
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ضــَنَّت بهــذا اليـومِ قبـلُ عُصـورُ
حـتى أتَـى مَلِـكُ الـورَى المَنصـورُ
عيـــد جـــديرٌ بــالأميرِ مُحَمَّــدٍ
وبـــه الأميـــرُ محمــدٌ لجــديرُ
عيـــدٌ تَلألأ نــورُه فــإذا رَنــا
طَــرفٌ إليــه ارتَــدَّ وهـو حَسـيرُ
عيــدٌ تَســامى بــالأمير فَخــارُه
وَبجيــدِه العِقــدُ البَـديعُ فَخـورُ
لــولاهُ مـا سـمَحَ الزَّمـانُ بـه ول
كـــنَّ الزَّمــانَ بــأمرِهِ مــأمورُ
يـا مَـن تَبَـوَّا بعـدَ عَـرشِ قُلوبِنا
عَرشـــاً عليـــه حُبُّنَــا مَقصــُور
الشـــَّعبُ شــعبُكَ والإلــهُ مُؤَيِّــدٌ
والعيــدُ عِيــدُكَ والسـُّرورُ سـرورُ
أنتَ الأميرُ على الأنامِ كما على ال
أيــامِ يَومُــكَ يــا أميـرُ أميـرُ
يــومٌ تَسـاوى الشـَّعبُ فـي إخلاَصـِه
لِعُلاَكَ فيــــه كَـــبيرُه وصـــَغيرُ
ذِكـرَى ليـومٍ يَمُّـمَ الشـعبُ النَّـبي
لُ حِمـاكَ فيـه علـى القُلـوب يَسيرُ
وأتـى إليـكَ مُبايعـاً والطَّـرفُ من
تاريــخِ مَغربِنــا بــذَاكَ قَريــرُ
هَشـــَّت رِيـــاضُ بلاغَــةٍ وتَفَتَّحَــت
فيــهِ عـنَ أكمـامِ البَـديع زُهـورُ
فتَــرى شـحاريرَ البيـانِ تَصـادَحت
أنغــــامَهَّن يُــــرَدِّدنَّ أثيــــرُ
ولــواءُ نَصـرِكَ فـوقَ قَصـرِك خـافِقٌ
والنَّجـــمُ منـــه لِلعَلاءِ يُشـــيرُ
ألرايــةُ الحمــراءُ نحـنُ نُحِبُّهَـا
وعلــى هَواهــا شــَعبُنا مَفطُــورُ
يصـبو إليـكَ العيـدُ بعـدَ فِراقِـه
والصـــَّبُّ فــي تَحنــانِه مَعــذور
يَرجـو الرُّجـوعَ إليـكَ قبـلَ أوانِه
فَتَــراهُ مُلتَفتــاً غَــداةَ يَســيرُ
يــا عيــدُ لا تَحـزَن فإنَّـكَ كـامِنٌ
بقُلوبِنَـــا حــتى تَــدورَ شــَهورُ
فتعــودُ مُبتهِجــاً وتُبصـِرُنا وقـد
كِـدنا إليـكَ مـنَ الحنـانِ نَطيـرُ
يـا عيـدُ هـذا عرشـُكَ المنصورُ أو
يــا عــرشُ هـذا عيـدُكَ المَشـهورُ
فيــه تصــافَحَتِ الأكُــفُّ ولِلقلــو
بِ تَصــافُحٌ مــن قبلِهــا وهُصــورُ
إن قيـل مَـن مَلِـكٌ تَلوذُ به المُنى
مُستَصـــِرخاتٍ عــن نَــوىً فيُجيــرُ
ومــنِ الـذي تَجـري بِـذِكرِه ألسـنٌ
فَيضـــوعُ مِســكٌ بيننــا وعَــبيرُ
ومَـنِ الـذي يَصـبو البليـغُ لِمَدحِهِ
شــوقاً لِمــا يُمليـهِ عنـهُ شـُعورُ
نَظَـرَ الأنـامُ إلـى المَليـكِ مُحَمَّـدٍ
وأكُفُّهُـــم طُـــراًّ إليــه تُشــيرُ
مَلِــكٌ بســاحَتِهِ المَعــالي خَيَّمَـت
والمَجــدُ فيهــا ذَيلُــه مَجــرورُ
فَبِعهــدِه هــذي المَعاهـدُ أشـرَقَت
