
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَرى الأَيّــامَ صــيغَتُها تَحـولُ
وَمـا لِهَـواكِ مِـن قَلـبي نُصولُ
وَحُـــبٌّ لا تُغَيِّــرُهُ اللَيــالي
مُحــالٌ أَن يُغَيِّــرَهُ العَــذولُ
بِنَفسـي مَـن وَهَبـتُ لَها رُقادي
فَلَيلــي بَعـدَ فُرقَتِهـا طَويـلُ
وَمـا بَخِلَـت عَلَـيَّ بِيَـومِ وَصـلٍ
وَلَكِــنَّ الزَمــانَ بِهـا بَخيـلُ
فَتــاةٌ فــي مُوَشــَّحِها قَضـيبُ
وَتَحــتَ إِزارِهــا حِقـفٌ مَهيـلٌ
يُريـكَ قَوامَهـا خوطُ الأَراكِ ال
قَـويمُ وَجيـدَها الظَبيُ الخَذولُ
تَميلُ عَلى القُلوبِ بِذي اِعتِدالٍ
لَــهُ مِـن نَشـوَةٍ وَصـِبىً مَميـلُ
وَيُقعِــدُها إِذا خَفَّــت نُهوضـاً
لِحاجَتِهــا مُؤَزَّرُهــا الثَقيـلُ
سـَقا دارَ الحَـبيبِ وَإِن تَناءَت
مُلِــثٌّ مِثــلُ أَجفــاني هَطـولُ
وَلا بَرِحَــت تُســَحَّبُ لِلغَــوادي
وَطــوراً لِلصـَبا فيهـا ذُيـولُ
فَجَفنـي وَالغَمـامُ لَهـا غَزيـرٌ
وَقَلـبي وَالنَسـيمُ لَهـا عَليـلُ
وَعَنَّفَنـي عَلـى العَبَـراتِ صَحبي
عَشــِيَّةَ قَــوَّضَ الحَـيُّ الحُلـولُ
وَقـالوا اِسـتَبقِ لِلأَحبابِ دَمعاً
فَقَـد شـَرِقَت بِأَدمُعِـكَ الطُلـولُ
مَعـاذَ الحُـبِّ أَن أُلفـى حَمولاً
وَقَـد سـارَت بِمَن أَهوى الحُمولُ
وَعــارٌ أَن تُــزَمَّ لِيَـومِ بَيـنٍ
جِمــالُهُمُ وَلــي صــَبرٌ جَميـلُ
فَلا رَقَـتِ الـدُموعُ وَقَـد تَـوَلَّت
رِكــابُهُم وَلا بَــرُدَ الغَليــلُ
وَفـي الأَظعـانِ مَن لَولا اِعتِلاقي
بِهِـم لَـم يَعتَلِق جَسَدي النَحولُ
وَلَـولا الكِلَّـةُ السيراءُ ما ها
جَ وَجــدي بَـرقُ سـارِيَةٍ كَليـلُ
وَيَــومٍ بِالصـَراةِ لَنـا قَصـيرٍ
وَأَيّــامُ التَواصــُلِ لا تَطــولُ
ســَرَقناهُ مُخالَسـَةً وَداعـي ال
نَـوى عَـن شـَملِ أُلفَتِنـا غَفولُ
إِلامَ تُسـِرُّ لـي يـا دَهـرُ غَدراً
أَمـا اِنقَضَتِ الضَغائِنُ وَالذُحولُ
وَكَـم يَتَحَيَّـفُ النُقصـانُ فَضـلي
وَيَأخُـذُ مِـن نَبـاهَتيَ الخَمـولُ
فَيَلفِــتُ وَجـهَ آمـالي وَيَلـوي
دُيـوني عِنـدَهُ الزَمَـنُ المَطولُ
مَطــالِبُ أَمسـَت الأَيّـامُ بَينـي
وَبَيــنَ مَــآرِبي مِنهـا تَحـولُ
ســَأُدرِكُها وَشـيكاً وَاللَيـالي
مُخَـــزَّرَةٌ نَـــواظِرُهُنَّ حـــولُ
وَلا سـِيَما وَمَنصـورُ بنُ نَصرِ بِن
مَنصــورِ الجَـوادِ بِهـا كَفيـلُ
