
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
شــاهدت يومـا فتـاة
مــع الجنــود تسـاق
تبكــي وتـذرف دمعـا
علــى الخـدود يـراق
والجنـد قـد أشبعوها
ضــربا بمـا لا يطـاق
ســألت مــاذا جنتـه
هـذي الفتاة الكئيبه
فهــل لــذنب عظيــم
حلـت حماهـا المصيبه
ذات الجمــال أجيـبي
هـل أنـت حقـا مريبه
رنــت الــي وقــالت
قـــولا أذاب فــؤادي
لا ذنـب لـي غيـر أني
مظلومـــة فــي بلادي
أبــي وزوجــي كانـا
أســاس كــل فســادي
فـدتك نفسـي يـا مـن
أشــجتك رؤيـة حـالي
هـا قصـتي فاسـتمعها
وانصت الى ما جرى لي
مــن حادثــات جسـام
ســاءت بهــن خصـالي
قـد كنـت عذراء قبلا
أجــل عـن كـل شـائن
عفيفـة النفـس أخشـى
حــتى خيــالي ولكـن
لـم يـرض دهـري بهذا
لــذاك حــرك ســاكن
أبــى أتــاني يومـا
وقـال يـا بنـت هيـا
الــى قريــن همــام
كــان الأبـي السـخيا
قـومي انـزلا في حماه
العـالي مكانـا عليا
ذهبـت بيـن العـذارى
أمشــي بغيــر صـواب
كئيبـة النفـس حيـرى
لـم أدر أيـن ذهـابي
وهــل زواجـي لسـعدي
قـد كـان أم لعـذابي
جلســت عامـا بـداري
أرجـو الهنـا لشريكي
فـي ذي الحيـاة واني
اتخـــذته كمليكـــي
اذا بزوجــي جهــولا
لـم يـرض حسـن سـلوك
لــذاك نفســي ضـاقت
ممــا هنــاك تلاقــي
فقلـت يـا زوجي أرفق
أولا فجـــد بطلاقـــي
قـال اذهبي من أمامي
مـا بعـد هـذا تلاقـي
ذهبـت فـي الحال عنه
والقلــب منـي واجـب
لوالــــدي أتشـــكى
فقــال قتلــك واجـب
يـا نفسـي موتي والا
تشـجيكي هذي المصائب
لـم يسـمع القول الا
بــدا بســبي وشـتمي
وقــال عــودي اليـه
فأيـــدت ذاك أمـــي
فخـــاب ضــني فيــه
وزاد همـــي وغمـــي
خرجــت للنهـر أسـعى
ألـــوذ بالانتحـــار
صـادفت اذ ذاك قومـا
كــانوا مـن الاشـرار
مــذ شـاهدوني وحـدي
أمشـي بغيـر اختياري
ثــاروا علـي جميعـا
فــأين منهـم فـراري
فـــأوثقوني كتافــا
وأوجعـــوني بضـــرب
قــالوا فهــذي بغـي
فــزاد اذ ذاك كربـي
صــرخت أنــدب حظــي
وأســــتغيث بربـــي
وبعـــد ذا أخــذوني
لغايــة وســط قفــر
فكــدروا صـفو مـائي
ومزقــوا ثـوب طهـري
وأودعــــوني بحـــبٍ
فـي ضـيقه مثـل قـبر
وبينمــا هــم بـأنس
لا هـون فـي ضـرب عود
فــي غفلـة بـاغتتهم
جماعــة مــن جنــود
فـــأوثقوهم كتافــاً
وقيــــدوا بقيـــود
وهــا ترانـا جميعـا
نســاق نحـو السـجون
أخـذت فـي ذنـب غيري
وليـس لـي مـن معيني
يـا ليتنـي قبـل هذا
وافــت الــي منـوني
الــزوج تـالله جهلا
جنــى علــي جنــايه
كـــذلك الاب أيضـــا
مـن غيـر ذنـب وغايه
للبـؤس قـد ألقيـاني
تمـت بهـذي الروايـة
صالح بن مهدي بن حسين ظاهر البدري.شاعر بغدادي المولد والنشأة، سامرائي الأصل، بدري العشيرة. تقلد عدة مناصب في مديرية الطابو في كربلاء والنجف والكوت وبعقوبة وقضاء الكاظمية، وكانت المجلات والجرائد النجفية تنشر له بعض القصائد، كان يعرف اللغة التركية بإتقان وقد ترجم بعض ما قاله الفيلسوف التركي محمد رضا توفيق إلى العربية، كما تعلم الفارسية، وله إلمام باللغة الفرنسية، جالس الرصافي والزهاوي وعبد الرحمن البناء وغيرهم من الأدباء وكانت تجمعهم ندوات شعرية وأدبية. ساهم الشاعر مع أخيه محمود البدري مساهمة فعلية في إنشاء أول مدرسة أهلية ذات نظام سميت بمدرسة التهذيب البدرية الأهلية.