
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أُكَتِّــمُ مـابي لـو يَـدومُ التَّكتُّـمُ
ولكنــه هَــمٌّ بــه القَلـبُ مُفعَـمُ
بنــي وطنـي إنَّ الشـعوبَ وأَهلَهـا
قــدِ اسـتَيقظت طُـرّاً وأنتـمُ نُـوَّمُ
هـو الوطنُ المحبوبُ يَرجو منَ أهلِهِ
ســَماعاً لِشــَكواهُ وأهلــهُ أَنتُـمُ
مضـى زَمـنُ الجهـلِ الـذَّميمِ زَمانُهُ
وهــذا زمــانُ آنَ فيــه التَّعَلُّـمُ
فبِالعِلمِ شادوا في البِحارِ مَساكِناً
وفيهـا معَ الحيتانِ عاموا وعَوَّموا
وبـالعلمِ سارت في السماءِ ركابُهُم
وقـد أسرجوا متنَ الرِّياحِ وألجمَوا
وبِـالعلمِ إن كـانوا جُلوساً بِمَشرِقٍ
وفي الغَربِ من يَبغي الكلامَ تَكَلَّموا
وبالعلم قد أفنى الفريقانِ بَعضَهُم
ومـا اختلفـت بينَ الفريقينِ أَسهُمُ
أتـاكم زَمـانٌ يطلُـبُ العِلـمَ مِنكُمُ
بِجِدٍّ فإن لم تَطلُبوا العِلمَ تَندَموا
ومـالي أرى هـذي العـوائدَ أصبَحَت
واضــرارُها فينــا تَزيـدُ وتَعظُـمُ
فهــل مــن دَواءٍ لِلعـوائِدِ إنَّهـا
إذا تُرِكَـت فـي الجِسـمِ لا شَكَّ تُعدِمُ
أشــَدخُ رُؤوسٍ كُلَّمــا حــانَ مَوسـِمٌ
ونَهـــشُ أفـــاعٍ نَهشــُهُنَّ مُحَــرَّمُ
أَمِــن شـَرَفِ الإنسـانِ يَـدخُلُ بَيتَـهُ
عَــواهرُ فــي تَنهاقِهــا تَتَنَغَّــمُ
يُشــارِكُهُنَّ الأُنـسَ فـي بيـتِ أهلِـه
وإنــهُ شــيءٌ بعــدَ إثــمٍ مُـذَمَّمُ
بِرَبِّـكَ قُـل لـي كيـفَ تُصبِحُ مَن رَأت
قَرينَتَهــا بِــالأمسِ تَزهـو وتَنعَـمُ
عليهــا مـنَ التِّيجـانِ كـلُّ مُرَصـَّعٍ
وفـي جِيدِها العِقدُ البديع المُنَظَّمُ
أمَــا إنَّهـا تَصـبو لِفِعـلِ قَرينَـةٍ
ولـو أنَّهَـا بيـنَ العَفـائِفِ مَريـمُ
فَقُـل أى ورَبِّـي إنَّـهُ الحَقُّ واعتَرِف
ونفســَكَ لا تَخــدَع فإِنَّــك مُســلِمُ
كانــكَ يـا مغـرورُ نِلـتَ سـُرورَها
إذا هِـىَ مِـن فَـرطِ السـُّرورِ تَبَسـَّمُ
تُريـكَ ابتِسـاماتِ السـُّرورِ وإنَّهـا
لَتَكتُمُـك الشـيءَ الـذي هِـىَ تَكتُـمُ
وأصـغَرُ مَـا يَكتمَـن لو كُنتَ خَأدِعا
ولكنَّـه الشـيءُ الـذي أنـتَ تعلَـمُ
وَمَعــذورةٌ ذاتُ الحِجـابِ إذَا أتَـت
شـَنائعَ أعمـالٍ بهـا الـزَّوجُ مُغرَمُ
لَعَمــرِىَ إنَّ الهَــمّ يَعظُــمُ حَملُـهُ
وهَـمٌّ يَمـسُّ المَـرءَ في العِرضِ أَعظَمُ
أليكـم بنـي الأَوطانِ أشكو صَنيعَكُم
ولــم أَشــكُ إلا منكــمُ وإلَيكــمُ
ولا أرتَجـي فَـرداً سـِواكُم لِنُصـرَتي
فَعَـن حـربِ أنصـارِ العَوائِدِ صَمِّموا
ولا تَبخَسـوا بـاللهِ قَـدرَ حُقـوقِكُم
بنـي المَغـرِبِ الأقصـى فأَنتمُ أنتمُ
هنـا قِـف قليلا بـي لِتَسـكُنَ لَوعتي
وَيــدري يَراعـي مـا يَخُـطُّ ويَرسـُمُ
ودَعنـي ومـا يَقـوَى الفؤادُ لِحَملِهِ
فقـد آن أن يَنهَـلَّ مِن مُقلَتِي الدَّمُ
ودَعنـي وذا نُصـحي وإن كانَ قارِساً
وذا مَبلًَغـي في العِلمِ واللهُ أعلمُ
محمد بن إبراهيم ابن السراج المراكشي، المعروف بشاعر الحمراء (مراكش) ويقال له ابن إبراهيم.شاعر، كان أبوه سراجاً، أصله من هوارة إحدى قبائل سوس. ومولده ووفاته بمراكش. تعلم بها وبالقرويين. وانقطع للتدريس في كلية ابن يوسف (بمراكش) مدة، وكان مكثراً من نظم (اللزوميات) على طريقة المعري، له معان جديدة في شعره وقوة على الهجاء. ومدح بعضاً من أعيان أيامه وجاراهم في سياستهم مع الاستعمار، منغمساً في ملذاته. واتصل بالكلاوي (باشا مراكش) ومدحه، بعد أن هجاه وفر منه إلى فاس، فساعده على نفقات الحج، فحج (1935 م) وألقى قصيدة في مكة أمام عبد العزيز بن سعود فخلع عليه وأثابه ثواباً جزيلاً كما يقول مترجموه. ومر بمصر في عودته (1937) فسنحت له فرصة ألقى بها محاضرة عن (ابن عباد ويوسف بن تاشفين) انتقد فيها خطأ بعض المؤرخين في ظلمهم لابن تاشفين، وعاب على (شوقي) ما جاء في روايته التمثيلية (أميرة الأندلس) عن ابن تاشفين. وألقى عقب تمثيل هذه الرواية قصيدة، منها:تأمل شوقي عن قريب فما اهتدى وما ضر شوقي لو تأمل عن بعدوهاج بعض الوطنيين في المغرب (سنة 1937) فهاج معهم. وسجن قريباً من شهر. غلب عليه البؤس في أكثر حياته ولا سيما الجزء الأخير منها. قال ابن سودة: أضاعه قومه. وتوفي بالسكتة القلبية في بيته بمراكش.له ديوان جمعه ليطبعه باسم (روض الزيتون) وهو اسم للحي الذي كان يقيم فيه، واندثر الديوان بعد وفاته فجمع مصنفاً (شاعر الحمراء في الغربال) ما أمكن جمعه من شعره وهو نحو 700 بيت، ويقدرون ديوانه ب 5000 بيت. ولأحمد الشرقاوي وإقبال، (شاعر الحمراء في الغربال - ط) وفيه نموذجان من خطه.