
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
خـل الحزيـن اليـوم في حسراته
ودع العـزاء لمـن يعـي كلماته
واطـرح احاديث السلو اليوم عن
دنـف يخـاف عليـك مـن صـعداته
دنـف غـراب الـبين لم يترك له
مــن قلبــه الا صــغار فتـاته
نشـوان كـاس نوائب الدنيا على
انواهــا حســب اختلاف ســقاته
ولكــل بلــوى انـة فـي صـدره
فتعــد مـا تحـويه مـن انـاته
انــذرته عقـبى الاسـى فكأنمـا
املتـــه ببلـــوغه غايـــاته
مـاذا عسـاك تفيـد بالانذار من
قــد عــد ان حيــاته بممـاته
سئم الحياة من الخطوب فبات لا
يخشـى اقتفاء الليث في غاباته
سـقيا لصـاحب راحـة فـي لحـده
لا صــاحب الاكـدار فـي غرفـاته
مـا عشـت الا كـي ارى ما ظل في
زمنـي ببـاقي العمر من نكباته
قـد أفعمـت قلـبي النوائب جمة
فلـذاك ضـاق بهـا علـى فسحاته
حلــت بـه خطـب الخطـوب كـأنه
امسـى لهـذا الـدهر دار غزاته
قـد بات بيت النائبات فلم تخف
خفقــانه والهـدم مـن حركـاته
امنـت بكـون الـدهر يبذل جهده
حــذر السـقوط بـدعمه بقنـاته
اســفاه كيــف تقطعـت ايامنـا
بـالبين تحـت عظيـم محـذوراته
فتك الفراق بنا على امل اللقا
املا رمانـا الـدهر فـي عثراته
بعــض تـوطن بالشـمال وبعضـنا
رام الجنـوب وليتنـي لـم آتـه
قطــر اضــر بحــالتي فكـأنني
وافيــت مختــبرا بـه ضـرباته
قاســيت فيــه شـدة مـا خطهـا
موسـى لنـا عـن مصر في توراته
ومصـائبا لـو قـام لاسـتيفائها
عيسـى المسـيح لضـاعفت آيـاته
واها لقطر الشام والصحب الاولى
لـي فيـه كالشـامات في وجناته
قـد بـت مشـتاقا لا ترابـي بـه
شـوق المشـوق بـه الـى غاداته
شــوق تقــدس ســره فلاجــل ذا
لبنيــه قــد اهـديته وبنـاته
وحكـى حمـاة نـوح فـي اوصـافه
فعسـى يعـود ببعـض زهـر نباته
تعـس الزمـان فمـا تالف شملنا
بربــوعه حـتى ابتلـي بشـتاته
لعبـت بـه ايـدي سـبا فتطاولت
ايـدي المنـون علـى اعز ذواته
مــات السـليم عزيـزه فتوقـدت
فيـه القلـوب بحـر نـار نعاته
مـات الـذي قـد حـل سـهم نعيه
فـي شـيخه وفتـاه بـل وفتـاته
سـهم اصـاب قلوبنـا مـع بعـده
اذ كـان سـلك البرق قوس رماته
كـم صـاحب عـرض الفداء له ولم
يـرض القضـاء فخـاب ظـن فداته
وحزيـن قلـب لـو تكـون نجـاته
بــالحزن قـام فـؤاده بنجـاته
مصـباح فضـل عنـد ما جن الدجى
طرحتـه ريـح الـبين عن مشكاته
سـمحت بـه لشـرق لنـدن بعدما
حفظـت بهـا للغـرب حسـن صفاته
ســمحت بــه صـدفا تنـاثر دره
بـالغرب يسـطع فـي جميع جباته
طمعـت بجـوهره الثميـن وغادرت
عرضـا بـه يـزداد نـوح وفـاته
اسـفاه ايـن مواهب الروح التي
ازدحمـت بـه كالوفد في ساحاته
ايـن الشهامة والفخامة والحجى
ايـن الكرامـة ايـن رقـة ذاته
أيـن الفتـوة والمروءة والذكا
والحـزم ايـن وايـن عزم ثباته
سـلبت ومـا عجب الخبير بسلبها
فـالغرب سـلب الشرق من عاداته
كنـا نخـاف علـى نضـارة شمسـه
والبـدر لـولا البعد عن راحاته
يـا ثغـر بيـروت اعتبر متأملا
حيـث السـليم يجيـء من سفراته
ان كنـت تبسـم بعده ما انت من
يرعـى الـوداد امـام رب حياته
ودعتـه ليـث الحمـى يوم النوى
فغـدا صـريح المـوت في وثباته
سـتراه يومـا لا يـراك بـه ولا