فَـتىً بِنَـداهُ رُضـتُّ جَمـوحَ حَظّي
فَأَصــبَحَ وَهُــوَ مُنقـادٌ ذَلـولُ
وَهَزَّتــهُ المَكــارِمُ لِإِصـطِناعي
كَمـا اِهتَـزَّ السـُريجِيُّ الصَقيلُ
وَقَلَّــدَني مِـنَ الإِحسـانِ عَضـباً
عَلـى نُـوَبِ الزَمـانِ بِـهِ أَصولُ
وَأَلبَسـَني مِـنَ النَعمـاءِ دِرعاً
تُناذِرُهــا الأَســِنَّةُ وَالنُصـولُ
إِذا قَلَصـَت سـَرابيلُ العَطايـا
ضـَفَت مِنهـا الـذَلاذِلُ وَالفُضولُ
فِنـاءَكَ يـا ظَهيـرَ الدينِ أَمَّت
بِنــا طُلـحٌ مِـنَ الآمـالِ ميـلُ
وَأَنزَلنا الرَجاءُ عَلى رَحيبِ ال
قِـرا وَالبـاعِ يَحمَـدُهُ النَزيلُ
مُمَــرِّ الحَبــلِ مُحصـَدَةٍ قُـواهُ
وَحَبــلُ ســِواهُ مُنقَضـِبٌ سـَحيلُ
تَخـافُ سـُطاهُ أَحـداثُ اللَيالي
وَيَهـرُبُ مِـن مَـواهِبِهِ المُحـولُ
حَمـى ثَغـرَ المَمالِـكِ مِنهُ عَبلُ
الـذِراعِ لَهُ القَنا الشِطِّيُ غيلُ
مَعــاقِلُهُ الجِيــادُ مُســَوَّماتٍ
وَخَيـرُ مَعاقِـلِ العُـربِ الخُيولُ
يَمَيـلُ بِعَطفِـهِ كَـرَمُ السـَجايا
كَمـا مـالَت بِشـارِبِها الشَمولُ
وَيُشـعِفُ قَلبَـهُ لَمـعُ المَواضـي
إِذا اِنتُضـِيَت وَيُطرِبُـهُ الصَهيلُ
بَغـى قَـومٌ لَحاقَكَ يا اِبنَ نَصرٍ
وَقَـد سُدَّت عَلى الباغي السَبيلُ
وَرامـوا نَيـلَ شَأوِكَ وَالمَعالي
لَهــا ظَهــرٌ بَراكبِــهِ زَليـلُ
فَــأَتعَبَهُم مَــدى خِـرقٍ جَـوادٍ
حُــزونُ المَكرُمـاتِ لَـهُ سـُهولُ
وَأَيـنَ مِـنَ الثَرى نَيلُ الثُرَيّا
وَكَيـفَ تُقـاسُ بِـالغُرَرِ الحُجولُ
حَلُمــتَ فَســُفِّهَت هَضـَباتُ قُـدسٍ
وَجُـدتَّ فَبُخِّـلَ الغَيـثُ الهَطـولُ
وَطَــوراً أَنـتَ لِلضـاحي مَقيـلٌ
وَطَــوراً أَنـتَ لِلجـاني مُقيـلُ
بَلَغـتَ نِهايَـةً فـي المَجدِ عَزَّت
لَـكَ الأَضـرابُ فيهـا وَالشـُكولُ
عَلـى رِسـلٍ فَمـا لَـكَ مِن مُجارٍ
إِلــى رُتَــبِ العَلاءِ وَلا رَسـيلُ
بَلا مِنـكَ الخَليفَـةُ ذا اِعتِزامٍ
يَـذِلُّ لِبَأسـِهِ الخَطـبُ الجَليـلُ
وَجَـرَّبَ مِنـكَ مَطـروراً لِطولِ ال
تَجــارِبِ فــي مَضـارِبِهِ فُلـولُ
فَفَــلَّ بِعَزمِــهِ حَــدَّ الأَعـادي
وَأَرآءُ الخَليفَـــةِ لا تَفيـــلُ
إِمـــامٌ هَـــذَّبَ الأَيّــامَ رَأيٌ
لَــهُ جَــزلٌ وَمَعــروفٌ جَزيــلُ
وَمَـدَّ عَلـى البِلادِ جَنـاحَ عَـدلٍ
لَـهُ ظِـلٌّ عَلـى الـدُنيا ظَليـلُ
أَميـرُ المُـؤمِنينَ وَمِـن إِلَيـهِ
