
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مـــا لِمُراكـــشٍ تَفيــضُ ســُروراً
وأهَاليهـــا باســـِماتٍ ثُغـــورا
وغَــدا الكُــلُّ طافِحــاً بابتهـاجٍ
وغَــدَا طرفُهُــم جميعــاً قَريــرا
وتَراهُــم مــا بيــنَ همـسِ وجَهـرٍ
عـــن ســـُرورٍ مُعَبِّــراً تَعــبيرا
فَكـــــبيرٌ يُحَــــدثنَ صــــَغيراً
وصــــغيرٌ يُحَِــــدثن كــــبيرا
قيـلَ باشـا الحَمـرا المُسَدَّدُ رأياً
والــذي صــيتُه كســا المَعمـورا
قد أنابَ ابنهًَ المُهذَّبَ عبَد الصَّادِق
الصـــــادق الأعَــــزِّ نَظيــــرا
فلِهــذا تــرى العــوالِمَ تَزهــى
وتَــرى الكُــلَّ باســماً مَســرورا
وُوجوهـاً قـد أشـرَقَ البِشـرُ فيهـا
وقُلوبـــاً قــد اتَّحَــدنَ شــُعورا
واســتحالَ الزَّمــانُ فَصــلَ رَبيـعٍ
عَطَّـــرَ الزَّهــرَ عَشــوَةً وبُكــورا
وتَبـــــدَّت مُراكِــــشٌ كَعَــــروسٍ
كُســـِيَت ثـــوبَ ســُندُسٍ وحَريــرا
كيــف لا وهــو مَـن عَلِمتَـهُ شـَهماً
حازمــاً بالشــُّؤونِ طُــراًّ خَـبيرا
ألمَعِيًّــــا ســـَمَيدَعاً لَوذَعيًّـــا
وأديبــــاً وعالِمـــاً نِحريـــرا
زانَــهُ خُلُـقٌ فـاحَ كالمِسـكِ نَشـراً
وذَكـــاءٌ يَكـــادُ يَســطعُ نــورا
زادَهُ اللـــهُ بالتَّواضـــُعِ عِــزًّا
واعتبـــاراً ورفعـــةً وظُهـــورا
خَلــقَ اللــهُ فـي التَّواضـُعِ سـِرا
وعمَـــى عنـــهُ غــافِلاًُ مَغــرورا
يَملأُ العيــنَ شخصــُه حيــن يبـدو
مِثلَمـــا يَملأُ القُلـــوبَ حُبــورا
ويُحِّييــــكَ إذ تُحَيِّيـــهِ فـــوراً
لا عَبوســـاً يُـــرَى ولا قَمطريــرا
أنــت لِلمَجــدِ قــد خُلِقـتَ وهـذي
آيـةُ المَجـدِ فـي الجَـبينِ سـُطورا
محمد بن إبراهيم ابن السراج المراكشي، المعروف بشاعر الحمراء (مراكش) ويقال له ابن إبراهيم.شاعر، كان أبوه سراجاً، أصله من هوارة إحدى قبائل سوس. ومولده ووفاته بمراكش. تعلم بها وبالقرويين. وانقطع للتدريس في كلية ابن يوسف (بمراكش) مدة، وكان مكثراً من نظم (اللزوميات) على طريقة المعري، له معان جديدة في شعره وقوة على الهجاء. ومدح بعضاً من أعيان أيامه وجاراهم في سياستهم مع الاستعمار، منغمساً في ملذاته. واتصل بالكلاوي (باشا مراكش) ومدحه، بعد أن هجاه وفر منه إلى فاس، فساعده على نفقات الحج، فحج (1935 م) وألقى قصيدة في مكة أمام عبد العزيز بن سعود فخلع عليه وأثابه ثواباً جزيلاً كما يقول مترجموه. ومر بمصر في عودته (1937) فسنحت له فرصة ألقى بها محاضرة عن (ابن عباد ويوسف بن تاشفين) انتقد فيها خطأ بعض المؤرخين في ظلمهم لابن تاشفين، وعاب على (شوقي) ما جاء في روايته التمثيلية (أميرة الأندلس) عن ابن تاشفين. وألقى عقب تمثيل هذه الرواية قصيدة، منها:تأمل شوقي عن قريب فما اهتدى وما ضر شوقي لو تأمل عن بعدوهاج بعض الوطنيين في المغرب (سنة 1937) فهاج معهم. وسجن قريباً من شهر. غلب عليه البؤس في أكثر حياته ولا سيما الجزء الأخير منها. قال ابن سودة: أضاعه قومه. وتوفي بالسكتة القلبية في بيته بمراكش.له ديوان جمعه ليطبعه باسم (روض الزيتون) وهو اسم للحي الذي كان يقيم فيه، واندثر الديوان بعد وفاته فجمع مصنفاً (شاعر الحمراء في الغربال) ما أمكن جمعه من شعره وهو نحو 700 بيت، ويقدرون ديوانه ب 5000 بيت. ولأحمد الشرقاوي وإقبال، (شاعر الحمراء في الغربال - ط) وفيه نموذجان من خطه.