
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
خطــرات النســيم فــي الأســحار
حــــاملات روانــــح الأزهــــار
نبهتنـــي فقمــت دون اختيــاري
أنــدب الهـالكين مـن قبـل عـاد
أمــــــتى أمـــــتى بلادي بلادي
ملجـــأ القاصـــدين والـــوراد
ومراعــــــى الآرام والآســـــاد
وغيــاث الــورى وغيــث العبـاد
ببلادي العلا أقــــــــــام وحلا
وبـــه ازدان وجههـــا وتحلـــى
فــإذا مـا الهـدى عليهـا تجلـى
ســتراها ومــا بهـا غيـر هـادى
لا تلومــــا متيمـــا مهجـــورا
ذكــر الــدار فاستشــاط زفيـرا
كلمـــا لمتمـــوه زاد غـــرورا
وغـــدا فـــي ضـــلاله متمــادى
أيهــا اللائمــون كفـوا الملامـا
إن لــوم المحــب كــان حرامــا
فــذروا مهجــتي تســيل غرامــا
واهجرونـــي فلســـت بالمنقــاد
ويقولــــون شـــاعر ذو هنـــاة
هـــائم بالخيـــال والترهـــات
مشــمئز الفــؤاد صــلب القنـاة
فـــدعوه يهيـــم فــي كــل واد
عــــذبوني بلـــومكم عـــذبوني
واقصـطعوا مقـولى وغلمـوا يميني
أنــا ذاك الغريـد فـوق الغصـون
بنــواحي أبكيــت عيــن الجمـاد
كيـــف تســـمعون منــى نشــيدا
حــر ألفــاظه يــذيب الحديــدا
ويســري عــن القلــوب الجمـودا
ويعيــد الجبــان شــهم الفـؤاد
لســت يــا حاســدين عاشـق هنـد
لا ولا طالبــــا لمـــال ورفـــد
اتمنـــى نــوال ســؤلى وقصــدي
بحيــــــاتي وطـــــارفي وتلادي
ورجــائي أنعــم بــذاك رجــاءا
أن أرى القـوم يحملـون اللـواءا
ويحــــامونه صــــباح مســـاءا
بالمواضـــى وبالقنــا الميــاد
لـو علمتـم مـا قـد علمـت لكنتم
مــن بكـاء علـى الربـوع هلكتـم
أيهــا الغــافلون كـف اشـتغلتم
عـن حقـوق العلـى بهـذا الرقـاد
إن بيــن النهريـن روضـا أريضـا
فيــه للمعتفيــن برقــاً وميضـا
ومناخـــا لهــم طــويلا عريضــا
قـد سـقاه الحيـا وصـوب العهـاد
حيــث تحــت النخيــل ظـل ظليـل
وميــــاه كأنهـــا السلســـبيل
جاربــــات ومــــوطن وحقــــول
زانهــــنّ الربيـــع بـــالأوراد
وجــذوع النخيــل مثـل العـذارى
مــائلات مــع النســيم اضـطرارا
كاشــفات عــن الوجـوه الخمـارا
وعيـــون الطيـــور بالمرصـــاد
وغصــــون الكـــروم معروشـــات
فــوق ســعف النخيــل مفروشــات
وبمـــاء النســـيم ذاق طليـــق
يتغنـــى بشـــعر ذاك الـــوادى
وشــقيق النعمــان غصــن أنيــق
ورحيــق النهريــن صــاف رقيــق
ولســـان النســـيم ذاق طليـــق
يتغنـــى بشـــعر ذاك الـــوادى
يتغنــى علــى مجــارى الســيول
ماشــيا مشــية السـقيم العليـل
ســـنكينا يجــر هــدب الــذيول
حـــذرا أن يمـــس رمـــة صــاد
يتغنــــى برفعــــة المـــامون
ويجيـــد القريــض فــي هــارون
كــم بــذكراهما أثــار شــجوني
ودعــاني أعــاف طيــب الرقــاد
يتغنــى علــى أغــاني الخريــر
كتغنــــى المـــتيم المهجـــور
ســائلا منــه عــن بنــى آشــور
مصــدر العلـم والهـدى والرشـاد
يـا بنـى الرافـدين كنتـم ملوكا
تحكمـــون الميـــر والصــعلوكا
وتســــنون للأنــــام ســــلوكا
هـــو واللــه غايــة المرتــاد
قـد نقشـتم تـاريخكم فـي الصخور
فدرســـناه لا كـــدرس الزبـــور
فوجــــدناه مفعمــــا بـــأمور
عرفتنــــا طـــرائق الاجتهـــاد
وطلــــول رأيتهــــن اصــــيلا
ســـكب الغيــم فــوقهن ســيولا
واذا هـــن يشـــتكين الخمــولا
نادبــــات مفــــاخر الأجـــداد
خفــف السـير نسـترح يـا مكـارى
ثــم عـرج بنـا علـى ذي الـديار
دمـــن كـــن مربـــع الأحـــرار
وعــــروش الملـــوك والقـــواد
هـــذه هـــذه خـــرائب بابـــل
لــم يـزل بينهـن بعـض المنـازل
عــامرا غيــر حاقــل بـالنوازل
ألبســته الأيــام ثــوب الحـداد
إن مـــاء الســـماء بــل ردائي
وســرى الليـل قـد أمـات عـزائي
والخــوا قــائم علــى أحشــائي
وذكــــاه تســـربلت بالســـواد
يـــا خليلــيّ والمــراد بعيــد
دونـــه مهمـــة ولـــصّ عنيـــد
وعـــــدوّ وراءنــــا وجنــــود
