
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أدركـت يـا عـرش ما ترجو وتنتظر
وزانـك المجـد لا الياقوت والدرر
ويــا معاهـد فـي بغـداد عـامرة
سـيل المكـارم مـن واديـك ينحدر
علـى صـحائف هـذا الـدهر كاتبـة
ذكــرا تفســره آياتهــا الغـرر
مــا الكــون إلا تصـاوير محركـة
اذا اختفـت صـور منهـا بـدت صور
وفــي المكــان خيــالات مصــورة
مــرّت وليــس لهـا عيـن ولا أثـر
هل حرضتني على السير الحثيث سوى
بيـد تضـوّر منهـا الـذئب والنمر
لـولا بقايـا طلـول الغابرين لما
أيقنـت أنـى علـى الأيـام انتظـر
دخلتهـــا بفـــؤاد مفعــم أملا
وهمــة فــي طلاب المجــد تسـتعر
حـتى وقفـت علـى أقسـى منازلهـا
وليـس فـي القـاع لا نبـت ولا ثمر
أقمـت فيهـا ولـي قلـب يذوب أسى
ونــاظر يســتهل الــدمع منهمـر
وكنـت لا الخـوف يلـويني ويردعني
ولا الجنـان بزجـر الـبين ينزجـر
اذا ســئمت يمينــي فـي توسـدها
وســدتها بشــمال قربهــا حجــر
والليـل يقظـان يزهـو في كواكبه
ألـم تـر الـروض بـالنوار يزدهر
كـأن هـذا الـدجى والشـهب لامعـة
جيـش الزنـوج بـأمر الروم يأتمر
كــأن تلـك الثريـا فـي تبرجهـا
تــاج ودون الثريـا بازغـا قمـر
يـا لابـس التاج ما مجد لنا ومتى
يعــود مــا صـنعته قبلنـا مضـر
هـل نسـتعيد زمانـا كـان يحسدنا
عليـه مـن حسـدته البـدو والحضر
والشـعب مـا لـم تمثلـه حكـومته
يفـوته المقصـدان الأمـن والظفـر
وديعـة اللّـه هـذا الشـعب عندكم
فلا يكـونن فيهـا النقـص والضـرر
للرافــدين عيــون غيــر غافلـة
عنكـم تراقـب مـا يبـدو ويسـتتر
وللنســيم حــديث عــن سـرائركم
مفصــل البحــث لا يبقـى ولا يـذر
فـاللّه بـالوطن المظلـوم إن لـه
قلبـا يكـاد مـن الضـراء ينفطـر
سيروا على سيرة الأجداد وانتهجوا
مناهــج الحـق لا يلـويكم البطـر
يـا قـائد الشـعب لا تترك قيادته
إلا لمــن بنهــوض الشـعب يفتخـر
رشيد بن مطر الهاشمي البغدادي.شاعر عراقي، نهج في شعره طريقة معروف الرصافي، مولده ووفاته ببغداد، شارك في الأعمال الوطنية، وسجن في مطلع حياته وفر إلى البصرة ومنها إلى الحجاز فشارك في الثورة العربية 1916 وأكثر من الشعر فيها حتى لقب بشاعر الثورة، وتغير رأيه في القائمين بها، فرجع إلى الشام ثم إلى بغداد، وبعد تأسيس الحكم العربي في العراق، والى حملاته على بعض حكامه، وفقد عقله فأدخل مستشفى المجاذيب ببغداد ومكث نحو عشرين سنة وتوفي فيه. له (ديوان شعر- ط) صغير، جمعه وعلق عليه عبد الله الجبوري.