
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
قطـرةُ المـاءِ فـي جفـون الغيومِ
دمعـةُ الكـونِ مـن عيـونِ النجومِ
أخــذتها الأجـوآءُ فـي راحتيهـا
ورمتهــا علــى مرامـي النسـيمِ
هـي أنقـى من بسمةِ الفجرِ أو من
لؤلـؤِ البحـرِ في النثيرِ النظيمِ
مسـحتها السـماءُ عن مقلةٍ الغيبِ
وألقــت بهــا بعيــن اليــتيمِ
نجمـةُ الصـبحِ فـوقَ خضرِ الروابي
دمعـةُ الليـلِ في الطريقِ البهيمِ
ابنةُ الماءِ ملّت العيشَ في الماءِ
فطــارت مــع الشــعاعِ الوسـيمِ
تتهـادى سـكرى علـى دورة الشمسِ
وتصــحو علــى ضــفافِ النعيــمِ
في اخضرارِ الاغصان يغمرها النورُ
وتغفــو علــى دوالــي الكـرومِ
فـاذا الكـاسُ جمـرةٌ واذا الصبحُ
انتفــاضٌ ورعشــةٌ فـي الروابـي
واذا عشــتروتُ ذوبٌ مــن الضـوءِ
ولمــعٌ مــن شعشــعانِ الســرابِ
وترامـت مع الخَيال وفي الجفنينِ
حلمــــاً ملفلفـــاً بالضـــبابِ
أيـــن تبغيـــن أيَّ ظمئانَ فــي
الارض وأيَّ ملــوّحٍ فــي العبــابِ
ثـم ذابـت علـى البحيرةِ امواجاً
وشــوقاً وغلغلــت فــي الـترابِ
شــقّت الارضَ مــن ربــى بعلبــكٍ
ومعــالي الـذرى وتلـك الهضـابِ
هـي رحلـةٌ للشوقِ من عليا الربى
فـي بعلبـكَّ الـى انخفاضِ الساحلِ
يــا قطــرةً مـن مهجـةٍ مجروحـةٍ
مقتولــةٍ تســعى لـبيتِ القاتـل
ســلكت ســبيلاً تحـت كـلِّ قـرارةٍ
وتســرَّبت فــي كــل مـاءٍ سـائل
كالسـرِّ يحفـرُ فـي الضلوعِ مكانَه
او كـالهوى او كالخيـالِ النازل
يحـدو بهـا الشوقُ الذي لا ينثني
ويحثّهــا أمـلُ اللقـاء العاجـل
فهنـا تسـيرُ وههنـا تكبـو علـى
حفـــر خلالَ مراحـــلٍ ومراحـــل
امنــازلَ الاحبــابِ أنـت بعيـدةٌ
ولـو انطـويتِ فكنـتِ قيـدَ اناملِ
امـا وقـد شـطَّ المـزارُ فليت لي
مـن نعمـةِ الاحبـابِ لمـحَ منـازل