تقتفــى غثرنــا بكــل اجتهــاد
عرجــا بــي عســى نقيـم سـريعه
بيـن هـذى الربـى ونطفىـء لـوعه
أورثتنـــي أطلال بابـــل روعــه
روعــت مهجــتي وهــاجت فــؤادي
ســرحا هــذه المطايــا لــترعى
مــن حقــول طـابت أصـولا وفرعـا
وانظــرا هــذه التماثيـل صـرعى
نــاظرات مجىــء يــوم التنـادى
والــى عــرش ســاموابى فعوجــا
تريــا مربعــا فســيحا بهيجــا
ذا بيـــوت تكــف عنــا ثلوجــا
آذنتنــــا برجفـــة وارتعـــاد
قــوض الــدهر دورهــم ودعاهــا
شاخصـــات ولا أرى مـــن وعاهــا
تلــك ىثــارهم فمــن ذا رعاهـا
غيـــر ســـقيا روائح وغـــوادى
اتركــاني فيهــا أنــوح وأبكـى
طــول دهــرى علـى مبعـثر ملكـي
أنــا قصــرت فـي جهـادي وعركـي
لــم أكــن كالجـدود يـوم الجلاد
كــان جــدى قــود جيشـا لهامـا
وبـــه دوخ الملـــوك العظامــا
وأرانــــي أجــــادل الأيامـــا
بــــدليلى جهالــــة وعنــــاد
سـاموليلو ملـك العـراق الثـاني
قــد أطــاعت ســريره الرافـدان
كــان بــالأمس حامــل الصـولجان
وهــو اليـوم فـي رمـال الوهـاد
أيـن تلـك الريـاض فـوق السـقوف
لــك زابــوم دانيــات القطــوف
مـــن تمـــور وجلنـــار لطيــف
وشـــــقيق النعمــــان والأوراد
يـا أميـل سـبنى فـاقتطف جلنارا
مــن عــل واعـط بعضـه الخمـارا
علـــه مطفىـــء بقلبــك نــارا
هاجهـــا حبـــك افتتــاح البلاد
ولمـــاذا أراك تزجـــى صــفوفا
مـن جنـود ليسـت تهـاب الحتوفـا
عشـقوا العلـم والعلـى والسيوفا
لامعــات الظــبى طــوال النجـاد
ألســـلب العـــروش والتيجـــان
وابتلاع الأقطــــار والبلــــدان
أم لصــون التخــوم فالخصـم وان
عنــك إلا مـن بعـد خـرط القتـاد
إن فــي الفتــح للمهـاجم ظلفـا
ســوف يمشــى كيــف تقـدم خلفـا
ويـرى الفعلـة الـتي كـان أخفـى
ســـرها فـــي حقيبــة الأحقــاد
لــذة الحكــم لا تــدوم طــويلا
ســوف تلقــى عليـك عـبئا ثقيلا
ويريــك المحكــوم يومــا مهيلا
أتــت عنــه لفـى غنـى وابتعـاد
فلمــاذا تســيل هــذى الــدماء
ولمــــاذا تقتــــل الأبريـــاء
ولمــاذا تســاق تلــك النســاء
حاســرات يرســفن فــي الأصــفاد
إرحمـــــوهن إنهــــن غصــــون
ناعمــــات ووردهــــن مصــــون
فحـــرام تبكـــى لهـــن عيــون
لـــــــــــذنوب الأزواج والأولاد
وحــرام يهلكــن عريــا وجوعــا
ويشـــيدن عقرقـــوف الرفيعـــا
فافســحوا مــن خــدودهن دموعـا
ســـائلات علـــى نحــور صــوادى
أطعمــــوهن بكــــرة وعشـــيتا
وارفعــوا عــن بطـونهن العصـيا
كـــم قتلتـــم بضــربهن صــبيا
عـــاش لـــولاكم إلـــى آبـــاد
فـــتى تبطــل الحــروب ويمســى
كـــل مســـتوحش بـــأوفر أنــس
وتـــرى هــذه البرايــا بعُــرس
وســـــــرور وإلفــــــة ووداد
غســلوا هــذه الـدماء الغـزارا
جاريــات علــى الــثرى تتبـارى
واكسروا السيف إن في السيف عارا
شــــاملا للبنيــــن والأحفـــاد
كسروا السيف واستريحوا أو ناموا
لا قتيــل يــودى ولا مــن يضــام
نحــن ولــد السـماء كيـف نسـام
بعــــذاب الخصـــوم والأضـــداد
نحــن ولـد المريـخ منـه لبطنـا
وعلــى الشـمس أمنـا قـد سـقطنا
ثــم جئنـا إلـى هنـا فارتبطنـا
بــأمور تربــو علــى التعــداد
فانقــذينا يــا أيهـا النيـرات
مـــن بنــى الأرض إنهــم آفــات
أكلــوا لحـم جنسـهم ثـم بـاتوا
لاصــطياد النجــوم فـي اسـتعداد
رشيد بن مطر الهاشمي البغدادي.شاعر عراقي، نهج في شعره طريقة معروف الرصافي، مولده ووفاته ببغداد، شارك في الأعمال الوطنية، وسجن في مطلع حياته وفر إلى البصرة ومنها إلى الحجاز فشارك في الثورة العربية 1916 وأكثر من الشعر فيها حتى لقب بشاعر الثورة، وتغير رأيه في القائمين بها، فرجع إلى الشام ثم إلى بغداد، وبعد تأسيس الحكم العربي في العراق، والى حملاته على بعض حكامه، وفقد عقله فأدخل مستشفى المجاذيب ببغداد ومكث نحو عشرين سنة وتوفي فيه. له (ديوان شعر- ط) صغير، جمعه وعلق عليه عبد الله الجبوري.