
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مــتى يســتفيق الـدهر مـن غفلانـه
ويصــحو نزيـف الخمـر مـن سـكراته
وادرك آمــالي وقــد بعــد المـدا
علــى طــرف عـزم لـج فـي كبـواته
تقمــص حظــى الليـل ثوبـا فليتـه
نضــى عنــه ثــوبي طـوله وثبـاته
وحــالف طرفــي ســهد طـرف نجـومه
ومــا منهمـا مـن ذاق طعـم سـناته
لقـد طـال هـذا الليـل عمراً كأنما
اوائل يــوم الحشــر فـي أخريـاته
والــى فقـدت الصـبر فيـه ولا فـتى
مــن الــدهر صــبار علـى فتكـاته
هــوى وزمــان مــا ظبــات صـروفه
بــأقطع فــي الأحشـاء مـن ظبيـاته
ويــوم نــوى فيــه حسـبت فرائصـي
فــؤاد جبــان الحـرب بيـن كمـاته
وقــد غــص جفنــي بالـدماء كـأنه
إنــاء مــدام فــي أكــف ســقاته
وما خيط ما حاك الخد رنق في الفلا
وإحصــاء رمـل الخبـت فـي فلـواته
بـأوهن مـن قلـب المحـب على النوى
وأكــثر فــي الأعـداد مـن حسـراته
لــه شــبح خــافٍ عليــك وان تـرى
خيــال غريــق غــاص فــي عـبراته
ولســت ضـمينا ان يـراك لعظـم مـا
بــران علــى عينيــه مـن زفراتـه
فمــالي وللأيــام تخفــي مطــالبي
كفـى الصـب ان يخفـي نحـولاً بـذاته
يغـص بـي الـدهر الـذي هـو نابـذي
كــأني شــجي فــي منتهـى لهـواته
ويضـجر مـا لـم يلقنـي مـن ضـميره
كمــا ضــجر المصـدور مـن نفثـاته
محـا اللَـه عنـه السـيآت بمـا نرى
بعـدل الكريـم العـدل مـن حسـناته
واقســم مــا اشــراق وجـه ذكـائه
بـــأبهر للرائيــن مــن قســماته
إمـــام إذا جلبــت ثــوب أمــانه
ســلبت زمـان الغـدر مـن نائبـاته
ومــولى إذا واليــت صــوب بنـانه
أغاثـــك والأقطــار مــن قطراتــه
وذو كــرم بيــن الأكــارم مبتــدا
وجملتهـــم عطــف علــى مكرمــاته
تــرى النـاس أفواجـاً لبـذل صـلاته
يــــؤمهم فضـــلا كـــوقت صـــلاته
ومـن لـي بـأن أحصـي مكـارم فضـله
إذا كــان يعــي حصـر بعـض عفـاته
علا طبقـات المجـد علمـاً علـى الذي
رقــا بهــم الســبكي فـي طبقـاته
وهــل قصــبات الســبق إلا صــحائف
منمقـــة بالفضـــل مــن قصــباته
إذا كنــت ظمآنــا وكــررت وصــفه
شــربت نميــرا مــن صـفاء صـفاته
محــا عــدله عنــا مظـالم عصـرنا
وألــف بيــن الـذئب أمنـاً وشـاته
وغـادر أنـف الغـدر بـالحق راغمـا
وأوضــح وجــه العـذر فـي سـطواته
ولـم يبـق للشـهباء في الدهر حاجة
فقــد ظفــرت منــه بأقصـى قضـاته
أمصـــباحنا والـــدهر داج ولا أرى
مصــابيح هـذا الـدهر غيـر هـداته
وواحــد أهـل الفضـل والفضـل فـذه
ينـــوف علــى الآلاف مثــل هبــاته
علمـــت وكــل مــن علومــك آخــذ
تعســف هــذا الــدهر فـي حركـاته
بــه الــداء لا بــالأكرمين فإننـا
نـــرى أعضــل الأدواء داء أســاته
ومــا يــومه فيمــا يسـوء كرامـه
بــأعجب ممــا مــر فــي ســنواته
وإن المعـــالي لا يــزال حليفهــا
حليـف الأسـى فـي الدهر من حادثاته
ينــال البــدور المشـرفات سـراره
ويخفــي محيـا الشـمس فـي ظلمـاته
ولكــن علــى العلات تـزداد رونقـا
كمــا جــرب اليـاقوت فـي جمراتـه
لـك الخيـر أرجو أن أنال بك المنى
منــال نســيم الـروض مـن زهراتـه
فربمـــا كـــان البعيــر منــاله
بـــأقرب للمشــتاق مــن لحظــاته
وأصـحب قلـبي الأمـن صـحبة ذي ظمـا
رأي بعــد خمــس عـذب مـاء فراتـه
فعظـم اغتبـاط المـرء في جمع شمله
يكــون علــى مقــدار عظـم شـتاته
إليـك بمـا يغنـي عـن السـحر لفظه
وتعــرف عــرف الشـحر مـن نفحـاته
تــود الــدراري نظــم در عقــوده
ويفتقــر الراجــي إلــى فقرانــه
ثنـــاء قريـــض لا يــزال مخلــداً
وكــل مــن الــدنيا رهيـن ممـاته
كــروض بــه الحــان شــاد مغــرد
والا هــديل الــورق فــي ورقــاته
وليســت طيــوراً فـي فـروع غصـونه
تمتعـــت الــدنيا بطــول حيــاته
حسين بن أحمد بن حسين الجزرى.شاعر، من أهل حلب، أصله من جزيرة ابن عمر، ونسبته إليها، تنقل بين الشام والعراق والروم، ومدح بنى سيفا (أمراء طرابلس الشام) واستقر فى حلب، ثم رحل إلى حماة، فتوفي فيها.له (ديوان شعر - خ)