
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مـات الحـبيب فلا نعـت صـباحةً
بعـد الحـبيب ولا وصـفتُ جبينا
هــذي حيـاتي وهـو أول مصـرعٍ
خـرق العظـام وكنت فيه حزينا
يــا ليلـة فيهـا تنمّـر داؤه
غضــباً فجنــدله يئن أنينــا
يشــكو إلــيّ بحرفــة وتـألمٍ
داء تملــك فـي حشـاه دفينـا
هــدمت للـوطن العزيـز وآلـه
ركنـاً شـبيه الراسـيات ركينا
صـحف البلاد وكـان مهيع هديها
صــدعت بطـاحن خطبـه تبيينـا
صـحفٌ نعيـن العلـم يوم عثاره
في الخافقين كما نعين الدينا
نبـأ تطـاير فـي البلاد فهزّها
حسـبته ملبوسـاً وكـان يقينـا
أخــذته أعلام الجبـال بصـيحةٍ
سـمعت لها في الهابطات رنينا
مـا هـذه الأجسـام غيـر مراكبٍ
ولسـوف تخـرج من مياه المينا
إن يضـحكنا الدهر ملء ثغورنا
فاصـبر فبعـد هنيهـة يبكينـا
نقضـي الزمـان تحـرزاً من علةٍ
خـوف الممـات ولمحـة تفنينـا
أوحيـد أمـك كنـت أوحد قومنا
فــالأم باكيــة ونحـن بكينـا
كنـا نحـز بـك العـرام وأهله
ونصــادم الأيــام مفتخرينــا
ونطـاول الجـوزاء وهـي سحيقةٌ
ونقابـــل الأرزاء مبتســمينا
أبـدلت لـي جذل الحياة بلوعةٍ
وجعلـت مـدمعي القريـر سخينا
أعـزز علـي بـأن يـبين بموهن
قمــرٌ وإنــي لا أراك مبينــا
وطنـي ضـممت عظامه فاحرص على
تلـك العظـام وكن عليه أمينا
أشـعلت ذاتـك بـالعلوم منوراً
إن الشـموع يـذبن حيـن يضينا
لـم تزدحـم من حول نفسك السن
ألفـت بغيـر مماتـك التأبينا
وتراجــع الأدبـاء عنـك لأنهـم
رهبـوك يـا أسد العرين طعينا
خافوا استماعك ضعف قولهم وقد
كـان الكلام إذا نطقـت سـمينا
مســكينٌ القلـم الـذي يتمتـه
مـن سـوف يرحـم ذلك المسكينا
محبوب الخوري الشرتوني.شاعر. مولده بشرتون (في لبنان) تعلم ببيروت ودرس سبع سنوات. ورأس التحرير في جريدة (لبنان) وهاجر إلى المكسيك (1913) ونكب في التجارة. وأصدر جريدة (الرفيق) (1925) وعاش من موردها الضئيل. وأجريت له عملية استئصال المرارة، فمات في المستشفى، مغترباً.له (ديوان شعر - ط) نشر بعد وفاته. وفي شعره جزالة.