الشـفاهَ بالقُبَل الحمراء
نشـــوى مــن الأســى والنــواحِ
وتنــاجيهِ بـالرقيقِ مـن القـولِ
وتشــكو اليــه كســرَ الجنــاحِ
ســـأقيمنَّ مــن وفــائي ذكــرى
لحبيــبي تميــدُ منهـا السـماءُ
واقيمــنَّ فـي الهياكـلِ تمثـالاً
لـــربٍّ لـــه علـــيَّ الوفـــاءُ
فـي طقـوسٍ هـي الهـوى والتصابي
ورمــوزٍ هــي النــوى واللقـاءُ
والليالي الرعشَاء في هيكل الحبِّ
زحـــــامٌ وضـــــجةٌ وهنــــاءُ
فالمصـــلّون للهياكــلِ يســعَون
خفافــــاً وحـــولهنَّ النســـاء
ينجرون الذبائحَ الحمرَ في الصبحِ
وفــي الليــلِ تصــطلى الاهـواءُ
فـوق أفقـا وفـوق تلـك الروابي
كـــلُّ عــذراء للحــبيب فــداءُ
ويطوفـــون حــول قــبرٍ عزيــزٍ
عبــقَ الزهــرُ حــولَه والشـذاءُ
بعيــونٍ يغلغــلُ الــدمعُ فيهـا
وقلــوبٍ تفــور فيهــا الـدماءُ