
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
هـــذي الــبيوت الــجاثمات إزائي
لــيل مــن الــحرمان و الإدجـاء
مـــن لــلبيوت الــهادمات كـأنّها
فـــوق الــحياة مــقابر الأحـياء
تــغفو علـى حلـم الرغيـف و لم تجد
إلاّ خـيــالا مــنه فــي الإغـفاء
و تــضمّ أشـباح الـجياع كـأنّها
ســـجن يـــضمّ جـــوانح الـــسّجناء
و تــغيب في الصمت الكئيب كأنّها
كــــهف وراء الــــكون و الأضـــواء
خــلف الـطبيعة و الـحياة كـأنّها
شـــــيء وراء طـبـــائع الأشـــياء
تـرنو إلـى الأمـل المولّي مثلما
يــرنو الــغريق إلـى المغيث النائي
و تــلملم الأحــلام مـن صدر الدّجا
ســردا كــأشباح الــدجا الـسوداء
هـذي الـبيوت النائمـات على الطوى
تــوم الـعليل عـلى انتفاض الداء
نـامت و نـام الـلّيل فوق سكونها
و تـــغلّفت بـــالصمت و الـــظلماء
و غــفت بأحضـان السـكون و فوقها
جـــثث الـــدجا مــنثورة الأشــلاء
و تــلملمت تــحت الـظلام كأنّها
شـيـــخ يـنـــوء بـــأثقل الأعــباء
أصـغى إلـيها الـلّيل لم يسمع بها
إلاّ أنـــين الـــجوع فــي الأحــشاء
و بـكا الـبنين الـجائعين مـردّدا
فـــي الأمّـــهات و مــسمع الآبــاء
ودجــت لــيالي الجـائعين و تحتها
مـهــج الــجياع قــتيلة الأهـواء
يـا ليـل ، مـن جيران كوخي ؟ من هم
مــرعى الــشقا و فــريسة الأرزاء
الــجائعون الصـابرون علـى الطـوى
صــبر الــربا لــلريح و الأنـواء
الآكـلــون قــلوبهم حـقدا عـلى
تــــرف الـــقصور و ثـــروة البخلاء
الــصامتون و فــي معـاني صمتهم
دنـــيا مـــن الضـجّات و الضوضـاء
و يــلي عــلى جيـران كـوخي إنّهم
ألـعـــوبة الإفــــلاس و الإعـــياء
ويــلي لـهم من بؤس محياهم و يا
و يـــلي مـــن الإشــفاق بــالبؤساء
أنــــوح لـلــمستضعفين و إنّــني
أشـــقى مــن الأيــتام و الــضعفاء
و أحــسّهم فـي سـدّ روحـي في دمي
فــي نبــض أعصـابي و فـي أعضـائي
فـــكأنّ جـــيراني جــراح تــحتسي
ريّ الأســـى مــن أدمعـي و دمـائي
نــاموا علـى البلـوى و أغفي عنهمو
عــطف الــقريب ورحمـة الرحمـاء
مــا كــان أشـقاهم و أشقاني بهم
و أحـسّـــني بـــشقائهم و شــقائي
عبدالله صالح حسن الشحف البردّوني: شاعر يمني، من كبار شعراء العرب في النصف الثاني من القرن العشرين مولده في البردّون من قرى ذمارعام 1929 م وأصيب بالجدري في السادسة من عمره ففقد بصره، وتلقى تعليمه الأولي في مدارس ذمار ثم انتقل إلى صنعاء حيث أكمل دراسته في دار العلوم وتخرج فيها عام 1953م. فعُين أستاذا للآداب العربية في المدرسة ذاتها ... وعمل مشرفاً عن برامج الإذاعة اليمنية.وسجن بسبب مناوأته سياسة الإمام أحمد حميد الدين. وانحيازه لما عرف بثورة الدستور عام 1948وأصدر عشرة دواوين شعرية، وكتبا منها: "رحلة في الشعر قديمه وحديثه" و"فنون الأدب الشعبي في اليمن" و"الثقافة الشعبية: تجارب وأقاويل يمنية" و"اليمن الجمهوري" و"من أول قصيدة إلى آخر طلقة، دراسة في شعر الزبيري وحياته". و"الثقافة والثورة" و"أشتات"وتوفي صباح يوم الاثنين 30 أغسطس 1999م أثناء سفره للعلاج في الأردن