
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لا تـقـــل مــا دمــع فــنّي
لا تــسل مــا شــجو لحني
مـنــــك أبـكـــي و أغـــنّيك
فــمــا يـؤذيــك مـنّـي
سـمّــــني إن شـــئت نـــوّحا
و إن شــئـــت مـغـنّـــي
فـأنـــا حـيــنا أعـزّيــك
و أحــيـانـــا أهــنّــي
لـــك مــن حــزني الأغاريـد
و مـــن قـلـبي الـتمنّي
أنــا أرضـي الـفنّ لـكن
كـــيف تـــرضي أنـــت عنّـي
كــلّ مــا يــشجيك يـبكيني
و يـضـنــــي و يـعـنّــــي
فــاستمع مـا شـئت و اتركني
كــمـــا شـئـــت أغـنّــي
لا تــلمني إن بــكى قـلبي
و غــنّـــــاك بــكـايـــا
لا تـســلني مـــا طـواني
عـــنك فــي أقــصى الزوايـا
هـــا أنـا وحـدي و ألـقا
ك هـنــا بـيــن الـحــنايا
هـــا هــنا حــيث ألاقـيك
طــبـاعــــا و سـجـايــــا
حــيث تــهوي قـطع الظلما
كــأشــــلاء الـضـحــــايا
و تـطـــلّ الــوحشة الــخر
ســـا كـأجــفان الـمـنايا
و الـدجى ينسـاب فـي الصـمت
كــأطـيــاف الـخـطــايا
و الــسكون الأسـود الـغا
فــــي كــأعراض الــبغايا
و أنــا أدعــوك فــي سرّي
و أحــلامــــي الـعـرايـــا
يــا رفيقي في طريق العمر
فـــــي ركــــب الـحــياة
أنــــت فــي روحــيّتي رو
ح و ذات مــــلء ذاتــــي
جـمــعتنا وحــدة الــعيش
و تـوحـيـــد الـمـمـــات
عـمــرنا يــمضي و عــمر
مــــن وراء الـــموت آتـــي
نـحــن فـكــران تـلاقينا
عـلـــى رغــــم الـــشتات
نــحن فــي فــلسفة الـفنّ
كـنــــجوى فــــي صــــلاة
أنــا كــأس مــن غنـى الشو
ق و دمـــــع الـذكــريات
فــاشرب اللّحـن ودع فـي ال
كـــأس دمــع الــموجعات
هـكــذا تــصبو كــما شـا
ءت و تـبـــكي أغـنـــياتي
يــا رفــيقي هـات أذنـيك
و خــــذ أشـهـــى رنــيني
مــن شــفاه الــفجر أسقي
ك و خــمـــر الـيـــاسمين
مــــن مــعين الــفنّ أروي
ك و لــــم يــنضب مــعيني
لـــك مــن أنّــاتي الـلّحن
و لــــي وحـــدي أنــيني
و لــك الــتغريد مــن فـنّي
و لــــي جـــوع حــنيني
هــل أنــا فــي عزلـة الشعر
كــأشـــواق الـسـجــين
حــيث ألــقاك هـنا في خا
طــــر الـصـــمت الــحزين
فـي أغـاني الشـوق في الذكرى
و فــي الـحـبذ الـدفين
فــي الخيـالات و فـي شـكوى
الـحـنـــين الـمـســـتكين
عبدالله صالح حسن الشحف البردّوني: شاعر يمني، من كبار شعراء العرب في النصف الثاني من القرن العشرين مولده في البردّون من قرى ذمارعام 1929 م وأصيب بالجدري في السادسة من عمره ففقد بصره، وتلقى تعليمه الأولي في مدارس ذمار ثم انتقل إلى صنعاء حيث أكمل دراسته في دار العلوم وتخرج فيها عام 1953م. فعُين أستاذا للآداب العربية في المدرسة ذاتها ... وعمل مشرفاً عن برامج الإذاعة اليمنية.وسجن بسبب مناوأته سياسة الإمام أحمد حميد الدين. وانحيازه لما عرف بثورة الدستور عام 1948وأصدر عشرة دواوين شعرية، وكتبا منها: "رحلة في الشعر قديمه وحديثه" و"فنون الأدب الشعبي في اليمن" و"الثقافة الشعبية: تجارب وأقاويل يمنية" و"اليمن الجمهوري" و"من أول قصيدة إلى آخر طلقة، دراسة في شعر الزبيري وحياته". و"الثقافة والثورة" و"أشتات"وتوفي صباح يوم الاثنين 30 أغسطس 1999م أثناء سفره للعلاج في الأردن