
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
منهــل دمـع المحـب مـن دمـه
فـارفق بمغـرى الفـؤاد مغرمه
ابكيتــه والبكـاء شـاهد مـا
يــذوب مــن لحمــه واعظمــه
كــأنه فـي الفـراش مـن سـقم
معنــى رفيـق يجـول فـي فمـه
يــا قمـرا فرعـه الظلام علـى
غصــن نقــا باســماً بـأنجمه
أي ظلـــوم ســـواك يبصـــره
لــم يخــف اللَـه مـن تظلمـه
والصــب يبــدي اليـم صـبوته
للحــب فـي الحـب مـن تـألمه
وحرقــة القلـب ليـس يطفئهـا
الحـــبيب إلا يــبرد مبســمه
فـاعطف علـى مـن سـلبت مهجته
لا خيــر فـي الكـف دو معصـمه
وان عبــء الهـوى علـى كبـدي
اثقـل فـي القلـب مـن تكتمـه
والــدهر مــا يـومه بلا غـده
وموجــد الحســن مثـل معـدمه
عــل الليــالي تكـف اسـهمها
عــن ذي غــرام قتيـل اسـهمه
اشـكو الهـوى والهوان من زمن
اسـرع فـي الختـل مـن تصـرمه
دهـــر غـــبي ابــر فــاجره
وخــــص ابـــراره بصـــيلمه
منكـــس هـــامه يقــل علــى
ســـنامه مـــن علا بمنســـمه
ويمنــح العــذب مـن مـوارده
مــن حقــه دون شــرب علقمـه
وهــذه الطيبــات فيــه لمـن
ليــس يســاوي خــبيث مطعمـه
قـد يـرزق النـذل فـي تـأخره
مـا يحـرم النـدب فـي تقـدمه
ولـن تـرى الغمـد فـي طلاوتـه
امضـى مـن العضـب مـع تكهمـه
فاصــبر لأقــدار حكمـه ابـدا
صــبر قــوي الجنــان محكمـه
فـأن نيـل النجوم اقرب للأيدي
منـــالاً مـــن نقــض مــبرمه
وان صــبر الكـرام يسـفر فـي
اللأواء عنـــه وعــن تكرمــه
مثل يراع اللبيب يوضح للأفهام
فـــي العلـــم حــل مبهمــه
رب الأيــادي رحــب الفضــائل
إبراهيــم فـي علمـه ومعلمـه
الملــــوي الـــذي يـــؤرقه
جمــع المعـالي وبـذل أنعمـه
انجــح منـه فـي نيـل مكرمـة
طـــالب دينـــاره ودرهمـــه
تســـنم المجـــد فـــي ذراه
ومـا المجـد بسـام بلا تسـنمه
يرقى المعالي على الرؤوس علاً
إذا ســـواه رقـــى بســـلمه
يـا حـرم المعتفيـن طـاف بـه
رجاؤنــــا وارداً لزمزمــــه
مـا اسـرع الـدهر فـي تقلبـه
واظلــم العبــد فــي تحكمـه
أنـا إلـى اللَـه مـن سواسـية
فـي الشـر كـالجمر فـي تضرمه
يـــوهن اســـماعنا خطــابهم
مـا يـوهن السـاق ثقـل ادهمه
والعبــد ســيان فـي أوامـره
لســـانه أو لســـان أرقمــه
أفٍ علـــى منــزل بــه نفــر
فصــــيحنا خـــادم لأعجمـــه
يقــدم تيهــا فنسـتوي ادبـا
ليــت حمــامي قبيــل مقـدمه
ويضــمر الحقــد فـي ضـمائره
ويظهــر الــود مــن تبســمه
وليـس يخفـي عليـك لفـظ فـتى
تفصــح عينــاه عــن تجمجمـه
وان ذا اللـــب فــي تصــوره
اصـدق فـي القـول مـن منجمـه
يريــك قلــب المريـب نـاظره
وتعــرف الغمــر مــن تكلمـه
ولســت ترضــى نـوكى الزمـان
ولو فضلت في الزهد ابن ادهمه
وكــل مــن سـاء فـي طبـائعه
ظــن بــك السـوء مـن تـوهمه
اواه مـــن غصـــة اجرعهـــا
تســفع قلــبي كســفع ميسـمه
لا يحـرم النـاطق البليـغ منى
فــي الـدهر إلا بقصـد ابكمـه
وضــيق عيــش الكـرام أيسـره
عنــد لئام الــورى كــأعظمه
وعــادة الـدهر لسـت أنكرهـا
مـن عـاده فـي الـورى وجرهمه
ان يبتلــى بــاللئيم اكرمـه
ظلمــــا وعشـــاقه بلـــومه
فــررت منهــم إليــك قاطبـة
فــرار مــن غنمــه كمغرمــة
اقــرع ســنى ندامــة ومــتى
ينتفــع المــرء مــن تنـدمه
واصــحب اليــأس عنهـم طمعـا
ان رجـــائي شـــفيع محرمــه
والــدهر فيمـا يـروم منجـده
مــن غيــر جــد لـه كمتهمـه
تثنـي مقـاديره الشـجاع لقـاً
وطالمـــا فــل حــد مخــذمه
والغمــر مــع جهلــه مـآربه
تقضـــى بلا عضـــبه ولهــذمه
فأسـلم بـدهر عصـمت منـه بـه
وعــش بعليــاك عمــر اعصـمه
نأسـو برؤيـاك مـا اسـاء بنا
لا يصــلح القـرح غيـر مرهمـه
ومــا بنــوه وان شـقيت بهـم
حــالاً ســوى طــالبي تنعمــه
فــأن هــذا الزمــان محسـنه
كفــارة عــن ذنــوب مجرمــه
حسين بن أحمد بن حسين الجزرى.شاعر، من أهل حلب، أصله من جزيرة ابن عمر، ونسبته إليها، تنقل بين الشام والعراق والروم، ومدح بنى سيفا (أمراء طرابلس الشام) واستقر فى حلب، ثم رحل إلى حماة، فتوفي فيها.له (ديوان شعر - خ)