
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ألا إنـه يـومٌ بـه الـدهرُ يَشهدُ
كمـا أنـه يـومٌ به الشعبُ يَسعَدُ
بـه ارتَدَتِ الحمراءُ ثوبَ شَبابِها
فصـالت وصـَارت عـن فَخـارٍ تُرِّددُ
ألـم تعلمُوا أنَّ التهامىَ حَاكمِي
لِحمـرَائه قـد عَاد والعودُ أحمدُ
تعـالَى هُتافُ الشعبِ لمَّا بدَا له
مُحيَّـاك بَعـدَ الـبينِ نحوَه يَقصِدُ
ألـم ترَهُـم بالبِشر يَطفَحُ وجهُهم
ويُتِهـمُ فيـك الطَّرفُ منهم ويُنجِدُ
صـُفوفُهُمُ امتدَّت كما امتدَّ صوتُهم
فبعَضــُهم يــدعُو وآخَــرُ يحمَـدُ
وبعضــهُمُ يُملــي وآخــرُ سـَامعٌ
وبعضــهُم يُنشــِي وآخــر يُنشـِدُ
ودقَّت طبولُ البشرِ تثزجِي نَفِيرَها
وكـم مـن نسـاءٍ بين ذاك تُزغرد
وكــم نغَـم يُشـجي كصـَوت بَلابـلٍ
وأصــواتُ لآلاتِ الغِنــا تَــتردَّد
وصـاحبَكَ الغيـثُ العميمُ تَفاؤُلا
فمضـقدَمُك الميمـونُ للمَحلِ يطرُدُ
ولمَّـا وصـلتَ الربـعَ ربعَ سعادةٍ
وعُـدتَ إلـى مَغنـىً له عادَ سؤدَدُ
ولاقـاك عـن شـَوق رجـالُ حكومـةٍ
تُبادِلــك الــودَّ الـذي يَتجـدَّدُ
وجـدتَ قلـوبَ الشـعبِ ملأى تَشوُّقا
أتَـوا مثـلَ أغصان النَّقا تتأوَّدُ
ودارُوا بمَولانــا وكـلُّ رجَـائهم
تُمَـدًّ إلـى تقبِيلهـا منكُـمُ يَـدُ
وقـــابَلتُ كلاًّ منهُــمُ بِبشَاشــةٍ
تُـــبرهنُ أنَّ الــود لا يتفَــرَّدُ
سَلُوا عنه هاتِيك البِقاعَ وأهلها
ومـا ثَـمَّ لاَقـى فهىَ تروي وتَشهَدُ
لِيَهنِـكَ يـا مـولاي جحـجٌّ وعُمـرةٌ
وزورةُ قـبرِ المصـطفى والتعبُّـدُ
ومـا كنـتَ تلقـاهُ بغَـرب ومَشرق
مــن آيــات إجلالٍ لكُـم تتجـدَّدُ
وتهنَـأ بـإبراهيمَ شبلك مَن غدا
سـناؤُه فـي أفـقِ السعادةِ يصعَد
ففـاخِر به مَن شئتَ لمَّا بَدا لهم
بِيُمنَـاك هـذاك الحُسـامُ المهنَّدُ
لقـد غِبتَ عن عيني وأنتَ ضياؤُها
وطـولُ غيـابٍ منـك للعَيـنِ يُسهِدُ
فلا زِلـتُ شمسـا وهو بَدرٌ إزاءَها
لـه مِـن ضـِياها نـورُهُ المُتوقِّدُ
محمد بن إبراهيم ابن السراج المراكشي، المعروف بشاعر الحمراء (مراكش) ويقال له ابن إبراهيم.شاعر، كان أبوه سراجاً، أصله من هوارة إحدى قبائل سوس. ومولده ووفاته بمراكش. تعلم بها وبالقرويين. وانقطع للتدريس في كلية ابن يوسف (بمراكش) مدة، وكان مكثراً من نظم (اللزوميات) على طريقة المعري، له معان جديدة في شعره وقوة على الهجاء. ومدح بعضاً من أعيان أيامه وجاراهم في سياستهم مع الاستعمار، منغمساً في ملذاته. واتصل بالكلاوي (باشا مراكش) ومدحه، بعد أن هجاه وفر منه إلى فاس، فساعده على نفقات الحج، فحج (1935 م) وألقى قصيدة في مكة أمام عبد العزيز بن سعود فخلع عليه وأثابه ثواباً جزيلاً كما يقول مترجموه. ومر بمصر في عودته (1937) فسنحت له فرصة ألقى بها محاضرة عن (ابن عباد ويوسف بن تاشفين) انتقد فيها خطأ بعض المؤرخين في ظلمهم لابن تاشفين، وعاب على (شوقي) ما جاء في روايته التمثيلية (أميرة الأندلس) عن ابن تاشفين. وألقى عقب تمثيل هذه الرواية قصيدة، منها:تأمل شوقي عن قريب فما اهتدى وما ضر شوقي لو تأمل عن بعدوهاج بعض الوطنيين في المغرب (سنة 1937) فهاج معهم. وسجن قريباً من شهر. غلب عليه البؤس في أكثر حياته ولا سيما الجزء الأخير منها. قال ابن سودة: أضاعه قومه. وتوفي بالسكتة القلبية في بيته بمراكش.له ديوان جمعه ليطبعه باسم (روض الزيتون) وهو اسم للحي الذي كان يقيم فيه، واندثر الديوان بعد وفاته فجمع مصنفاً (شاعر الحمراء في الغربال) ما أمكن جمعه من شعره وهو نحو 700 بيت، ويقدرون ديوانه ب 5000 بيت. ولأحمد الشرقاوي وإقبال، (شاعر الحمراء في الغربال - ط) وفيه نموذجان من خطه.