
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
سـبحان مـن غمر العباد برزقه
بسـط الهوى من فوقهم بالقدرة
وأشـار للسـحب الثقال فامطرت
وجـرت ينـابيع الميـاه بحكمة
فحيـى بها ميت النبات وأزهرت
بحـدايق هـي في الرياض بهيمة
وترنمــت أطيارهــا وترقصــت
أشــجارها فكأنهـا فـي جولـة
وتـــدفقت أنهارهــا وتفتحــت
أزهارهــا واتـت بكـل بديعـة
فكأنمـا الأطيـار فـي دوحاتها
خطبـا أقـامت فـي منابر جمعه
وكأنمـا الثمـرات في اغصانها
مثـل النجـوم مـن السما تبدت
وكانمـا النارنـج فـي خرصانه
أكبر من الذهب الشديد الحمرة
ومعـاطف الأغصـان مثـل صـوالج
فـي كـل صـولجة قميعـة أكـرة
وكـذلك الكبـاد مـع نارنجهـا
وترنجهــا احقـاق تـبر صـيغة
والنبـق والزعـرور شـبه بنادق
مـع مشـمش مـع عصـفر معجونـة
وكانمـا شـجر النخيـل عرايـس
كــل كشــبه عروســة مجليــة
نشــرت قلايـدها علـى عشـاقها
مـن أحمر الياقوت أو من صفرة
وكانمـا البلـح المرصـع قمعت
ياقوتــة بــالعنبر المتفتــت
وكانمــا يـوم الطـراد تجهـزت
للحــرب بيــن عسـاكر مصـطفة
فجريـدها مثـل السـيوف تلاعبت
طـوراً بـه والرمح مثل القامة
والشـوك مثـل اسـنة جرحت بها
أعــداها وتنقطــت بالرقشــة
والطلـع كالخود الطوال شبيهة
بقلانـــس مخضـــرة مشـــقوقة
لبست لبوس الحرب في يوم الوغا
وتســترت بــالليف كالزرديـة
وكــذلك العنـاب فـي تقميعـة
شـــبهته بأنامـــل مخضــوبة
والخـوخ والتفـاح خـد مليحـة
كملـت بـه يـا صاحبي تشبيهتي
وكـذلك الرمـان يشـبه نهـدها
والتـوت فـي اذانهـا كالحلية
والتــوت الأسـود أننـي شـبهته
فــي لـونه بأنامـل الزنجيـة
وإذا ترشـــح مـــاؤه شــبهته
قطـرا مـن السماق أو كالخمرة
والمـوز كالنابات من اقبالها
مصــبوغة بــالزعفران وصـفرة
برقوقهــا يحكـي بنـادق صـندل
وكأنمــا الأجـاص عيـن غزالـة
وكانمـا الخـروب قـام محاربا
وسـيوفه فـي غمـدها لـم تصلت
ورفيقــه الجميـز جابـد يـابس
قـد حـاربت يـوم الطراد فشقت
والقسـطل البحـري كرومـي وقد
شـبهته لمـا بـدا فـي الحلبة
شـيخاً كـبيراً قـد تكرمـش وجهه
خــاف الشـتا فجانـا بـالفروة
والجــوز احقـاق ملصـقة وقـد
تحكـي ذوات الطفـل ان هـي فكت
دهنـت بزنجـار هلـى اعوادهـا
فتلطخــت أخشــابها بالخضـرة
والفسـتق الشـامي كلابـس حلـة
مـن طلـع اكواز النخيل ظريفة
والبنـدق المحمـر شـبه مصـارع
أو بهلــوان ثــوبه مـن جلـدة
واللـوز الأخضـر جـآ لابـس جبة
خضــرآ مزغبـة كمثـل الجوخـة
وكــذلك الزيتـون مثـل زبرجـد
والـتين يحكـي فاكهـات الجنة
وقراصــيا جـآت لنـا مغـبرة
شــبهتها ســودآ فـي طاحونـة
هــذا وضــرتها تحمــر وجههـا
فكأنمـا دلكـت بقـرص الحمـرة
وســفرجل لمــا أتــى متجعـداً
شـبهته فـي الوصـف والكيفيـة
بمــدورات مــن حريــر أصــفر
جمعـت اسـافلها كمثـل السفرة
وانظـر لكمـتري إذا ما أقبلت
تحكــي دبــابيس العلاج ونتعـت
ومعرشـات الكـرم تحسـب أنهـا
مثـل الخيام السندس المنصوبة
وقطوفهــا تحكـي قنـاديلا إذا
أرخــت عناقـدها لنـا وتـدلت
مـن أحمـر مثـل العقيـق حسبته
أو أبيــض مثــل اللالــي صـفت
أو أســود مــن ســبح قــدرته
أو خـــرز مســـودة منظومـــة
أو أصـفر مثـل البلخـش منظـم
أو دونـه فـي الحلـة الخمرية
بـاتت تمـد اكفهـا نحـو السما
تـدعو لعاصـي ربهـا بالتوبـة