
الأبيات23
يـا بِـأَبي المُختَلَـسُ المُستَلَب
عَــنَّ لَــهُ ســَهمُ حِمـامٍ غَـرَب
وَانتَزَعَتـــهُ لِلمَنايــا يَــدٌ
مُغتالَــةٌ مِــن حُجــرِ أُمٍّ وَأَب
أَفــديهِ مِــن رَيحانَــةٍ غَضـَّةٍ
عـادَ هَشـيماً عودُهـا المُحتَطَب
ياقوتَــةٍ أَذهَـبَ جَريالَهـا ال
مَــوتُ فَعـادَت كَقَضـيبِ الـذَهَب
كَــأَنَّهُ الــوَردُ أَتــى زائِراً
ثُـمَّ اِنقَضـَت أَيّـامُهُ عَـن كَثَـب
أَشــرَقَ كَـالنَجمِ مُضـيئاً فَمـا
مَلَأتُ عَينــي مِنــهُ حَتّـى غَـرَب
كَمـا تَجَلّـى البَـدرُ مِـن دونِهِ
ســَحابَةٌ غَــرّاءُ ثُـمَّ اِحتَجَـب
وَيلـي عَلَيـهِ مـا بَلَغتُ المُنى
مِنـــهُ وَلا قَضــَيتُ مِنــهُ أَرَب
أَبــا عَلِــيٍّ فَرَّقَــت بَينَنــا
دَهيــاءُ لا يَعطِفُهـا مِـن عَتَـب
أَبــا عَلِــيٍّ فَرَّقَــت شــَملَنا
حَـوادِثُ الـدَهرِ وَصـَرفُ النُـوَب
أَبــا عَلِــيٍّ كُنـتُ أَرجـوكَ أَن
تَكشـِفَ عَـن قَلـبِ أَبيـكَ الكُرَب
أَبــا عَلِـيٍّ كُنـتَ لـي مُؤنِسـاً
فَخالَسـَتني فيـكَ أَيـدي الرِيَب
غــالَبَني فيـكَ شـَديدُ القُـوى
وَالبَطــشِ مـا غـالَبَ إِلّا غَلَـب
واطـولَ حُزنـي فيـكَ مِـن ذاهِبٍ
لَـو رَدَّ طولُ الحُزنِ لي ما ذَهَب
يـا هـاجِراً رَبعِـيَ لا عَـن رِضى
وَمُعرِضــاً عَنِّــيَ لا عَــن غَضـَب
أَبقَيـتَ مِـن بَعـدِكَ لـي حَسـرَةً
تَفنـى اللَيالي دونَها وَالحِقَب
حَسـبِيَ فيـكَ اللَـهُ مِـن فـارِطٍ
مُــدَّخِرٍ لــي أَجــرُهُ مُحتَســَب
مَوهِبَـةٍ جـادَ بِهـا الـدَهرُ لي
ثُــمَّ سـَطا مُرتَجِعـاً مـا وَهَـب
فَقُــــل لِمُغتَـــرٍ بِأَيّـــامِهِ
يَعلَــقُ مِنهـا بِضـَعيفِ السـَبَب
يـا طـالِبَ الراحَـةِ أَخطَأتَهـا
مالَـكَ مِـن دُنيـاكَ إِلّا التَعَـب
أَيُّ دَمٍ مــا طــاحَ فـي حُبِّهـا
وَأَيُّمـا حَبـلٍ لَهـا مـا اِنقَضَب
مـا الفَـتى مِنهـا نَصـيبٌ إِذا
فَكَّـرَ فـي يَـومَيهِ غَيـرُ النَصَب
فَهــيَ تَوَخّانــا بِأَرزائِهــا
وَالمَوتُ مِن بَعدُ لَنا في الطَلَب
سِبطِ اِبنِ التَعاويذي
الدولة الايوبيةمحمد بن عبيد الله بن عبدالله، أبو الفتح، المعروف بابن التعاويذي أو سبط ابن التعاويذي.شاعر العراق في عصره، من أهل بغداد مولداً ووفاةً، ولي فيها الكتابة في ديوان المقاطعات، وعمي سنة 579 هـ وهو سبط الزاهد أبي محمد ابن التعاويذي، كان أبوه مولى اسمه (نُشتكين) فسمي عبيد الله.
قصائد أخرىلسِبطِ اِبنِ التَعاويذي
خَجِلَت مِن عَطائِكَ الأَنواءُ
أُبِثُّكَ مَجدَ الدَينِ حالاً سَماعُها
آهِ لِلبَرقِ أَضاءا
أَيا مَولايَ مَجدَ الدينِ يا مَن
قُل لِأَبي النَقصِ وَالمَخازي
سَحابُ الجودِ هامي الوَدقِ ساكِب
سِربُ مَها أَم دُمى مَحاريبِ
حَتّامَ أَرضى في هَواكَ وَتَغضَبُ
عَسى قاعِدُ الحَظِّ يَوماً يَثِب
أُبِثُّكُمُ أَنّي مَشوقٌ بِكُم صَبُّ
أَيَطمَعُ أَن يُساجِلَكَ السَحابُ
وَبَخيلَةٍ سَمَحَ الرُقا
أَياعَضُدَ الدينِ شَكوى فَتىً
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025