وأضـــاءَ منهــا للرَّعيَــةِ نُــورُ
وانجـابَ ليـلُ جَهالـةٍ وَسـَرت علـى
هَــــدي إِنــــاث لِلعُلاَ وذُكـــورُ
مَلِـــكٌ حَبــاهُ اللــهُ حُــبَّ بِلاَدِه
فبِحُبِّهــــا ودُعائِهـــا مَمطُـــورُ
ملِـكٌ إذا ذكـرت مُلـوكُ الأرضِ فـاس
مُـه فـي الطَّليعـةِ بينَهُـم مـذكورُ
فــي رحلــةٍ مَيمونـةٍ قـد رُتِّلَـت
آيـــاتُ مِــدحِه بَينَهُــم وســُطُورُ
لِلّـــهِ أيَّـــامٌ تَبَســـَّمَ ثَغرُهــا
فَتَبَســَّمَت فــي العــالَمينَ ثُغُـورُ
وعِنايــةُ الرحمــنِ تشــمَلُ قُطـرَهُ
ويُحيــطُ منهــا بالرَّعيَــة ســُورُ
ويُريــهِ فـي أشـبَالِهِ كـلَّ المُنـى
وبِبَــدرهَا زُهــرُ النُّجــومِ تَـدورُ
ويُريــهِ مــن أحفـادهِم أحفَـادهُم
واللـــهُ ربُّ العـــالَمينَ قــديرُ
مـا اهتَـزَّ قلبُ الشعبِ من َفَرَحٍ إذا
بحلــولِ عيـدِ العـرشِ جـاءَ بَشـيرُ
محمد بن إبراهيم ابن السراج المراكشي، المعروف بشاعر الحمراء (مراكش) ويقال له ابن إبراهيم.شاعر، كان أبوه سراجاً، أصله من هوارة إحدى قبائل سوس. ومولده ووفاته بمراكش. تعلم بها وبالقرويين. وانقطع للتدريس في كلية ابن يوسف (بمراكش) مدة، وكان مكثراً من نظم (اللزوميات) على طريقة المعري، له معان جديدة في شعره وقوة على الهجاء. ومدح بعضاً من أعيان أيامه وجاراهم في سياستهم مع الاستعمار، منغمساً في ملذاته. واتصل بالكلاوي (باشا مراكش) ومدحه، بعد أن هجاه وفر منه إلى فاس، فساعده على نفقات الحج، فحج (1935 م) وألقى قصيدة في مكة أمام عبد العزيز بن سعود فخلع عليه وأثابه ثواباً جزيلاً كما يقول مترجموه. ومر بمصر في عودته (1937) فسنحت له فرصة ألقى بها محاضرة عن (ابن عباد ويوسف بن تاشفين) انتقد فيها خطأ بعض المؤرخين في ظلمهم لابن تاشفين، وعاب على (شوقي) ما جاء في روايته التمثيلية (أميرة الأندلس) عن ابن تاشفين. وألقى عقب تمثيل هذه الرواية قصيدة، منها:تأمل شوقي عن قريب فما اهتدى وما ضر شوقي لو تأمل عن بعدوهاج بعض الوطنيين في المغرب (سنة 1937) فهاج معهم. وسجن قريباً من شهر. غلب عليه البؤس في أكثر حياته ولا سيما الجزء الأخير منها. قال ابن سودة: أضاعه قومه. وتوفي بالسكتة القلبية في بيته بمراكش.له ديوان جمعه ليطبعه باسم (روض الزيتون) وهو اسم للحي الذي كان يقيم فيه، واندثر الديوان بعد وفاته فجمع مصنفاً (شاعر الحمراء في الغربال) ما أمكن جمعه من شعره وهو نحو 700 بيت، ويقدرون ديوانه ب 5000 بيت. ولأحمد الشرقاوي وإقبال، (شاعر الحمراء في الغربال - ط) وفيه نموذجان من خطه.