
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
فليقصـفوا لسـت مقصفْ
وليعنفـوا أنـت أعنفْ
وليحشـدوا أنـت تدري
أنَّ المخيفيـن أخـوَفْ
أغنــى ولكــنَّ أشـقى
أوهــى ولكـنَّ أجلـفْ
أبــدى ولكــن أخفـى
أخــزى ولكــنَّ أصـلف
لهــم حديــد ونــارٌ
وهـم مِـن القَشِّ أضعف
يخشــون إمكـان مـوت
وأنــت للمـوت أَأْلـفْ
وبــالخطورات أغــرى
وبــالقرارات أشــغف
لأنهــــم لهــــواهم
وأنـت بالنـاس أكلـف
لــذا تلاقـي جيوشـاً
مـن الخـواء المزخرَفْ
يجـــزئون المجــزا
يصـــنفون المصـــنف
يكثفــــون عليهـــم
حراسـة أنـت أكثَفْ
كفجـأة الغيـب تهمـي
وكــالبراكين تزحَــفْ
تنثـال عيـداً ربيعـاً
تمتــد مشـتىً ومَصـْيَفْ
نسـغاً إلـى كـل جـذر
نبضـاً إلـى كـل مِعْزَفْ
مـا قـال عنك انتظار
هـذا انثنـى أو تحرف
مـا قـال نجـمٌ تراخى
مـا قـال فجـرٌ تخلـف
تسـابق الـوقت يعيـا
وأنــــت لا تتوقـــف
فتســحب الشـمس ذيلاً
وتلبـس الليـل معطـف
أحرجـت من قال غالى
ومــن يقــول تطــرف
إن التوســـط مــوت
أقســى وسـموه ألطـف
لأنهــــم بـــالتَّلهي
أرضـى وللزَّيـفِ أوصف
وعنـدك الجبـنُ جبـن
مـا فيـه أجفى وأظرف
وعنــدك العـار أزرى
وجهـاً إذا لاح أطـرف
يــا مصـطفى أي سـر
تحت القميص المنتف
هـل أنـت أرهف لمحاً
لأن عــــودك أنحـــف
أأنــت أخصـب قلبـاً
لأن بيتـــك أعجـــف
هل أنت أرغدُ حلماً
لأنَّ محيـــاك أشـــظف
لـم أنـت بالكل أحفى
مـن كـل أذكـى وأثقف
مـن كـل نبـض تغنـي
يبكـون مـن سـب أهيف
إلى المدى أنت أهدى
وبالســراديب أعــرف
وبالخيـــارات أدرى
وللغرابـــات أكشــف
وبالمهــارات أمضـى
وللملمـــات أحصــف
فلا وراءك ملهــــــى
ولا أمامـــك مصــرف
فلا مـن البعـد تأسى
ولا علـى القرب تأسف
لأن همــــك أعلــــى
لأن قصـــدك أشـــرف
لأن صـــدرك أملـــى
لأن جيبـــك أنظـــف
قــد يكســرونك لكـن
تقـوم أقـوى وأرهـف
وهــل صــعدت جنيــاً
إلا لــترمى وتقطــف
قــد يقتلونـك تـأتي
مـن آخـر القتل أعصف
لأن جـــذرك أنمـــى
لأن مجـــراك أريـــف
لأن موتــــك أحيـــا
مـن عمـر مليون مترف
فليقــذفوك جميعــاً
فــأنت وحــدك أقـذف
ســـيتلفون ويزكـــو
فيـك الـذي ليس يتلف
لأنــك الكــل فــرداً
كيفيـــــة لا تكيف..
يـا مصطفى يا كتاباً
مــن كـل قلـب تـألف
ويــا زمانـاً سـيأتي
يمحـو الزمان المزيف
عبدالله صالح حسن الشحف البردّوني: شاعر يمني، من كبار شعراء العرب في النصف الثاني من القرن العشرين مولده في البردّون من قرى ذمارعام 1929 م وأصيب بالجدري في السادسة من عمره ففقد بصره، وتلقى تعليمه الأولي في مدارس ذمار ثم انتقل إلى صنعاء حيث أكمل دراسته في دار العلوم وتخرج فيها عام 1953م. فعُين أستاذا للآداب العربية في المدرسة ذاتها ... وعمل مشرفاً عن برامج الإذاعة اليمنية.وسجن بسبب مناوأته سياسة الإمام أحمد حميد الدين. وانحيازه لما عرف بثورة الدستور عام 1948وأصدر عشرة دواوين شعرية، وكتبا منها: "رحلة في الشعر قديمه وحديثه" و"فنون الأدب الشعبي في اليمن" و"الثقافة الشعبية: تجارب وأقاويل يمنية" و"اليمن الجمهوري" و"من أول قصيدة إلى آخر طلقة، دراسة في شعر الزبيري وحياته". و"الثقافة والثورة" و"أشتات"وتوفي صباح يوم الاثنين 30 أغسطس 1999م أثناء سفره للعلاج في الأردن