
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مثلُ التهامِي ما في الأرضِ من بَطلِ
شـهادةٌ صـدرَت مـن أعظَـمِ الـدُّولِ
هــذي فرنسـا وذا وسـامُ عِزَّتِهـا
وأنـتَ أنـت عـديمُ النِّـدِّ والمَثَلِ
وذا عميــدُ فرنسـا جـاءَ مُحتَفِلاً
أعظِــم بمُحتَفَــلٍ بــه ومُحتَفِــلِ
قـد قَبَّلـت صـدرَكَ المحبوبَ أوسمةٌ
شـَتَّى فـذاقت شـَهِىَّ اللَّثمِ والقُبَلِ
فغـارَ منهـا وسامُ الحربِ من شَغَفٍ
يَقـولُ مـالي لهـذا العِزِّ لم أنَلِ
فجـاءَ مُسـتَبِقاً بِالشـَّوقِ مُحترِقـا
للصـَّدرِ مُعتَنقـاً مـن شـِدَّة ِالجَذَلِ
وكيـف لا وصـفاتُ المجـدِ أجمَعُهـا
تَقَسـَّمَت فيـكَ بيـن القَولِ والعَمَلِ
وردَّدَت مــدحَكَ اللُّغــاتُ قاطِبَــةً
وسـارَ إسـمُكَ بيـن الناسِ كالمَثَلِ
أنـتَ الذي إن بَدا لِلنَّاسِ مُبتَسِماً
أحيـا بِطلعَتِـه كالعَـارِضِ الهَطِـلِ
وإن بَـدا غاضـِباً فالقَلبُ في وَجَلٍ
والطَّـرفُ فـي ذَهَلٍ والجسمُ في شَلَلِ
الأطلـسُ المُشـمَخِرُّ قـد حَنـا قُنَناً
طـالبت قُرونـاً ولمَّا جئتَ لَم تَطُلِ
أمـــــــــا تَــــــــراهُ إذا
يَـرِنُّ صـَوتُك بَيـنَ السـَّفحِ والقُلَلِ
مــا أمَّ قـط عُصـاةً فـي تَمَرُّدِهِـم
إلا وبـدَّدهُم فـي السـَّهلِ والجَبـلِ
يـا مـن سمَت بسَماء المَجدِ رُتبتُهُ
وصـارَ ذِكـرُهُ فـي الأفواهِ كالعَسَلِ
المَجـدُ هـذا وذا للمجـدِ غـايتُهُ
مجـدٌ عظيـمٌ جـرى فـي سابق الأزل
فنسـأل اللـه أن يبقيـكَ في نعمٍ
تختال من فضله في الحلي والحُلَلِ
وهاكَهـا مـن بـديعِ الشعر غانية
وطفـاءَ وجنتهـا تحمـرُّ مـن خَجَـلِ
الشـعرُ ما سمعته الروحُ وانتعشت
منـه وصـارت بـه كالشاربِ الثملِ
والشـعر ما قد حلا في أذن سامعه
ثـم اسـتعادهُ لا يخشـى من الملل
إن كـان هـذا فـإن الشعرَ منعدمٌ
وليـس يأتي إذا لم يأت من قبلي
لا سـيما فـي مديـحٍ فيـك مرتجياً
منـك القبـولَ لـه يا خيرَ مُقتبلِ
محمد بن إبراهيم ابن السراج المراكشي، المعروف بشاعر الحمراء (مراكش) ويقال له ابن إبراهيم.شاعر، كان أبوه سراجاً، أصله من هوارة إحدى قبائل سوس. ومولده ووفاته بمراكش. تعلم بها وبالقرويين. وانقطع للتدريس في كلية ابن يوسف (بمراكش) مدة، وكان مكثراً من نظم (اللزوميات) على طريقة المعري، له معان جديدة في شعره وقوة على الهجاء. ومدح بعضاً من أعيان أيامه وجاراهم في سياستهم مع الاستعمار، منغمساً في ملذاته. واتصل بالكلاوي (باشا مراكش) ومدحه، بعد أن هجاه وفر منه إلى فاس، فساعده على نفقات الحج، فحج (1935 م) وألقى قصيدة في مكة أمام عبد العزيز بن سعود فخلع عليه وأثابه ثواباً جزيلاً كما يقول مترجموه. ومر بمصر في عودته (1937) فسنحت له فرصة ألقى بها محاضرة عن (ابن عباد ويوسف بن تاشفين) انتقد فيها خطأ بعض المؤرخين في ظلمهم لابن تاشفين، وعاب على (شوقي) ما جاء في روايته التمثيلية (أميرة الأندلس) عن ابن تاشفين. وألقى عقب تمثيل هذه الرواية قصيدة، منها:تأمل شوقي عن قريب فما اهتدى وما ضر شوقي لو تأمل عن بعدوهاج بعض الوطنيين في المغرب (سنة 1937) فهاج معهم. وسجن قريباً من شهر. غلب عليه البؤس في أكثر حياته ولا سيما الجزء الأخير منها. قال ابن سودة: أضاعه قومه. وتوفي بالسكتة القلبية في بيته بمراكش.له ديوان جمعه ليطبعه باسم (روض الزيتون) وهو اسم للحي الذي كان يقيم فيه، واندثر الديوان بعد وفاته فجمع مصنفاً (شاعر الحمراء في الغربال) ما أمكن جمعه من شعره وهو نحو 700 بيت، ويقدرون ديوانه ب 5000 بيت. ولأحمد الشرقاوي وإقبال، (شاعر الحمراء في الغربال - ط) وفيه نموذجان من خطه.