مَــآثِرُ كُــلِّ مَكرُمَــةٍ نَــؤولُ
حَبـاهُ اللَـهُ بِالمُلـكِ اِحتِباءً
وَوَرَّثَـــهُ خِلافَتَـــهُ الرَســولُ
صــِفاتٌ لا يُحيــطُ بِهـا بَيـانٌ
وَمَـــدٌ لا تُكَيِّفُـــهُ العُقــولِ
وَمَـن شـَهِدَت لَهُ بِالفَضلِ آيُ ال
كِتـابِ فَمـا عَسـى بَشـَرٌ يَقـولُ
أَبـا بَكـرٍ هَنـاكَ جَديـدُ مُلـكٍ
مُحـالِفُهُ لَـكَ العُمـرُ الطَويـلُ
وَجَــدٌّ مــا لِطــائِرِهِ رُقــوعٌ
وَســَعدٌ مــا لِطــالِعِهِ أَفـولُ
وَلا عَــدِمَت مَواطِنُـكَ التَهـاني
وَحَــلَّ بِرَبـعِ طاعَتِـكَ القُيـولُ
شــَكَوتُكَ قِلَّـةَ الإِنصـافِ عِلمـاً
بِأَنَّـكَ مِنـهُ لـي كَرَمـاً بَـديلُ
لِتَحفَـظَ مِن عُهودي ما أَضاعَ ال
صـَديقُ وَمـا تَناسـاهُ الخَليـلُ
وَإِن قَطَعــوا حِبــالَهُمُ جَفـاءً
فَـأَنتَ المُحسـِنُ البَـرُّ الوَصولُ
عَلَيــكَ جَلَوتُهـا غُـرّاً هِجانـاً
أَوانِـسَ فـي القُلوبِ لَها قَبولُ
كَـرائِمُ لَم يُهَجِّنها اِبتِذالُ ال
رِجـالِ وَلَـم يُدَنِّسـها البُعـولُ
لَهـا فـي قَومِهـا نَسـَبٌ عَريـقٌ
إِذا اِنتَسـَبَت وَبَيـتُ حِجىً أَصيلُ
فَعَمّاهــا المُرَّعَـثُ وَاِبـنُ أَوسٍ
وَجَــدّاها المُبَــرَّدُ وَالخَليـلُ
مَـدائِحُ مِثـلُ أَنفـاسِ الخُزامى
تَمشـَّت فـي نَواحيهـا القَبـولُ
كَمـا طَرَقَـت رِياضَ الحَزنِ وَهناً
شــآمِيَةٌ لَهــا ذَيــلٌ بَليــلُ
مُفَوَّهَـــةٌ إِذا هَــدَرَت لِنُطــقٍ
شَقاشــِقُها تَقاعَســَتِ الفُحـولُ
تَعِــزُّ قَناعَــةً وَتَـتيهُ صـَوناً
وَبَعــضُ الشـَعرِ مُمتَهَـنٌ ذَليـلُ
وَقَبلَـكَ كُنـتُ أُشـفِقُ أَن يَراها
وَقَـد مَـدَّت إِلَيـهِ يَـداً مُنيـلُ
إِذا أَعيـا عَلى الكُرَماءِ مَدحي
فَكَيــفَ يَسـومُهُ مِنّـي البَخيـلُ
رَأَيــتُ الشـِعرَ قـالَتُهُ كَـثيرٌ
عَديـــدُهُمُ وَجَيِّـــدُهُ قَليـــلُ
فَلا تُحــدِث لَهــا مَلَلاً وَحاشـى
عُلاكَ فَغَيــرُكَ الطَـرِبُ المَلـولُ
وَعِـش مـا حَنَّ مُشتاقٌ وَهاجَ ال
أَســى لِمُتَيَّــمٍ طَلَــلٌ مُحيــلُ
محمد بن عبيد الله بن عبدالله، أبو الفتح، المعروف بابن التعاويذي أو سبط ابن التعاويذي.شاعر العراق في عصره، من أهل بغداد مولداً ووفاةً، ولي فيها الكتابة في ديوان المقاطعات، وعمي سنة 579 هـ وهو سبط الزاهد أبي محمد ابن التعاويذي، كان أبوه مولى اسمه (نُشتكين) فسمي عبيد الله.