
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
متـــألّمٌ ممّـــا أنــا متــألّمُ
حـار السـؤالُ و أطرقَ المستفهِمُ
مــاذا أحِــسُّ وآه حُزْنــي بعضــُهُ
يشــكو فــأعرفُه و بعـضٌ مُبهَـمُ
بي ما علمتُ من الأسى الدامي و بي
مـن حرقـةِ الأعمـاقِ مـا لا أعلمُ
بـي مِنْ جراحِ الروحِ ما أدري و بي
أضــعافُ مـا أدري و مـا أتـوهّمُ
و كــأنّ روحــي شــعلةٌ مجنونــةٌ
تطغَــى فتُضــرمُني بمــا تتضـرّمُ
و كـأنّ قلـبي فـي الضـلوع جنازةٌ
أمشـي بهـا وحـدي و كلّـي مـأتمُ
أبكـي فتبتسـمُ الجـراحُ من البكا
فكأنّهــا فــي كــلّ جارحـة فـمُ
يـا لابتسـامِ الجرحِ كم أبكي و كم
ينسـابُ فـوق شـفاهِهِ الحَمْـرا دَمُ
أبـدا أسـيرُ على الجراح و أنتهي
حيـثُ ابتـدأتُ فـأين منّي المَختمُ
و أعـاركُ الـدنيا و أهـوى صفوَها
لكــنْ كمـا يهـوى الكلامَ الأبكـمُ
و أبـــارك الأمّ الحيــاةَ لأنّهــا
أمّـي و حظّـي مـن جناهـا العلقمُ
حرمـــاني الحرمـــانُ إلاّ أنّنــي
أهـذي بعاطفـة الحيـاة و أحلـمُ
و المـرءُ إن أشـقاه واقـعُ شـؤمِهِ
بـالغُبْن أسـعدَهُ الخيـالُ المُنعِمُ
وحـدي أعيـشُ علـى الهموم ووحدتي
باليــأس مفعمــةٌ وجــوّي مُفْعَـمُ
لكنّنــي أهــوى الهمــومَ لأنّهــا
فِكَــرٌ أفســّرُ صــمتَها و أترجـمُ
أهـوَى الحيـاةَ بخيرهـا و بشـرِّها
وأحــبّ أبنـاءَ الحيـاةِ وأرحـمُ
و أصـوغ فلسـفةَ الجـراحِ نشـائداً
يشـدو بها اللّاهي و يَشْجَى المؤلَمُ
عبدالله صالح حسن الشحف البردّوني: شاعر يمني، من كبار شعراء العرب في النصف الثاني من القرن العشرين مولده في البردّون من قرى ذمارعام 1929 م وأصيب بالجدري في السادسة من عمره ففقد بصره، وتلقى تعليمه الأولي في مدارس ذمار ثم انتقل إلى صنعاء حيث أكمل دراسته في دار العلوم وتخرج فيها عام 1953م. فعُين أستاذا للآداب العربية في المدرسة ذاتها ... وعمل مشرفاً عن برامج الإذاعة اليمنية.وسجن بسبب مناوأته سياسة الإمام أحمد حميد الدين. وانحيازه لما عرف بثورة الدستور عام 1948وأصدر عشرة دواوين شعرية، وكتبا منها: "رحلة في الشعر قديمه وحديثه" و"فنون الأدب الشعبي في اليمن" و"الثقافة الشعبية: تجارب وأقاويل يمنية" و"اليمن الجمهوري" و"من أول قصيدة إلى آخر طلقة، دراسة في شعر الزبيري وحياته". و"الثقافة والثورة" و"أشتات"وتوفي صباح يوم الاثنين 30 أغسطس 1999م أثناء سفره للعلاج في الأردن