يصــغي كعــادته لصـوت نـداته
واغنـم بـه صـلة الوداع مسلما
ومودعــا وانــدب ختـام صـلاته
وارحـب بـآخر خطـوة اوصـى بها
للقطـر يـوم الـبين من خطواته
لاقــى المنيـة باسـما فكأنهـا
وافتـه تخطـر مـع لفيـف عفاته
وكأنمــا تلـك النفيسـة نفسـه
بيـديه كـانت عنـد بـذل هياته
عظمـت بقلـب الشـرق حسرة فقده
بـــذواته وقضـــاته وولاتـــه
والنيـل مـن اسـف تمنى لو جرى
للشــرق تعزيــة لقلـب فراتـه
وبكتـه كـل حمامـة فـي جيـدها
طـوق الاسـى قـد ضاء في جمراته
ذو بـن فـي دمع العيون سوادها
فصـبغن ثـوب الحـزن من نثراته
وطلينــه كــي لا يـروق لنـاظر
بـدخان نـار القلـب من نفثاته
وطلعـن فـي ليـل الحداد كانجم
يطلبـن ذاك البـدر فـي هـالاته
يسألن عن بدر الحمى بدر الدجى
ويرمـن لـو جـاراه فـي خطراته
وبكي الخطاب الخطب والانشاء قد
انـش سـطور الحـزن فـي صفحاته
والنـثر اصـبح ناثرا جمل الاسى
والــدمع صـار اجـل منثـوراته
والنظـم من سبب التفرق قد بكى
وارتجــت الاوتـاد فـي ابيـاته
والصـرف امسـى ليـس يصرف حزنه
عـن قلبـه المـدغوم فـي علاتـه
والنحـو بـدل حـاله خـبر بـدا
اعرابـه فـي وصـف حسـن نحـاته
ويراعــه قـد خـط شـركة حزنـه
مــع آل بســترس وكــل بكـاته
عقـد اذا شـئت اقتسـام سـهامه
لحقـت بـي التسـعات من عشراته
وبكـاه مـع طرفي فؤادي فوق ما
أبـدا غـدا يبكـي علـى امواته
فـالموت لم يترك فؤادا ما جرى
دمـه بسـهم الـبين فـي غزواته
والمـوت كـل مليـك عصـر عبـده
والجنــد مـن فرسـانه ومشـاته
ومـن العجـائب انهـم اسـرى له
وهــم اشــد ســراته وحمــاته
مـن لـم يمـت فرهين سلطة امره
والشــيء مرهـون الـى اوقـاته
فهـو المليـك الآمر الناي الذي
لا بـد مـن انفـاذ حكـم قضـاته
يـا ايهـا الميت المقيم بلحده
الحــي فوقــك تحـت تهديـداته
نقشـت عظامـك بـالثرى عظـة له
لـو كـان يصـلح حـاله بعظـاته
فـالميت حـل برمسـه والحـي قد
نصــبت مضــاربه علـى عتبـاته
يبكـي الفقيـد ولـو تامل نفسه
لبكــى مـن اسـتتباعه خطـواته
أبنـي أبينـا ليـس يجمع شملنا
يـوم المعـاد بحسـب قول ثقاته
وغـدا يعـزي بعضـنا بعضـا بـه
ابـدا جـزى الرحمان فضل رواته
والمــرء لــولا مـوته لحيـاته
بــالله كـان تعيـس مخلوقـاته
دنيــاه ذات مصــائب ونــوائب
لا تعـتري الحيـوان فـي فلواته
فالويــل للانســان ان سـاوهما
عـدم يضـيع العقـل فـي ظلماته
أمـر بـه حـار اللبيب وخاض في
بحـر البيـان فتـاه فـي لجاته
والنفـس ثابـة الوجـود تحجبـت
عـن ان تـرى بحجـاب مكنونـاته
فلنـا العـزاء بان نفس فقيدنا
سـلمت مـن الحـدثان في صدماته
ولئن اصـــاب مــؤرخيه تكــدر
فسـليم بـات اليـوم فـي جناته
هـذي رسـالة مـدنف قـد اعربـت
لـذويه يـوم الـبين عـن حالاته
لـولا الحـداد لكـان خط سطورها
حمـراء ممـا سـال مـن عـبراته
حررتهــا ومـدامعي تجـري علـى
صـدري فمـا غلبـت لهيـب لهاته
والصـبر اولـى يـا احبتنا اذا
نفـذ القضـاء وعـز دفـع فواته
او ليـس ان الفرقـدين عليهمـا
مـن وجـه ذاك البدر بعض سماته
فتنســموا نفحــات طيـب انهـا
بالاصـل قـد كسـبته مـن نفحاته
واستبشـروا بحيـاته بالنفس في
دار السـعادة واحلفـوا بحياته